الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق نصرة الأمة لا تكون إلا بدولة تعيد لها الكرامة والعزة

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


ذكرت وكالة الأناضول للأنباء في 2015/05/09 أن شوارع العاصمة الفرنسية باريس شهدت توزيع أزهار للمارة في إطار حملة بعنوان \"أنا مسلم\"، نظمها فرع جمعية \"التيار الوطني للمجتمع الإسلامي\"؛ بهدف القضاء على الأحكام المسبقة التي تكونت لدى الشارع الفرنسي بحق المسلمين، بعد الهجوم الذي تعرضت له صحيفة \"شارلي إيبدو\" الساخرة في كانون الثاني/ يناير الماضي.

\n


وقامت الجمعية بتوزيع أزهار للمواطنين في ميادين: \"الجمهورية\"، و\"الأمة\"، و\"باستيل\"، في باريس، إضافة إلى كتيبات حملت عنوان \"تفضل، أنا مسلم\"، تحتوي على معلومات حول معنى ورسالة الإسلام.

\n


وقام المسؤولون عن توزيع الأزهار بالتعريف عن محبة الرسول محمّد عليه الصلاة والسلام، ومعنى السلام الاجتماعي في الإسلام لمن يسأل عن المعنى الذي تحمله تلك الأزهار.

\n


تجدر الإشارة إلى أن الاعتداءات في فرنسا ضد أماكن العبادة ومقابر المسلمين؛ ارتفعت بشكل غير مسبوق في عام 2015، منذ حادثة \"شارلي إيبدو\".

\n


الجدير بالذكر أن 17 شخصًا لقوا مصرعهم في هجمات مختلفة، بدأت في 7 كانون الثاني/ يناير بهجوم على مجلة \"شارلي إيبدو\"، واستمرت ثلاثة أيام، وتمكنت الشرطة الفرنسية من القضاء على منفّذيها، ورفعت السلطات الفرنسية عقب الهجمات؛ التدابير الأمنية إلى أعلى مستوى، وبدأ الحديث عن إجراء تعديلات قانونية إضافية.

\n

 

\n

التعليق:

\n


ألا يرى العالم في الاعتداء على دور العبادة وعلى النساء ومنعهن من ارتداء ما فرضه الشرع عليهن انتهاكًا واعتداءً في حق المسلمين وحقدًا دفينًا على الإسلام، في ظل تبجح النظام الفرنسي بديمقراطيته الزائفة وحرياته المزعومة. حيث يشهد الإسلام بأحكامه وأفكاره ورموزه أن وصل الأمر إلى التعدي على المبعوث رحمةً للعالمين النبي المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام هجمةً شرسةً وممنهجةً غير مسبوقة من قبل المعربدين الغربيين والحاقدين المبغضين وأعوانهم من حكام الضرار ومن مثقفين ومفكرين مضبوعين ومجبولين على كره الإسلام والمسلمين..

\n


فقد تعرض المسلمون لسلسلة اعتداءات وتجرؤ على دين الله وعلى حملته في أعمال إجرامية وانتهاكات صارخة لحقوقهم وأدائهم لشعائرهم الدينية في بلاد تطلق على نفسها زورًا وبهتانًا أنها عراب الديمقراطية وبيتها، ولكن أفعالهم المشينة وتستر قوانينهم القاصرة عن محاسبة من يعتدي وينكل بالمسلمين قد فضحت عوارهم وزيف قوانينهم وفساد ديمقراطيتهم.

\n


هذا حال المسلمين في بلاد الغرب الحاقد حيث يعانون ولا يأمنون على أنفسهم ولا يخلى بينهم وبين ما يعتقدون فلا يهنأون بعيش ولا يطمئنون في عبادة.. فأتت ردة فعل حكام بلاد الإسلام تجاه هذه الحرب الشعواء ردًا فاضحًا مخزيًا تجاه ما يعانيه المسلمون! فلم تكن سوى عار وشنار يضاف لتاريخهم الأسود الحافل بتخليهم وخذلانهم لأمة الإسلام، فكانت ردة فعلهم بأن قاموا بمشاركة دول الكفر حربهم على الإسلام والمسلمين بوقفة اعتصامية جابت شوارع فرنسا تنديدًا بالعمل الإرهابي ضد من أساء لرسول الله، ووصف من قاموا به بأنهم إرهابيون معتدون ويجب معاقبتهم وعدم التساهل معهم.. ولا يصح اتخاذ هذه الرسومات والتي لا تعبر إلا عن رأي أصحابها ذريعةً لتأجيج الكره والبغض بين الغرب والمسلمين، وكأن العلاقة بينهما أخوية لا تستوجب العداء واتخاذ موقف حازم تجاه هكذا انتهاكات..

\n


فلولا موقف حكام المسلمين المخزي والمشين لما كان لفرنسا وأمريكا وغيرهما من الدول الغربية أن تتجرأ بالاعتداءِ على الإسلام والمسلمين أو أن تسمح لأفرادها بالتطاول والإساءةِ للرسول عليه الصلاة والسلام والقرآن المجيد، ولو أنها وجدت ردًا يزلزل أركانها ويهدم بنيانها ويؤدب سفهاءها، ولكن أنى لحكام الضرار الذين ألِفوا الذلة والمهانة والاستخذاء أمام الأعداء أن يتخذوا موقفًا يرضي الله ورسوله ويعيد للأمة عزتها وكرامتها، فهؤلاء الأقنان آخرهم الشجب والاستنكار اتقاءً لغضب الشعوب...

\n


أنى لهم ذلك وهم أشد عداءً للإسلام والمسلمين بأن يردوا اعتداءً ويذودوا عن الأمة ويحموا بيضتها وهم العدو. أنى لهم بموقف حزم للمسيئين والمتجرئين على مقام النبوة، كما فعل السلطان عبد الحميد الثاني عندما سمع بمسرحية تُعدُّ لتعرض في مسارح فرنسا فيها إساءة لرسول الإسلام، فما كان منه إلا أن استدعى قنصل فرنسا وأبلغه رسالة شديدة اللهجة والتهديد مفادها بأن عرض هذه المسرحية هو بمنزلة إعلان الحرب ضد دولة الإسلام، فارتجفت فرائص فرنسا وأوقفت على الفور هذه الحماقة وانتهت الإساءة وردت هيبة المسلمين، فهكذا يكون رد الأذى..

\n


هكذا يتم الأمر وعلى هذا الصعيد، واليوم عندما علم أعداء هذه الأمة بأن المسلمين لا معتصم ولا عبد الحميد لهم يهدد بإعلان الجهاد ضدهم، عندما علموا بأنهم بلا خليفة يحمي الحِمى ويرد الهيبة، تطاولوا وتمادَوا في غيهم غير آبهين بأعمال فردية هنا وهناك، عندما اطمأن الغرب بأن للمسلمين حكامًا يغلقون الحدود، ويقفون سدًا منيعًا دون حراك الأمة وهبتها للذود عن نبيها وعن دينها..

\n


هكذا يكون الرد بدول تتصدى وجيوش تزمجر وأنظمة تدفع العدوان، لا أن يترك الأمر للأفراد والجماعات والمنظمات تجتهد في طريقة ردها للعدوان فتبتدع طرقًا هزيلةً ذليلةً تدافع فيها عن دينها فتستجدي دول الغرب طالبة العفو والرضا، فمن توزيع للورود، للخروج في مظاهرات، فتقف هذه الجمعيات موقفًا مستكينًا ذليلًا لا يمت لحملة الإسلام وقوته بصلة..

\n


فمنذ أن هدمت الخلافة التي تقيم الأحكام وترد الأذى وتنشر الخير والأمة ضعيفة مهانة، ليس لها من يرد ويدفع الظلم عنها، ومنذ ذلك اليوم الأسود وديننا في إساءة مستمرة، لا تتوقف إلا بإعادة ما فقد، فمن أحب نصرة النبي وشرعه ووحيه فليعمل بكل جد واجتهاد مع العاملين لإقامة الخلافة الحقيقية الراشدة التي على منهاج النبوة التي تميط أذى الأعداء وتعيد للأمة هيبتها المفقودة وعزها الغابر، وعندها نستحق بإذن الله رضوانه وشفاعة نبيه عليه الصلاة والسلام..

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رائدة محمد

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع