- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سباق تركيا لمكافحة الإرهاب يجذب 100000 مؤيد لأردوغان
في حربه ضد حزب العمال الكردستاني ولكنه يفشل في توحيد الأمة!
(مترجم)
الخبر:
خرج الآلاف من الناس في يوم الأحد في اسطنبول في مسيرة ضد الإرهاب والتي انطلقت تحت شعار "الملايين من الأنفاس: صوت واحد ضد الإرهاب" – ردًا على أحدث موجة من الهجمات الإرهابية. [المصدر: وكالات]
التعليق:
لقد قتل إرهابيو حزب العمال الكردستاني أكثر من 120 شخصًا من ضباط الجيش والشرطة بالإضافة للمدنيين الأبرياء بمن فيهم أطفال في جنوب شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية وذلك منذ انهيار وقف إطلاق النار، الذي استمر لمدة عامين، في تموز/يوليو. وقد قُتل أكثر من 40000 شخص منذ أن حمل حزب العمال الكردستاني السلاح في عام 1984 مطالبًا بدولة مستقلة للأكراد. وما نتج عن ذلك من حزن آلاف الأمهات والآباء والزوجات والأطفال على خسارتهم لبقية حياتهم. ومما لا شك فيه أن المسلمين في تركيا يريدون وضع حد فوري لهذه الهجمات الإرهابية. وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفع بالآلاف للانضمام لهذه المسيرة.
غير أن المسيرة التي خرجت تحت شعار "الملايين من الأنفاس: صوت واحد ضد الإرهاب" تحولت إلى حملة انتخابية لحزب العدالة والتنمية دعا فيها إلى "جهد تاريخي لـ"انتخابات" الأول من تشرين الثاني/نوفمبر" من أجل حزب العدالة والتنمية. وفي الوقت الذي أعرب فيه الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء داود أوغلو أن "الأتراك والأكراد إخوة" فقد تم استخدام الكثير من الأفكار القومية والمصطلحات التي لا تصب في سبيل توحيد المسلمين الأتراك والأكراد في هذا البلد، وبالتأكيد لا تصب في سبيل توحيد بقية هذه الأمة: "لن نسمح لأي انتكاس في عملية الوحدة الوطنية والأخوة"، أو "نحن عازمون على تعزيز الديمقراطية وحماية الحقوق والحريات".
أليست فكرة الوطنية الفاسدة هذه هي التي سببت كل الاضطرابات والمشاكل لهذه الأمة والتي أدت في النهاية إلى إقصاء قوة الإسلام التوحيدية وبالتالي تسببت في تثبيت أكثر من 50 دولة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وبالتالي تم إغراق كل البلاد الإسلامية بكل أنواع المشاكل والمصائب التي نتجت أيضًا عن هيمنة أنظمة الكفر القمعية؟ ثم ألم يكن نظام الديمقراطية والحقوق والحريات الرأسمالية هذا هو الذي شجع وألهم حزب العمال الكردستاني لقيادة حرب الاستقلال عن تركيا؟ ألم يكن هذا النظام الديمقراطي الرأسمالي، الذي فرض على القادة وبالتالي على أهل هذا البلد، هو السبب في القضاء على رابطة العقيدة الإسلامية ويمنعنا من أن نصبح قوة واحدة ضد الأعداء الحقيقيين؟
إن قادة هذا البلد – على الرغم من السعي لطمس الحقيقة وراء الخطب الديمقراطية والحريات – يدركون جيدًا من هم الأعداء الحقيقيون الذين يدعمون سرًا تمرد الأقليات القومية في تركيا وأماكن أخرى في بلاد المسلمين. إن هذا واضح من خطاب الرئيس أردوغان عندما قام بمقارنة الأعداء الحاليين في تركيا مع الأعداء في "معركة ملاذكرد"، وصلاح الدين الأيوبي، والأعداء في "معركة غاليبولي"، و"حرب الاستقلال التركية"، وأضاف أن "الوقت قد تغير، وأن الأسماء والأساليب قد تغيرت، ولكن الهدف لم يتغير قط. هدفهم هو [...] تدمير وحدتنا وتضامننا وأخوتنا ...". وفي الوقت نفسه، إن هذه المقارنة قد وضعته ووضعت حزب العدالة والتنمية في مرتبة هؤلاء الأبطال العظماء في تاريخ الإسلام، الذين قاتلوا واستشهدوا من أجل رفع راية الله ورسوله عاليًا – في تناقض صارخ مع العلم والقيم التي يروج لها قادة حزب العدالة والتنمية في هذا الزمان.
نعم هذا صحيح! لقد تغيرت الأسماء والأساليب، ولكن يبقى النهج نفسه: العدو هو القومية التي يروج لها الغرب في هذه الأمة بهدف منعها من استعادة قوتها السابقة وسلطانها المسلوب من خلال وحدتها تحت راية الإسلام الذي كان آنذاك يشكل خطرًا على الغرب الكافر والذي يشكل تهديدًا في المستقبل أيضًا. إن هذه الخطب قد تجذب أصواتًا جديدة لحزب العدالة والتنمية، ولكن رغم ذلك ستبقى تركيا وجميع البلاد الإسلامية الأخرى خاضعة لسيطرة الغرب الذي لا يقود فقط حربًا واضحة ضد الإسلام والمسلمين من خلال شعار الحرب ضد الإرهاب، ولكن أيضًا حربًا عقائدية خفية – وليس فقط في تركيا، بل في جميع أنحاء العالم الإسلامي كله. وعلاوة على ذلك، فالقومية هي مفهوم مدمر وقد حرم الإسلام الدعوة لها، فقد قال رسول الله e: «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية» (رواه أبو داوود)
في الواقع، ليس هناك سوى دعوة واحدة ويجب على حكام تركيا أن يقوموا بالدعوة لها وتأييدها لكي يتحقق النجاح في الحرب ضد أعداء هذه الأمة. وهي كما جاء في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [آل عمران: 102 - 103]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك