الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
انتفاضة السافرات ومكر الرويبضات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

انتفاضة السافرات ومكر الرويبضات

 

 

 

الخبر:

 

الخبر الأول: أوقفت الشرطة الإيرانية مساء الخميس 29 امرأة بتهمة الإخلال بالنظام الاجتماعي بعد أن كشفن عن رؤوسهن في مكان عام احتجاجا على قانون يفرض الحجاب منذ الثورة الإسلامية في 1979. ويفرض القانون على النساء وضع غطاء الرأس وارتداء ملابس طويلة تستر الجسم في الأماكن العامة.

 

الخبر الثاني: مكتب الرئيس الإيراني روحاني ينشر نتائج استطلاع يظهر أن نحو نصف الإيرانيات يرفضن سياسة فرض الحجاب. القرار مفاجئ خاصة أن الاستطلاع أجري عام 2014 وهو يضع روحاني في صدام مباشر مع التيار اليميني المتشدد. (نيويورك تايمز 2018/2/4).

 

التعليق:

 

اهتم الإعلام الغربي كالمعتاد بقضية النسوة السافرات المطالبات بإلغاء قانون فرض الزي الشرعي في إيران ووقف إجلالا وإكبارا لما سماه عملا بطوليا وشجاعة نادرة. وأشاد دعاة العلمانية وأنصار الإلحاد في أصقاع الأرض بثورة النساء الداعيات للسفور بينما لم تخلُ ردة فعل الحكومة الإيرانية من الاضطراب والتذبذب.

 

يواجه النظام الإيراني غضب الشارع وتذمر الجماهير من ثروات مبدَّدة واقتصاد منهار وتخبط في السياسة الخارجية يخدم المستعمر ويدمر البلاد والعباد. والنظام يتعامل مع هذا الصفيح الساخن بالشدة حينا وباللين أحيانا، وقد حذر الرئيس الإيراني القادة الإيرانيين من مواجهة مصير شاه إيران إذا لم يستمعوا إلى مطالب الشعب، إذ قال في حديث بثه التلفزيون الإيراني "الشاه لم يستمع إلى مطالب الشعب فلاقى مصيره، وأنتم ستلاقون المصير نفسه إذا لم تستمعوا إلى مطالبه". (حديث بثه التلفزيون الإيراني في 2018/1/31). كما صرح روحاني على إثر الإضرابات الأخيرة "لا يمكن للمرء أن يفرض نمط حياته على الأجيال القادمة" (نيويورك تايمز 2018/2/3). ولعل هذا التصريح يفسر تهاون النساء مؤخرا في الالتزام بالزي الشرعي وتجرؤ بعضهن على السفور في الأماكن العامة والتطاول على الأحكام الشرعية والتراجع الملحوظ في صرامة الشرطة إزاء تطبيق قانون فرض الحجاب.

 

اعتقلت الشرطة نساء مغيبات موهومات بزيف الحضارة الغربية، خرجن حاسرات الرؤوس متظاهرات بالشجاعة ورفض الظلم بينما حجابهن معلق على عصا للاحتجاج. والحكومة الإيرانية هنا تكرر سياسة الشد والجذب التي مارسها النظام السعودي من أجل تنفيذ إملاءات الغرب وتغريب المجتمع في بلاد المسلمين... سيناريو مكرر تابعنا فصوله ونتائجه المفضوحة.

 

وجهت الحكومة للسافرات المعتقلات تهمة الإخلال بالنظام الاجتماعي. وما كان لحفنة من النسوة السافرات أن يتجرأن على الإخلال بالنظام الاجتماعي وإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة إلا بتواطؤ من النظام الحاكم ونية مبيتة بتغيير نسيج المجتمع. يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم... يتبارون في المكر وتضليل الشعوب المغلوبة على أمرها ولكن سيُرد كيدهم وكيد سادتهم عليهم ولن يقبل أهل الإسلام بغير الإسلام دينا.

 

«أَلَا وَإِنَّ رَحَا الْإِيمَانِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ، أَلَا وَإِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ» (المعجم الكبير للطبراني: ج20 / ص90 ح172)

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هدى محمد (أم يحيى)

آخر تعديل علىالأربعاء, 07 شباط/فبراير 2018

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأربعاء، 07 شباط/فبراير 2018م 14:38 تعليق

    لا حول ولا قوة إلا بالله ، يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم...

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع