الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحكومة الصينيّة تشنّ حملتها على المثقّفين من "الإيغور":  "لاعب الشّطرنج الخاسر يقوم بتمزيق الرّقعة"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحكومة الصينيّة تشنّ حملتها على المثقّفين من "الإيغور":

"لاعب الشّطرنج الخاسر يقوم بتمزيق الرّقعة"

 

 

الخبر:

 

سجنت السّلطات الصّينيّة أو أخفت قسريّا 338 مثقّفا على الأقلّ من الإيغور منذ نيسان/أبريل 2017 ضمن حملتها المستمرّة ضدّهم في منطقة "تركستان الشّرقيّة" (إقليم شينجيانغ)، حسب تقرير لمؤسّسة "مشروع حقوق الإنسان للإيغور" في واشنطن.

 

ووفقا للّتقرير ذاته، تأكّدت وفاة خمسة أشخاص خلال احتجازهم، لكنّ العدد الكلّيّ للمثقّفين الذين قضوا خلال فترة سجنهم لا يمكن التّأكّد منه. (الحرّة، 29 كانون الثاني/يناير 2019)

 

التّعليق:

 

تحت عنوان "مكافحة الإرهاب والتّيّارات الانفصاليّة" شنّت الصّين حملة مسعورة ضدّ مسلمي الإيغور ففرضت عليهم هناك قيودا مشدّدة وقامت بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان كشفتها تقارير مسرّبة. وحملة القمع هذه ليست جديدة بل مستمرّة تواصلت وبوحشيّة فطالت الجميع نساء ورجالا شيوخا وأطفالا، ونشرت الخوف والرّعب بينهم وجعلتهم يحيون حياة بؤس وشقاء لا يعرفون معنى للهناءة والطّمأنينة.

 

حسب ما جاء في تقرير المؤسّسة فإنّ الحملة قد شملت المثقّفين والذين تنوّعت وظائفهم: طلبة وأساتذة جامعيّون وإعلاميّون وكتّاب ومعلّمون وأطبّاء وباحثون ومهندسو حاسوب وغيرهم... وقد اعتبر التّقرير أنّ استهداف المثقّفين يرمي إلى طمس هويّة مسلمي الإيغور. فاعتقالهم سعي متواصل للحزب الشّيوعيّ الصّينيّ لمحو هويّة الإيغور فتتشكل حسب المعايير العلمانيّة وتنصهر وتذوب في ثقافة الصّين المنبثقة عن أيديولوجية هذا الحزب.

 

ممارسات قمعيّة واعتقالات تعسّفيّة تنعتها الحكومة الصّينيّة بأنّها "عمليّة تدريب وظيفيّ يهدف لتوفير الفرص لأفقر التّجمّعات السّكّانيّة في البلاد" ولكنّ الوقائع تفنّد ادّعاءاتها وتبطل تصريحاتها فاعتقالها لهؤلاء المثقّفين يكشف نواياها ويفضح مخطّطاتها. تقول مايا وانغ، الباحثة في منظمة "هيومان رايتس ووتش" في هونغ كونغ: "حقيقة اعتقال أصحاب الشّهادات العليا والمثقّفين والأكاديميّين والعلماء ومهندسي الكمبيوتر في هذه المنشآت هو جدال مضادّ لما تقوله السّلطات وأنّه نوع من برامج تعليميّة لمنفعة الإيغور".

 

حاول المثقّفون الإيغور تغيير أوضاع مجتمعهم الذي يشتكي من التّمييز والقوانين التّعسّفيّة التي تقيّد حريّة ممارسة الشّعائر الدّينيّة. ورغم أنّ البعض منهم كان مع الحملة التي شنّت فقد لاحقتهم السّلطات ولم ينجوا من بطشها وهذا ما وصفه البعض بأنّها "سياسة مدروسة لحرمان الإيغور من ذاكرتهم الثّقافيّة" و"هؤلاء المعتقلون يمثّلون أهمّ الشّخصيّات في إقليم شينجيانغ، وهم نموذج ودرسوا بدأب واهتمّوا بأنفسهم، واعتقالهم يمثّل جرحا كبيرا وهجوما عظيما على الإيغور". ( طاهر حموت، شاعر إيغوريّ مقيم بفرجينيا).

 

تعلم الحكومة الصّينيّة جيّدا ما للوعي والثّقافة من أثر في تغيير المفاهيم والتي بها يتغيّر الواقع لذلك توجّهت بحملتها نحو هذه الفئة لتباعد بينها وبين النّاس حتّى تزرع الخوف والرّعب والجهل، ومنه الرّضا بالواقع والاستسلام له والتّسليم به. سياسة مدروسة لمحو الذّاكرة الإسلاميّة وغسل الأدمغة والقضاء على كلّ ما من شأنه استحضار مفاهيم الإسلام. أيّ حقد هذا؟! يريدون لهم أن يكفروا كما كفروا ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾! ألا ساء ما يفعلون! ألا ساء ما يريدون! إنّ الإيغور بثباتهم قد أعجزوا الحكومة الصّينيّة التي فشلت رغم قمعها لهم وتنكيلها بهم وضربوا لها مثلا في قوّة هذا الدّين الذي لا ينزع من القلوب وفي ثبات معتنقيه الذين لا يبدّلونه مهما لاقوا من ابتلاءات. خسرت الحكومة الصّينيّة المعركة فقامت بتمزيق الرّقعة!

 

نقول لإخوتنا صبرا ولن يطول هذا! وستدرك الصّين وغيرها من الدّول التي تحارب هذا الدّين وأهله - يوم يحلّ عليها جيش المسلمين فاتحا - أنّ الله قد صدق وعده ونصر عباده. ﴿إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير

زينة الصّامت

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع