- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة نتنياهو إلى المجر تظهر أن الغرب وقح بشكل فاضح
الخبر:
أعلنت المجر في الثالث من نيسان/أبريل الجاري تعليق عضويتها في المحكمة الجنائية الدولية بهدف التهرب من التزامها باعتقال مجرم الحرب نتنياهو خلال زيارته لها في ذلك اليوم. وفي تصريح سابق، وصف أوربان قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو بأنه "وقح بشكل فاضح" وساخر، مؤكداً أن هذا الحكم "لن يكون له أي تأثير في المجر".
التعليق:
كيف يمكن للمجر أن تستضيف بفخر مجرم حرب غزة نتنياهو، في 3 نيسان/أبريل 2025، وتُعلن انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية التي تُلزم أعضاءها باعتقال هذا الجزار المُدان؟
وتأتي في أعقاب ذلك زيارته لأمريكا، التي لم تعترف يوماً بسلطة المحكمة الجنائية الدولية. ومع ذلك، سارعت هذه الديمقراطيات إلى استخدام المحكمة ذاتها لاتهام بوتين كمجرم حرب بسبب غزوه لأوكرانيا، رغم أنه لم يرتكب ولو جزءاً يسيراً من الفظائع اليومية الدموية التي يقترفها كيان يهود بحق شعبنا.
هذا ممكن لأن الثقافة الغربية لا تقوم على قيم ثابتة؛ فما تدّعيه اليوم من مبادئ وأخلاق قد يُمحى غداً، لأنها ترى الحقيقة أمراً نسبياً يتغير بتغير الزمان والمكان. وهكذا يغسلون أيديهم من دماء آلاف الأطفال في غزة، ويدفنون إنسانيتهم التي لا يؤمنون بها أصلاً في الرمال ذاتها التي دفن فيها كيان يهود عُمّال الإنقاذ الذين أعدمهم، إلى جانب سيارات الإسعاف المحطمة التي انتُشلت أمس من ساحات القتل في غزة.
ولا تظنوا أن رئيس أمريكا ترامب أو رئيس وزراء المجر أوربان استثناء، فالمجالس التشريعية في بلديهما قد أيدت ما قرّراه، وهما ليسا الوحيدين؛ إذ إن إيطاليا وفرنسا تُبديان شكوكاً حول شرعية قرار المحكمة الجنائية الدولية، وألمانيا تدرس هي الأخرى سبلاً لاستضافة مجرم الحرب نتنياهو.
ورغم كل ذلك، لن تتورع الدول الغربية عن إرسال ممثليها إلى حكامنا التابعين لتُملي عليهم كيفية تطبيق القيم الغربية المتذبذبة علينا، في محاولة لكسرنا ثقافياً وفكرياً، على نحو يضمن أنه حتى لو استطعنا يوماً، هنا أو هناك، كسر القيود المادية التي فرضها علينا أحد الحكام الدُمى، فإن الحاكم الجديد سيجلس في المقعد ذاته، مغمض العينين، ويعيدنا إلى السلاسل نفسها التي كانت تقيدنا من قبل.
فإلى متى سنقبل أن نظل منقسمين مستعبَدين فقراء ومهانين أكثر من أي شعب آخر على وجه الأرض، ونحن نؤمن بثقافة سامية: الإسلام، بما يحمله من قيم ثابتة ونبيلة، تصلح لكل زمان ومكان؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور عبد الله روبين