الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لماذا تخرج أمريكا حكام أفغانستان واحدا تلو الآخر؟ (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لماذا تخرج أمريكا حكام أفغانستان واحدا تلو الآخر؟

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في خطوة رئيسية وقع الرئيس أشرف غاني يوم الأحد أوامر بالتقاعد لـ164 جنرالا. وكتب على حسابه الرسمي في تويتر بأنه وضع قانون ضباط الجيش الجديد قيد الممارسة. وأشار أيضا "إننا نريد أن نحقق الإصلاحات لربح الحرب والسلام، وإننا لا نريد إصلاحات لمجرد الإصلاحات، وستستمر هذه العملية لمستقبلنا الأكثر إشراقا".

 

وبموجب مشروع القانون الذي وافق عليه البرلمان الأفغاني في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2017 فإن أكثر من 70 في المائة أو ما يقرب من ألفي جنرال وضابط عسكري رفيعي المستوى في قوات الأمن القومي الأفغانية سيتم الاستغناء عنهم في العامين القادمين.

 

التعليق:

 

من خلال هذه الخطوة يريدون إغلاق وصول الأمة وأحزاب الصحوة الإسلامية لمراكز القوة الحقيقية للأمة التي تتركز في جيوشها، مثل مصر وتركيا وباكستان.

 

الجميع يدرك أن أمريكا تستخدم أفغانستان وموقعها الجغرافي كمشروع حرب في المنطقة. وبالتالي فإنها تحتاج إلى تغليب الحرب على السلام؛ بإبقاء الحكومة الأفغانية ضعيفة واستغلال الشعب في نزاع داخلي بدلا من التركيز على بناء دولة مركزية قوية تقوم بحماية مصالحهم الخاصة. ومع ذلك، فقد بدأوا في هذه الأثناء بعملية تغيير موازية وواسعة النطاق لإرساء الديمقراطية في المجتمع القبلي الأفغاني والحكومة.

 

في السنوات الـ17 الماضية كانت أمريكا قادرة على السيطرة على أي تأثير للاتحاد السوفياتي السابق في أفغانستان وتنجح باستخدام أي تأثير من بريطانيا وباكستان وإيران والسعودية لمصالحها الخاصة.

 

وخلال السنوات الأولى من الاحتلال، استخدمت أمريكا غالبية الزعماء المجاهدين والشيوعيين السابقين كحلفاء لها خلال حكم الرئيس كرزاي. لكنها - تحت إشراف زلماي خليل زاد، السفير الأمريكي السابق والمبعوث الرئاسي الخاص لأفغانستان - أزالتهم من السلطة من خلال عملية حاذقة وتدريجية وحل محلهم آخرون تكنوقراطيون مدربون في الغرب. ومن الأمثلة عليهم الأستاذ عبد الرب رسول سياف وأمير محمد إسماعيل خان ويونس قانوني وبسميلة محمدي ومؤخرا أحمد ضياء مسعود والجنرال دوسوم وعطا محمد نور.

 

وفي حين اغتيل آخرون مثل الحاج قدير وبرهان الدين رباني والجنرال داود والجنرال سيدخلي وأحمد والي قرضاي. وبالإضافة إلى ذلك، اغتيل العديد من الأفراد المؤثرين محليا وثلاثة أضعافهم من خلال العديد من الحيل الاستعمارية والمخططات على مرحلتين؛ أولا في الجنوب والآن في شمال أفغانستان. والسبب في اتخاذ هذه الخطوات هو إزالة النظام القبلي الأفغاني الذي كان أحد العقبات الرئيسية في طريق الفردانية وإضفاء الطابع الديمقراطي الغربي على هذه الأرض.

 

ومع ذلك، فإن هذه العملية للتغيير الأساسي في المجتمع الأفغاني لم تكتمل بعد، لأن هناك بعض زعماء القبائل، ومجاهدين وضباط أمن سابقين الذين لا يزالون يقاومون ضد الاحتلال الأمريكي والناتو. وبالتالي، فإنهم سيجبرون على الموافقة على عملية السلام الأمريكية المقترحة التي تقوم على القيم الليبرالية وكل ما تم اكتسابه في السنوات الـ17 الماضية أو أن يتم اغتيالهم من خلال حملة ترامب الجديدة المقترحة.

 

وبعد أن حصل أشرف غاني على الضوء الأخضر من أمريكا، سيطر أشرف أولا على جميع السلطات المالية والإدارية وجعلها تابعة لمكتبه، ويتم ذلك بشكل كامل من خلال مجلس الأمن القومي ولجنة المشتريات الوطنية واللجنة الاقتصادية ولجنة إصلاح الخدمة المدنية ولجنة الانتخابات والعديد من المؤسسات العامة المهمة الأخرى. بعد ذلك، لإزالة الإسلاميين والشيوعيين من فلول الأنظمة السابقة - الذين اكتسبوا نفوذا خلال الغزو الروسي، وحكومة المجاهدين السابقة وفي السنوات الأولى من الغزو الأمريكي - من الحكومة والتغيير مع التكنوقراطيين تحت ستار الإصلاحات، جلبهم للأمام وجعل مستقبل المهنيين الشباب المتعلمين أكثر إشراقا. ولذلك، فإن تقاعد هؤلاء الـ164 جنرالا هو جزء من العملية وليس الإصلاح المعلن و70٪ من كبار ضباط القوات المسلحة سيواجهون الوضع نفسه قريبا.

 

وستشمل عملية التغيير الجذري للمجتمع في أفغانستان كل من هم من بقايا الأنظمة الشيوعية والمجاهدين السابقة التي لا تزال في السلطة أو جزءا من الحكومة وكذلك أولئك الذين سينضمون إلى السلام الليبرالي المقترح الأمريكي في المستقبل القريب. هذا هو جزء من الدورة نفسها التي وصفها عطا محمد نور، حاكم مقاطعة بولخ بالعبارات التالية: "كانت أمريكا تستخدمنا مثل علب البيبسي وتلقينا بعيدا بعد الانتهاء من الشرب".

 

ولذلك، فإننا ندعو بإخلاص جميع هؤلاء الإسلاميين - مرة أخرى - الذين ما زالوا نشطين في الحكومة والجماعات الإسلامية والمجتمع في أفغانستان على أي نطاق، لفهم الخطط الغربية والشرقية والمؤامرات وعدم السماح لإعادة التجارب المُرّة التي كانت تحدث في الماضي من جديد. لأن الغرب يحاول تمهيد الطريق لجلب تغييراتهم الكافرة من خلال تغيير الأجيال، وبالتالي، فرصتكم ليست لتوجيه وحماية أنفسكم فقط ولكن للكثير من الناس الآخرين كذلك؛ وذلك لأنكم قادة وحكام مؤثرين. اصعدوا وقاوموا ضد الكفر، في كل من الأيديولوجيات والنظم الغربية والشرقية. انظروا لهذه الحياة القصيرة كاختبار من الله. توبوا عن أخطائكم السابقة وخطاياكم. وانضموا إلى الكفاح المقدس للأمة ضد الكفر من أجل مستقبلنا. افعلوا ذلك ليس فقط لتخليد اسمكم في التاريخ مثل أبطالنا في الماضي، ولكن أيضا لتفوزوا بلقاء رسول الله rعلى حوض الكوثر.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الله مستنير

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

آخر تعديل علىالأربعاء, 07 شباط/فبراير 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع