السبت، 28 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

دولة الخلافة هي النموذج الإسلامي الوحيد والصحيح، وإقامتها فرض وما دونها خيانة لله ورسوله وعمالة للغرب الكافر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

\n

الخبر:‏

\n


نقلت شبكة محيط على موقعها الإلكتروني في 2015/5/9م، تأكيد مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار ‏الإفتاء المصرية أن تتبعه المستمر لمنهج التيارات التكفيرية والمتطرفة كشف أن أصحاب هذا الفكر التكفيري ‏معادون للمواطنة والمجتمع والدولة الحديثة على حد سواء، وأشارت إلى التقرير الصادر عن المرصد والمعنون ‏‏(التنظيمات التكفيرية والمواطنة.. عداء الفكر والممارسة) والذي جاء في طياته، أن الفكر التكفيري يرى أن ‏الدولة بمفهومها الحديث مؤامرة ضد الإسلام والمسلمين تستهدف القضاء على حلم الخلافة، وإن عداوة تلك ‏التنظيمات الإرهابية لمبدأ المواطنة أصل ركين في كل ما تقوم به من جرائم فى مواجهة الدولة ومواطنيها ‏والمجتمع وأفراده، كما أن الدولة في فكرهم صنيعة الاستعمار ووكيله، والشعوب لا هم لها سوى شهواتها، أما ‏مؤسسات الدولة القائمة على حفظ الأمن خارجيًا وداخليًا فليست إلا أداة للحفاظ على النظم الحاكمة \"المرتدة، بينما ‏تم تغييب وعي الشعوب بآلاف الملهيات، في حين أن الجيش والشرطة مجرد أداة للحفاظ على الأنظمة الحاكمة ‏التي تكفرها تلك التنظيمات، والتي لا تعترف بالحدود بين الدول وتستبيحها، وتعتبر أن العالم دولة واحدة تقام في ‏ظل خلافة إسلامية.‏

\n

 

\n

التعليق:‏

\n


الدولة في الإسلام حددها وبين شكلها رسول الله ‏‏ﷺ‏ في غير موضع، منها قوله ‏‏ﷺ‏: «كانت بنو إسرائيل ‏تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فتكثر»، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: ‏‏«فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم»، فبين النبي ‏‏ﷺ‏ شكلها وبين كيفية ‏الوصول إليها وحدد آلياتها وأجهزتها، وهي الطريقة الوحيدة للحكم بالإسلام؛ الواجب الذي لا ينفك عن أمة محمد ‏‏ﷺ‏ لقوله تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ‏إِلَيْكَ﴾. والأمر لرسول الله ‏‏ﷺ‏ هو أمر لأمته ما لم يرد دليل يخصصه ‏‏ﷺ، فوجب على الأمة أن تحكم بالإسلام، ‏والحكم بالإسلام لا يكون في دولة مدنية حديثة تفصل الدين عن الحياة، ولا يكون بحصر الإسلام في العبادات ‏الفردية كالصلاة والصيام وغيرهما، وإنما في استئناف الحياة الإسلامية في دولة الخلافة على منهاج النبوة.‏

\n


وهذه الدولة لا تعترف بالمواطنة ولا تسمي رعاياها شركاء الوطن أو أقلية أو أغلبية، بل تسميهم جميعا ‏رعايا الدولة سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، وتنظر إليهم جميعا نظرة واحدة وتساوي بينهم في الحقوق ‏والواجبات بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق أو الطائفة. ومن يسوقون للدولة المدنية الحديثة ويزعمون ‏أنها لا تخالف الإسلام وتحفظ الحقوق هم واهمون، فالمقطوع به أنه ليس كل ما لا يخالف الإسلام فهو من ‏الإسلام. وتلك الدولة الحديثة التي يتحدث عنها مرصد الفتوى هي دولة تفصل الدين عن الحياة وتحكم بغير أحكام ‏الإسلام، بل نقول أنها تحكم بأحكام الكفر وترعى الكفر والفسق والفجور في بلاد الإسلام، وما أماكن بيع الخمور ‏والبنوك الربوية المنتشرة منكم ببعيد، وكان الأولى بمرصد الفتاوى أن يرصد ما عليه النظام من مخالفات ‏شرعية تقع في نطاق الكفر البواح، وأن يكون له ولغيره ناصحا مطالبا إياه أن يحكم بالإسلام من خلال خلافة ‏على منهاج النبوة، لا أن يكون عونا له في ترويج النموذج الغربي للدولة المدنية \"القديمة - الحديثة\" القائمة على ‏الرأسمالية ونهب ثروات الشعوب، والتي لم يجن العالم منها سوى الشقاء والويلات والتي قتلت ملايين البشر ‏على مدار العقود التي سادت فيها، والحربان العالميتان وما حدث للهنود الحمر خير شاهد ودليل.‏

