الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مأساة الروهينجا معركة من أجل بقاء الحضارة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مأساة الروهينجا معركة من أجل بقاء الحضارة الإسلامية

 

 

 

الخبر:

 

تصدّرت قصص القتل الجماعي، وقطع رؤوس الأطفال، والهجمات المتعمدة على المسلمين الروهينجا عناوين الأخبار مرة أخرى. ولكن هذه المرة حذّرت الأمم المتحدة من وقوع كارثة إنسانية وشيكة. وفي الوقت الذي يراقب فيه العالم، فإن سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام في ميانمار لا تنبئ بتراجع النظام عنها..

 

التعليق:

 

إنّ المجازر التي تحصل هذه الأيام ضد المسلمين لا تؤثر على الرأي العام العالمي، بينما حاز إعصار هارفي الذي خلّف نحو 60 ضحية اهتمام وسائل الإعلام العالمية، أكثر من الاهتمام بالتطهير العرقي في ميانمار بحق الآلاف من المسلمين الروهينجا.

 

إنّ عدوان الدولة في ميانمار على المسلمين الأبرياء أصبح مشروعا، ويعد شكلا من أشكال الدفاع عن النفس، وقد تمادت ميانمار في اضطهادها الوحشي للروهينجا بحجة مكافحة (الإرهاب). وقد قلّدت ميانمار كيان يهود والهند وروسيا والصين...، من الذين يبررون استخدام القوة العسكرية المفرطة ضد المدنيين العزّل من خلال الادعاء بأنّ معركتهم هي معركة حضارية، من أجل الحفاظ على حضاراتهم!!

 

إنّ سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها حكومة ميانمار تضيف مثالا آخر على أمثلة قتل المسلمين، ويمكن إضافته إلى مجازر القتل في فلسطين وكشمير والشيشان وتركستان الشرقية، ولم يقتصر سفك دماء المسلمين على البلدان التي تعيش فيها جاليات صغيرة من المسلمين.

يشن الغرب بقيادة أمريكا حربا عالمية شرسة ضد الإسلام، والحروب في أفغانستان والعراق، وتدمير سوريا وليبيا، وغارات الطائرات بدون طيار في باكستان واليمن، وتقطيع السودان ليست إلا أمثلة على الصراعات التي خلّفت ملايين الضحايا وأعدادا مهولة جدا من المسلمين المشردين.

 

وكأن مجازر ومؤامرات أعداء المسلمين ليست كافية، حتى يضاف إليها التعاون المفضوح بين حكام العالم الإسلامي وسادتهم الغربيين، مما يعتبر رشّاً للملح على الجروح واستخفافاً بحياة المسلمين في جميع أنحاء العالم، وهذا الشكل من الحروب ضد الأمة الإسلامية هو الأكثر خطرا وفتكا بالأمة، حيث يتوجب على الأمة الإسلامية مواجهة استبداد الحكام من جانب والتصدي للاضطهاد الذي يقوم به الغرب وروسيا والصين ويرعونه على الجانب الآخر، والعلاقة الشريرة بين حكام البلدان الإسلامية والقوى العظمى واضحة للعيان في تدمير سوريا واليمن في إبادة البشر والحجر فيهما.

 

ليست هذه المرة الأولى التي تواجه الأمة الإسلامية الأعداء الخارجيين وكذلك مواجهة الخيانة في الداخل، فقد كانت سياسة الحروب الصليبية في الشام والاحتلال المغولي لمناطق شاسعة من البلاد الإسلامية، كانت سياسة للإبادة الجماعية للمسلمين لم يسبق لها مثيل، فحين هاجم الصليبيون القدس سالت دماء المسلمين أنهارا، وغيّر المغول لون نهر الفرات إلى الأحمر.

 

لم تكن قوة الصليبيين والمغول هي التي مكّنتهم من قتل المسلمين وسحقهم، بل كان السبب هو الانقسام السياسي للمسلمين حينها، فالصراع الذي كان دائرا بين الأيوبيين والسلاجقة والقبائل التركية في الأناضول، شجّع الصليبيين والمغول والبيزنطيين على تحقيق مطامعهم في التوسع الإقليمي.

 

لم يتضمن الخروج من تلك الحالة الكارثية طلب المساعدة من الصليبيين أو البيزنطيين أو المغول، كما أنه لم يتضمن تشكيل تحالف مع إحدى هذه القوى الكافرة للحد من انتشار القوة الكافرة الأخرى في العالم الإسلامي، بل كان الحل يقتضي من المماليك في مصر توحيد صفوف المسلمين وبالتالي طرد القوات الكافرة المحتلة. وقد بث طرد الجيوش الكافرة الرعب بين القوى المعادية الأخرى، مما حال دون اضطهاد المسلمين المقيمين في بلادها، وهكذا فقد حلت الوحدة السياسية في ظل قيادة مخلصة مشكلتين وليس مشكلة واحدة فقط، وبعد المماليك قام العثمانيون، في ظل قيادة دولة الخلافة، بواجب حماية دماء وأعراض المسلمين، سواء أكان ذلك في الداخل أم في الخارج.

 

وبالمثل، فإن الحل الجذري للمجازر ضد المسلمين في ميانمار وفي أماكن أخرى، فضلا عن تدخل القوى العظمى الكافرة في البلاد الإسلامية، لا يكمن إلا في الوحدة السياسية بين المسلمين. أما مطالبة الأمم المتحدة للتدخل والطلب من حكام المسلمين الدفاع عن أعراض المسلمين فإنه لا جدوى منه، إلا إن كان من باب فضح تواطئهم مع المجرمين.

 

إنّ المطلوب هو نهوض فصيل قوي من الجيش في بلد إسلامي قوي للاستيلاء على السلطة بالقوة، وإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي تقوم بتوحيد البلاد الإسلامية تحت راية واحدة. قال رسول الله e: «وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» (رواه البخاري)، فحينها تنتهي المعركة من أجل بقاء الحضارة الإسلامية، ويبزغ فجر الإسلام ويسود الأمن والأمان على العالم كله، قال تعالى I: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المجيد بهاتي – باكستان

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال السبت، 09 أيلول/سبتمبر 2017م 20:21 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • نسائم الخﻻفة
    نسائم الخﻻفة السبت، 09 أيلول/سبتمبر 2017م 10:38 تعليق

    حسبنا الله ونعم الوكيل ....... #أراكان المسلمة تستنصر #الأمة الإسلامية وجيوشها
    #أنهوا_أزمة_الروهنجيا
    #EndRohingyaCrisis

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع