الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
حرق جثث ضحايا كوفيد-19 من المسلمين في سريلانكا في ظل نظام معاد للمسلمين يستغل الوباء لتكثيف حربه ضد الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حرق جثث ضحايا كوفيد-19 من المسلمين في سريلانكا
في ظل نظام معاد للمسلمين يستغل الوباء لتكثيف حربه ضد الإسلام
(مترجم)

 


الخبر:


في يوم الثلاثاء 1 كانون الأول/ديسمبر، رفضت المحكمة العليا في سريلانكا التماسات المجتمع المدني والقضايا القضائية التي رفعتها العائلات المسلمة والنصرانية في البلاد، متحدّية سياسة الحكومة التي تفرض حرق الجثث لجميع الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 أو أية جثة يشتبه في إصابتها بالفيروس بغض النظر عن المعتقدات الدينية. تجاهلت الحكومة السريلانكية القومية البوذية التوجيهات الصادرة عن خبراء طبيين وعلميين مشهورين دولياً وكذلك منظمة الصحة العالمية التي ذكرت أنه يمكن دفن ضحايا كوفيد بأمان دون أي خطر على الصحة العامة. بدلاً من ذلك، سعت الحكومة إلى استغلال الوباء لتعزيز أجندتها المعادية للمسلمين والمناهضة للإسلام من خلال إصدار لوائح في نيسان/أبريل تنص على أنه "سيتم حرق جثث جميع ضحايا كوفيد-19 في غضون 24 ساعة من الموت"، مع العلم تماماً أن هذا الإجراء ينتهك المعتقدات الأساسية للمسلمين لأنّ الإسلام يعتبر ذلك تدنيساً لجثة المتوفى. ومنذ إصدار القانون، تمّ حرق جثامين أكثر من 50 مسلماً. في الواقع، ظهرت تقارير تُفيد بأنّ العديد من المسلمين الذين أحرقت السلطات جثثهم لم يتم فحصهم لفيروس كورونا، أو حتّى ظهور نتائجهم سلبية. يقول رجل مسلم وجد والدته قد أحرقت ظلماً: "في اليوم الذي ماتت فيه والدتي في المستشفى، أخذوا جثتها بعيداً ثم سلموني وعاءً من رمادها. لكن في اليوم التالي قالوا لي إن اختبار والدتي كان سلبياً وكان حرق جثتها خطأً. كل ليلة أستيقظ وأفكر في مصير أمي. نحن فقراء وليس لدينا الوسائل للمطالبة بالعدالة أو مقارعة السلطات". (حسب ما ذكرت الجارديان البريطانية). حتى إنّ السلطات السريلانكية تطلب من المسلمين دفع 48 ألفاً (192 جنيهاً إسترلينياً) كرسوم تطلبها الدولة لتغطية تكلفة حرق الجثث. نظراً لكون العديد من العائلات المسلمة ترفض القيام بذلك خوفاً من أن يكونوا متواطئين في تدنيس أحبائهم، فقد بدأت جثث ضحايا كوفيد-19 من المسلمين في التراكم في مشارح المستشفيات، لذلك يُجبر المسلمون على التخلي فعلياً عن موتاهم.

 

التعليق:


لا يعيش المسلمون في سريلانكا في خوف من الإصابة بفيروس كورونا فحسب، بل يخافون أيضاً من انتشار فيروس الكراهية ضد المسلمين في المجتمع من خلال نظام قومي عنصري مدعوم من البوذيين المتطرفين. ويتعين على العائلات المسلمة، أثناء حزنها على موتاها، أن تعاني أيضاً من الألم الإضافي المتمثل في حرمانهم من حق أداء الشعائر الدينية الأخيرة لأحبائهم المتمثلة في دفنهم بسلام. يخشى العديد من المسلمين حتى من البحث عن علاج في المستشفى لحالات خطيرة أخرى، خوفا من فكرة أنهم إذا ماتوا أثناء وجودهم في المستشفى، فإن السلطات ستأخذ جثثهم لحرقها، حتى بدون إجراء اختبار للفيروس.