\n


إن الدولة المدنية الحديثة التي يتحدث عنها المرصد هي بالفعل من نتاج الـتآمر الغربي على الأمة، ‏وحكامها هم وكلاء للغرب يحكمون بلادنا بالوكالة عنه، وهذا الأمر أصبح معلوما للعامة قبل الخاصة ولعلنا ‏سمعنا هتافات الجماهير الغاضبة في الميادين وهي تصفهم بالعمالة، فمن يتعامى عن هذه الحقيقة هو كمن ‏يتعامى عن الشمس في رابعة النهار، ولعلنا في هذا المقام نلفت أنظاركم إلى ضرورة شرعية ثابتة لا خلاف ‏عليها ولا مراء فيها، فالأمة يجب أن تحكم بمشروع أو نظام ينبثق عن عقيدتها ويعبر عن هويتها ويرضي ربها، ‏والذى ينبثق عن عقيدتنا الإسلامية ويعبر عن هويتنا ويرضي ربنا هو ما فرضه علينا من تحكيم للإسلام كاملا ‏شاملا من خلال خلافة على منهاج النبوة تطبق الإسلام على رعاياها في الداخل، فتجعل من عقيدته أساسا لتفكير ‏الناس ومن أحكامه الشرعية التي أتت عن طريق الوحى حلولا لمشاكلهم في الحياة، وتحمله للعالم بالدعوة ‏والجهاد بعد أن يرى الناس الإسلام وقد صار واقعا عمليا مطبقا بعدله وقسطه ومعالجاته الجذرية لكل المشكلات، ‏من يحمل هذا المشروع ويطبق هذا النظام أو يسعى إليه هو من جنس الأمة مخلص لها يستحق أن تعطيه ‏قيادتها، ومن يحمل الديمقراطية الغربية ودولتها المدنية التي تحكم بالرأسمالية أو يدعو لها ويرسخ لسلطانها هو ‏عميل للغرب خائن للأمة ليس من جنسها ولا يستحق أن تعطيه قيادتها.‏

\n


يا أبناء الأمة في مرصد الفتاوى، إن الخلافة ليست حلما بل هي وعد وفرض؛ وعد من الله سيعم خيرها ‏البشر والشجر والحجر، وفرض أوجب الله عليكم وعلينا القيام به وإقامته لكونها هي الطريقة الشرعية التي ‏نصت عليها السنة كطريقة للقيام بالحكم بالإسلام وهي ما أجمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم بعد وفاة رسول ‏الله ‏‏ﷺ، فأين أنتم منها؟! وماذا عملتم لها؟! وكيف ستجيبون ربكم إذا سألكم عنها وعن قعودكم عن العمل لها ‏وتذكير الأمة بها؟!‏

\n


فهلا قمتم بما أوجبه الله عليكم من عمل لإقامة الخلافة وتذكير للأمة بها، عسى أن تكون مصر حاضرتها ‏المنورة ويكون أهلها أنصار اليوم، وتكونوا أنتم في مقام مصعب بن عمير فتفوزوا ويفوز أهل الكنانة وتفوز ‏الأمة، هلا اصطففتم في صف الأمة وكنتم من جنسها بدلا من الاصطفاف في صف عدوها، فلا تكونوا كالذين ‏أوتوا الكتاب فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا، بل كونوا كما أراد الله لكم هداة مهتدين وخذوا بيد ‏الأمة نحو مجدها وعزتها تفوزوا بعز الدنيا والآخرة.‏
‏﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾‏

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

\n

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع