- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
إطلاق جزء من مشروع كاسا-1000 في آسيا الوسطى
الخبر:
بدأ في 31 آذار/مارس تشغيل شبكة "داتكا-سوغد"، بقدرة 500 كيلوفولت التي تم بناؤها كجزء من مشروع كاسا-1000. شارك رئيس قرغيزستان صدر جباروف ورئيس طاجيكستان إمام علي رحمانوف في حفل إطلاق "داتكا-سوغد" عبر مؤتمر فيديو.
وفقا للتقارير فإن طول الخط يبلغ 485 كيلومتراً، وسيوفر الفرصةَ لتصدير الكهرباء إلى أفغانستان وباكستان في المستقبل. صُمم مشروع كاسا-1000 الدولي لتصدير الكهرباء من قرغيزستان وطاجيكستان وتعزيز تكامل الطاقة في آسيا الوسطى وجنوب آسيا. ويشمل هذا المشروع قرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان وباكستان. وقد ثبّت العديدُ من المنظمات المانحة الدولية على مرحلته الأولى عام 2014. وتقدر تكلفته الإجمالية بنحو 1.17 مليار دولار. وحصلت قرغيزستان لتحقيق ذلك على قرض بقيمة 38.25 مليون دولار من المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، و70 مليون يورو من البنك الأوروبي للاستثمار، و50 مليون دولار من البنك الإسلامي للتنمية.
التعليق:
إن قرغيزستان وطاجيكستان في آسيا الوسطى تعدان من البلاد التي تمتلك أكبر احتياطيات من المياه في العالم. في كل عام، تمتلئ الأنهار بمياه ذوبان الجبال الجليدية الكبرى. أكثر من 75% من أراضي قرغيزستان تتكون من الجبال التي يصل ارتفاعها إلى 7439 متراً، في حين إن 93% من أراضي طاجيكستان تتكون من الجبال العالية التي يصل ارتفاعها إلى 7495 متراً. وتسمح هذه المميزات الطبيعية لهما بإنتاج الكهرباء دون بذل أي جهد تقريباً. على الرغم من إنشاء محطات الطاقة الكهرومائية وتطور إنتاج الكهرباء على نطاق واسع في آسيا الوسطى، لا يزال الناس يعانون من نقص الكهرباء في الصيف والشتاء! علاوة على ذلك، فإن أسعار الكهرباء ترتفع باستمرار. ويبدو للوهلة الأولى أن هذا العمل يهدف إلى تلبية احتياجات أهل أفغانستان البالغ عددهم 40 مليون نسمة، وأهل باكستان البالغ عددهم أكثر من 190 مليون نسمة، من الكهرباء. في الحقيقة هذا المشروع هو مشروع الدول المستعمرة مثل أمريكا وبريطانيا اللتين لهما نفوذ عسكري في المنطقة. تم توفير التمويل لهذا المشروع من العديد من المنظمات المانحة الغربية، بما في ذلك البنك الدولي، والبنك الإسلامي للتنمية، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ووزارة التعاون الدولي البريطانية. وهدف هذه المنظمات هو تحرير المنطقة من النفوذ الروسي عبر دعم المشروع، حيث إن الموارد الطبيعية في آسيا الوسطى تُؤدي إلى زيادة المنافسة بين الدول الكبرى الجشعة على النفوذ فيها. إذا تم تحقيق الاستقرار في أفغانستان وانضمت حركة طالبان إلى السياسة الدولية التي تقودها أمريكا، فإن أفغانستان ستصبح ممرا للنفط والموارد المعدنية في آسيا الوسطى. وهذا يعني أن آلاف الأطنان من الذهب والمعادن الثمينة الأخرى واحتياطيات الغاز والنفط الضخمة في آسيا الوسطى سيتم نقلها عبر أفغانستان. وفي حالة تنفيذ مشروع كاسا-1000، سيتم استخدام الكهرباء المصدرة من قرغيزستان وطاجيكستان لاستخراج الموارد الطبيعية في أفغانستان وباكستان ونقلها إلى الغرب.
إن الهدف الرئيسي لمشروع كاسا-1000 هو استخدام جزء كبير من الطاقة المنقولة عبر أفغانستان إلى باكستان لتشغيل المصانع التي ستعيد تدوير الموارد الطبيعية في المنطقة وتخدم الغرب المستعمر. ويتم نقل المنتجات النهائية عن طريق السفن، والأرباح الضخمة الناتجة عن ذلك ستذهب إلى جيوب الرأسماليين الأجانب.
باختصار، تستغل الدول الغربية الاستعمارية الموارد الطبيعية لبلدان آسيا الوسطى بشكل جيد من خلال تطوير المشاريع. مهما كان المشروع الذي يخطط له المستعمرون للمنطقة فإن فوائده لم ولن تصل إلى شعوب آسيا الوسطى أو جنوب آسيا، وستظل شعوبها بحاجة إلى الطاقة، كما كانت في السابق!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ممتاز ما وراء النهري