لقد تمّ تنفيذ سياسة حرق الجثث التي لا أساس لها من الصحة من لا شيء سوى حقد النظام على المسلمين. قال أحد الكتاب السريلانكيين بجدارة في الكلمات التالية: "إن الحكومة تبذل قصارى جهدها لإيذاء معظم المشاعر الجوهرية للمسلمين". لكن هذا ليس مفاجئاً، فقد كان العداء تجاه المسلمين في سريلانكا يتصاعد منذ سنوات، وقد أذكته الجماعات القومية البوذية المعادية للمسلمين مثل بودو بالا سينا (BBS) والرهبان البوذيين الذين يستلهمون من نظرائهم في ميانمار. حيث يُسمح لهم بالعمل بحرية ويقومون بنشر الرواية التحريضية السخيفة بأن البوذيين السنهاليين في هذا البلد ذي الأغلبية البوذية يتعرضون للتهديد من زيادة عدد السكان المسلمين (الذين يشكلون أقل من 10٪ من السكان). في السنوات الأخيرة، أصبح هذا الخطاب السام المعادي للمسلمين والمناهض للإسلام سائداً، ويعبّر عنه صراحة السياسيون والصحفيون، وعلى وسائل التواصل يحارب المسلمون بشكل ممنهج منذ سنوات، ويعيشون في ظل سحابة من الشك وسوء المعاملة، خاصةً بعد تفجيرات عيد الفصح عام 2019، حيث يواجهون العنف والتشهير. تعرّضت المسلمات المحجّبات للمضايقات وطُلب منهن خلع الحجاب عند دخول المحلات أو المباني المختلفة، أو عند مرافقة بناتهن إلى مقابلات دخول المدرسة؛ وتمّ فرض حظر على النقاب؛ وكانت هناك حملة ضد كتابة "حلال" على الأغذية؛ وواجه المسلمون اعتقالات تعسفية وعمليات تفتيش تمييزية من الشرطة لمنازلهم بحثاً عن مواد إسلامية. وانتشرت أكاذيب صريحة عن المسلمين والدّين، ووقعت العديد من الهجمات على مساجد ومنازل وشركات المسلمين. في الواقع، تم انتخاب الحزب القومي الحاكم الحالي، بقيادة الأخوين راجاباكسا، اللذين تربطهما علاقات وثيقة مع BBS، بانتصار ساحق، على موجة من المشاعر البوذية المتشددة المعادية للمسلمين. ويخشى العديد من المسلمين في البلاد الآن من أنهم قد يواجهون المصير نفسه الذي يواجهه إخوانهم وأخواتهم المسلمون من الروهينجا في ميانمار.


هذا الواقع المفجع الذي يواجهه المسلمون في سريلانكا هو تذكير صارخ بمدى خطورة وعدم القدرة على التنبؤ بالعلمانية وأي نظام حكم من صنع الإنسان، حيث يمكن أن تتغير الحقوق الدينية وغيرها من حقوق الناس، وخاصةً العرقيات الصغيرة، مثل الريح وفقاً لتحيزات وكراهية أولئك الذين يحكمون، وحيث يُترك المضطهدون عاجزين فعلياً في ظل النظام لقلب الظلم ضدهم. لذلك يجب أن يكون هذا تذكيراً قوياً للمسلمين بأنه لا ينبغي لهم أبداً وضع أملهم وثقتهم في أي نظام تشريعي ديمقراطي من صنع الإنسان لتأمين مصالحهم وحقوقهم. قال النبي ﷺ: «لَا يُلْدُغُ الْمُسْلِمُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ». علاوةً على ذلك، يجب أن يكون واضحاً مثل وضوح النهار أنه لا توجد اليوم حكومة ديمقراطية أو أي حكومة أو حاكم أو دولة أو هيئة دولية - في البلاد الإسلامية أو غير الإسلامية - لديه الإرادة السياسية الصادقة لمساعدة مسلمي سريلانكا، أو المسلمين المضطهدين في أي مكان في العالم اليوم.


لذلك ندعو مسلمي سريلانكا إلى توجيه انتباههم وجهودهم إلى الحل الحقيقي لمحنتهم، وهو تغذية الجهود في إقامة نظام الله: الخلافة على منهاج النبوة؛ فهي الدولة الوحيدة التي ستقف حارساً حقيقيا لرفاههم ودينهم، مستخدمة جميع الوسائل السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية في ترسانتها لحماية حقوقهم كما فعلت للمسلمين في الماضي، يقول النبي ﷺ: «الإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». في الواقع، بدون هذه الدولة، لا يمكن للمسلمين أن يموتوا بكرامة!

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نوّاز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع