- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بم يحتفل الحوثيون؟
الخبر:
بعد خطاب متلفز ألقاه عبد الملك الحوثي ليلة الاثنين 21/09/2015م، دُعِيَ الحوثيون وأنصارهم إلى الاحتشاد في باب اليمن بالعاصمة صنعاء نهار الاثنين 21/09/2015م للاحتفال بمرور عام على دخول الحوثيين العاصمة صنعاء في 21/09/2014م.
التعليق:
جاء هذا الاحتفال نهار الاثنين 21/09/2015م عقب كلمة متلفزة لعبد الملك الحوثي أذيعت ليلة الاثنين 21/09/2015م، غاب عنها الحديث عن إنجازات عام كامل للحوثيين، سوى كلام مكرر عن إفشال مخطط غزو خارجي لليمن، وعن حياة أفضل لأبناء وأحفاد أهل اليمن. بدأ فيها الخطاب ضعيفاً من خلال تكرار عبارات التبرير التي جاءت فيه عما تمر به اليمن من اقتتال، وعن الوعيد بالمزيد من القتال إلى أجل غير مسمى.
لا ندري كيف تجرأ الحوثيون على الاحتفال بمرور عام على دخولهم صنعاء، وسط أزمة خانقة للمشتقات النفطية في المحطات في حين تباع أمامها مباشرة بالسوق السوداء بأسعار تصل إلى أربعة أضعاف الجرعة التي ثاروا لإسقاطها وخمسة أضعاف على ما حددوا أسعارها بقرار التعويم في شهر آب/أغسطس الماضي بسعر السوق العالمي في البورصة، وانقطاع تام للكهرباء في العاصمة المحتفلة صنعاء منذ قرابة الشهر وشبه تام منذ خمسة أشهر، وقتال في طول البلاد وعرضها.
لقد احتفل السابقون قبلكم بأعياد الثورة أكثر من خمسين عاماً، ولا ندري بم كانوا يحتفلون وسط نظام جمهوري لا يمت للمسلمين بصلة مزق بلادهم إلى أكثر من خمسين مزقة وجعل فيها السيادة للشعب! واقتصاد وصل معه الحال للخنوع للبنك وصندوق النقد الدوليين وازدياد حاجة الناس وعوزهم فيه إلى حال مخز ومزر حتى مع وجود النفط والغاز، وتعليم لا تفرق فيه بين الجاهل والمتعلم مع كثرة أعداد الخريجين وانتشار الجامعات، وصحة تسحق الأمراض الناس فيها وتجعلهم يتوجهون للتسول على أبواب المساجد لعجزهم عن دفع تكاليف العلاج بدلاً من أن يتوجهوا إلى المستشفيات طلباً للعلاج.
يبدو أن الحوثيين يمضون على الدرب نفسه الذي مضى عليه الأولون حذو القذة بالقذة، ويمكنون أمريكا من السيطرة السياسية على اليمن بدلاً من السيطرة السياسية البريطانية عليه قرابة ثمانية وأربعين عاماً، مع أنهم حين خرجوا من صعده باتجاه صنعاء رفعوا شعار المسيرة القرآنية التي لم نعد نسمع عنها شيئاً الآن!!
إن الإسلام والقرآن لا يقرّان أعمال الحوثيين في اليمن؛ فنظام الحكم في الإسلام هو الخلافة، وهي تضم بلاد المسلمين الممزقة في كيان واحد والتقسيم فيه إداري فقط. وبالمثل اقتصاده الذي يقوم النقد فيه على أساس الذهب والفضة ويقسم فيه بيت المال إلى دواوين للملكية العامة وملكية الدولة. والتعليم فيه قائم على أساس العقيدة الإسلامية ثم تليه العلوم التجريبية من طب وهندسة وفلك ورياضيات وفيزياء وهي من مسئولية الدولة. والصحة من مسئولية الدولة يتطبب الناس بدون مقابل بل لعلهم يُمنحون المال حين مغادرة المستشفيات إلى حين يتعافون ويتمكنون من مزاولة أعمالهم. وأن يمنعوا دول الغرب الاستعمارية من السيطرة كيفما كانت على بلاد المسلمين قال تعالى: ﴿وَلَن يّجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.
إن أهل الإيمان والحكمة قد شبعوا احتفالات ويريدون الالتفات إلى حل مشاكلهم على أساس الإسلام فقط فهل يعي الحوثيون ما المطلوب منهم؟ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس: شفيق خميس