الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
غارة تابعة للناتو قتلت مدنيين أفغان في قندوز "ما الجريمة التي ارتكبها هؤلاء الأطفال؟"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

غارة تابعة للناتو قتلت مدنيين أفغان في قندوز

 

"ما الجريمة التي ارتكبها هؤلاء الأطفال؟"

 

 

الخبر:

 

ذكرت قناة الجزيرة الفضائية يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر 2016 أن منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) نفذت ضربة جوية في عملية ضد مقاتلي طالبان في إقليم قندوز شمال أفغانستان.

 

وقد قتلت الغارة الجوية 30 مدنيا على الأقل، بينهم نساء وأطفال ورضع وأصيب 25 آخرون بجروح. وأثارت هذه العملية احتجاجات غاضبة بين السكان المحليين، وحشد أقارب الضحايا مع نعوش قتلاهم إلى مكتب المحافظ. وأفاد صحفي أنهم كانوا يرددون هناك "الموت لأمريكا" و"الموت للرئيس أشرف غاني" وكانوا يتعهدون بالانتقام. ورددوا أيضاً "ما الجريمة التي ارتكبها هؤلاء الأطفال؟ أريد العدالة للقتلة".

 

ويقول التقرير إنه بالرغم من أن العمليات القتالية الأمريكية ضد طالبان انتهت إلى حد كبير في عام 2014، إلا أن قوات خاصة شاركت في القتال مع توفير المساعدة للقوات الأفغانية. وقال الجيش الأمريكي إن مثل هذه الضربات الجوية هي "خطأ" واعتذر عنها.

 

التعليق:

 

يعتبر العالم الجنوني اليوم أن الغزو العدواني لأفغانستان من قبل حلف شمال الأطلسي أنه مجرد حرب دفاعية. إن الرأي السائد هو أن حلف شمال الأطلسي يعزز القيم الديمقراطية ويشجع التشاور والتعاون في قضايا الدفاع والأمن لبناء الثقة، على المدى الطويل، ومنع الصراع. ويبدو الناتو على أنه يلتزم بالحل السلمي للنزاعات. وإذا فشلت الجهود الدبلوماسية، فلديه القدرة العسكرية اللازمة للقيام بعمليات الأزمات والإدارة. وتنفذ هذه الخطوات المنصوص عليها في المادة 5 من معاهدة واشنطن - معاهدة تأسيس حلف شمال الأطلسي - أو تحت تفويض الأمم المتحدة، منفردة أو بالتعاون مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية.

 

إلا أننا نريد أخذ لمحة عامة عن بعض الأمثلة على عمليات الناتو في السنوات الأخيرة ضد النساء والأطفال في أفغانستان. ففي تشرين الأول/أكتوبر 2001 دمر الناتو قرية كرم تماماً وقتل نحو 100 شخص في منازلهم باستخدام 25 قنبلة، في قرية كاما أدو. وفي تموز/يوليو 2002، قتل 48 من المدنيين، العديد منهم من النساء والأطفال في قرية في إقليم أوروزغان. وفي شباط/فبراير 2003 قتل 17 مدنيا على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، في غارات التحالف في إقليم هلمند. وفي كانون الثاني/يناير 2004، قتل 4 أطفال و7 كبار في غارة جوية أمريكية على منزل في قرية ساغاثو. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2006 قتل تسعة مدنيين على الأقل بينهم نساء وأطفال. وفي آذار/مارس 2007 قتلت خمس نساء و2-3 من الأطفال عندما دمر منزلهم بقنبلتين تزن الواحدة منهما 2000 رطل (910 كجم) في إقليم كابيسا. وفي أيار/مايو 2007 قتل بين 21 و38 مدنيا، بينهم نساء وأطفال في غارة جوية أمريكية في قرية في ولاية هلمند.

 

وتم قصف خمسة منازل بعد أن تعرضت القوات الخاصة الأمريكية للهجوم، وهو الهجوم الذي أودى بحياة أحد الجنود الأمريكيين. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2008 قتل عشرات الأشخاص، من بينهم أكثر من 30 امرأة وطفلا، في غارات جوية أمريكية في قرية في ولاية قندهار. وفي أيار/مايو 2009 قتلت القاذفات الأمريكية B-1B 147 مدنيا على الأقل. وأظهر التقرير أن 93 من القتلى كانوا من الأطفال. وفي تموز/يوليو 2010 قتلت غارة جوية على منطقة سانجين عدداً كبيراً من المدنيين الأفغان، وكثير منهم من النساء والأطفال، في قرية في إقليم ننجرهار. وفي شباط/فبراير 2011، قتل 65 مدنيا، بينهم 50 امرأة والعديد من الأطفال في عملية حلف شمال الأطلسي في ولاية كونار. وفي أيلول/سبتمبر 2012 قتلت ثماني نساء وجرحت سبع نساء أخريات، في غارة جوية في لقمان. وفي نيسان/أبريل 2013 قتل 10 أطفال وامرأتان في شرق أفغانستان. وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ضربت غارة جوية أمريكية مستشفى أطباء بلا حدود (MSF) في قندوز، مما أسفر عن مقتل 42 شخصا على الأقل، بينهم نساء وأطفال.

 

هذه ليست سوى أمثلة قليلة من جرائم حلف شمال الأطلسي ضد النساء والأطفال في أفغانستان. إن الحكومة الأفغانية تنظر من عيون المستعمرين وبالتالي نسوا كيفية التمييز بين الحق والباطل. في بلد واجه الحرب لمدة 15 سنة، أصبح من المعتاد أن يموت الأبرياء. وقد وصفت هذه الوفيات بأنها مجرد أخطاء من قبل المنظمات التي تدعي أنها تريد تحرير المسلمين من الاضطهاد. ولكن عندما يتعلق الأمر بهجمات في باريس أو بروكسل، يصبح الموضوع جريمة إنسانية!!

 

وتزعم الولايات المتحدة أنها تريد محاربة الإرهابيين الذين يقتلون الأبرياء. أليس هؤلاء النساء والأطفال الأفغان أبرياء، وهل هؤلاء الضحايا شرعيون؟! يجب على الأمة الإسلامية أن تفيق بعد هذه الحوادث. يجب عليها أن تدرك أن المستعمرين ومؤيديهم ليسوا هنا لحماية المسلمين. إن ضحايا عملية قندوز هم أخوات وأطفال ورضع الأمة الذين يتعرضون للاعتداء والتدمير من قبل أعداء الإسلام. إذا لم تعتنِ بهم الأمة، فإن المستعمرين سوف يقومون بإبادتهم. إن القرآن والسنة هما ما يربط المجتمع الإسلامي. إن الأمة هي المسؤولة عن شرف وكرامة وحياة أخواتها وأطفالها. ولا ينبغي للمسلمين أن يناموا بينما تحدث هذه الجرائم. ويجب أن يعملوا من أجل إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، والتي ستحمي النساء والأطفال المسلمين من أعداء الإسلام.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آمنة عابد

 

 

وسائط

2 تعليقات

  • khadija
    khadija الجمعة، 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2016م 13:26 تعليق

    أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..

  • إبتهال
    إبتهال الجمعة، 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2016م 10:24 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع