الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إقامة الخلافة على منهاج النبوة هي الحل الوحيد لإنقاذ أطفال اليمن (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إقامة الخلافة على منهاج النبوة هي الحل الوحيد لإنقاذ أطفال اليمن

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

يوم الأحد الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، وصفت المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اليونيسف، غيرت كابيلير، اليمن بأنه "حي الجحيم" للأطفال، مشيرة إلى أن 30,000 طفل يموتون في البلاد كل عام من سوء التغذية بسبب الحرب الوحشية المستمرة بين التحالف الموالي للحكومة السعودية والمتمردين الحوثيين، ووفقا للأمم المتحدة، فإن نصف أطفال اليمن دون سن الخامسة (1.8 مليون طفل) يعانون من سوء التغذية المزمن، في حين إن 400 ألف يعانون من سوء التغذية الحاد لدرجة أنهم سيموتون دون أي تدخل. بالإضافة إلى ذلك، تعاني أكثر من مليون امرأة حامل أو مرضع من الأنيميا التي تؤثر على تغذيتهن لأطفالهن، وحيث إنه كل 10 دقائق يموت طفل نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها وتلافيها، أو بسبب المجاعة الناجمة عن الحرب.

 

وفي الشهر الماضي ذكر نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، أنه إذا استمرت الحرب، فإن المجاعة يمكن أن تبتلع البلاد خلال 3 أشهر، وتعرض حوالي 12-13 مليون شخص (أي ما يقارب نصف سكان البلاد) لخطر المجاعة. وفي يوم الثلاثاء السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، أصدرت اليونيسف أيضا بيانا تحذر فيه من أن القتال العنيف أصبح الآن "قريبا بشكل خطير من مستشفى الثورة" في مدينة الحديدة، مما يعرض عشرات الأطفال في المستشفى "لخطر الموت الوشيك" إضافة إلى منع الذين يعانون من سوء التغذية الشديد والأطفال من الوصول إليه.

 

التعليق:

 

إن النظام الرأسمالي العالمي الحالي قد غسل يديه وأغلق عينيه، حيث كان متواطئا في هذه الجريمة ضد الإنسانية. إن هذه الإحصاءات البشعة والصورة تلو الأخرى من الأطفال الذين يموتون بسبب الهزال لم تكن كافية لزعزعة راحة بالها. وبالفعل، فإن القوى الاستعمارية الغربية أمريكا وبريطانيا كانت تلعب بحياة أطفال اليمن، ودعم وكلائهم الإقليميين في هذه الحرب المروعة بالأسلحة والذكاء من أجل الأنانية السياسية والمكاسب الاقتصادية. وفي الوقت نفسه، فإن الأنظمة العميلة في السعودية وغيرها من التحالفات الملطخة بالدماء ذبحت أطفال المسلمين لهذه الأمة في حرب خاضتها بإيعاز من أسيادهم الغربيين، إن أيدي جميع الأطراف في هذا الصراع الوحشي ملطخة بدماء أطفال اليمن.

 

إن اعتقاد المتسولين بأنه في القرن 21، يمكن تجويع سكان دولة بأكملها بمن فيهم أطفالهم تجويعاً حتى الموت وقصفهم في غياهب النسيان في رؤية كاملة وواضحة من العالم أجمع، ومع ذلك لا تتحرك حكومة دولة واحدة على الأقل للدفاع عنهم، هذه هي الطبيعة المجردة من الناحية الأخلاقية للنظام العالمي الحالي حتى إن الحديث عن وقف إطلاق النار يقابله قتال شرس من جانب كلا طرفي هذه الحرب العقيمة، علما بأنه لا توجد قوة اليوم تستطيع مساءلتهم عن جرائمهم وتحميلهم المسؤولية على ما يحصل للأطفال العزل وكافة المسلمين الأبرياء في اليمن.

 

لقد تخلى المجتمع الدولي عن أطفال المسلمين في اليمن، والحكام المجرمون الخائنون في العالم الإسلامي أيضا تخلوا عنهم، لكن نحن كأمة إسلامية لا نتخلى عنهم! قال رسول الله r: «الْمُسْلِمُ أَخُوْ الْمُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ»، وهذا يتطلب منا نحن المسلمين أن نأخذ هذه المسألة المتعلقة بالإبادة الجماعية ضد إخوتنا وأخواتنا في اليمن بأيدينا وأن نرفض الأمل الذي في غير محله في بعض المنظمات مثل الأمم المتحدة أو القوى الغربية لحل هذه المشكلة؛ لأنهم هم السبب الرئيسي لتغذية وتجاهل هذه الجريمة البشعة. إن إنقاذ أطفال اليمن يتطلب منا نحن المسلمين أن نعمل من أجل التوصل إلى حل من ديننا أي من الإسلام، الذي سيضع نهاية حقيقية للحياة التي تواجه أمتنا في اليمن وسوريا وكشمير وميانمار وفلسطين وأماكن أخرى. وإن القيام بخلاف ذلك هو إهمال من جانبنا على أعلى المستويات تجاه إخوتنا وأخواتنا لأنه يطيل معاناتهم ويزيدها سوءا.

 

أيها المسلمون! هل يمكن أن يكون هناك أي شك في أن القيادة التي تمثل المصالح الحقيقية للإسلام ولهذه الأمة يمكن أن تنقذ أبناء اليمن من هذا الكابوس الحي وتوفر لهم الحماية والحياة الجيدة؟ إن هذه القيادة التي تقوم على أساس الإسلام الذي يحارب من أجل قضيته، والتي تدافع عن أهدافه، وتفي بالتزاماتها هي الخلافة القائمة على منهاج النبوة، إن هذه الدولة هي التي تلتزم بأوامر الله سبحانه وتعالى وتكون الوصي على جميع رعاياها - السنة والشيعة، المسلمين وغير المسلمين -التي تقدم لهم احتياجاتهم الأساسية، وتضمن لهم مستوى معيشيا كريما وتضمن لهم حماية دمائهم ومعتقداتهم وجميع ممتلكاتهم دون تمييز؛ وهذا النظام السياسي الذي هو لجميع البشر بغض النظر عن العقيدة أو العرق أو الجنسية والذي يتمتع بموجبه جميع الناس بنفس حقوق التابعية. إننا نتذكر التاريخ العظيم للازدهار الذي تمتع به اليمن في ظل هذه الدولة، حيث إنه عندما أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الثاني مبعوثه معاذ بن جبل إلى اليمن، لم يستطع أن يجد أي شخص يقبل الزكاة التي جمعت من الأرض، وهذه الدولة هي أيضا دولة مستقلة حقا، سيعتني قائدها بشؤون أمته بصورة مستقلة وبحق، ويسعى بصدق إلى ما هو أفضل لها، بدلا من أن تستغله القوى الأجنبية، وهذه الدولة هي التي ستفعل كل شيء في حدود إمكانياتها لتضميد أي انقسام بين قلوب المؤمنين، وجمعهم كإخوة تحت حكم الإسلام. ولقد رأينا على سبيل المثال كيف عاش المسلمون السنة والشيعة في اليمن والعراق وأماكن أخرى جنبا إلى جنب في سلام في الأحياء نفسها لقرون، وصلوا في المساجد نفسها، وحاربوا معا ضد أعداء الدولة في ظل حكم الإسلام. لذلك، إذا أردنا حقا إنقاذ أطفال اليمن، يجب علينا أن نبذل جهودنا الكاملة والعاجلة لإقامة دولة الخلافة الراشدة.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتورة نسرين نواز

مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالإثنين, 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع