الثلاثاء، 24 شوال 1446هـ| 2025/04/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كيان يهود يرتكب جرائمه علنا ولا يخفيها يا تركيا!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كيان يهود يرتكب جرائمه علنا ولا يخفيها يا تركيا!

 

 

الخبر:

 

أكدت وزارة الخارجية في بيانها أن ما يقوم به وزراء كيان يهود من استهداف لتركيا، لن يغطي على جرائم الإبادة في غزة، ولا على حربهم الشاملة ضد الفلسطينيين، ولا على إرهاب المستوطنين، ولا على محاولاتهم لضم الضفة، ولا على اعتداءاتهم المتكررة على سوريا ولبنان. إنهم يسعون فقط وراء أطماع استعمارية مكشوفة. (إن تي في، 2025/04/04م)

 

التعليق:

 

بعيداً عن اغتصاب يهود لفلسطين منذ 78 عاماً، وجرائم الإبادة الجماعية والفظائع غير الإنسانية في غزة منذ نحو عام ونصف، فإن التصريحات الاستفزازية الأخيرة ضد تركيا ورئيسها أردوغان تتطلب في حد ذاتها رداً عسكرياً حازماً. فعلى سبيل المثال، صرّح وزير خارجية يهود جدعون ساعر على حسابه في وسائل التواصل، وبلغة تركية: "الدكتاتور أردوغان يشكل خطراً على المنطقة وعلى شعبه أيضاً". ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤول يهودي قوله إن "الهجمات الجوية في سوريا نُفذت لإرسال رسالة إلى تركيا".

 

دعك من أكثر من خمسين ألف شهيد سقطوا في غزة، ومن تدمير القطاع حجراً وشجرا، فإن التصريحات الوقحة والجريئة التي يطلقها كيان يهود ضد تركيا وأردوغان لا يمكن السكوت عنها أو تجاوزها. لكن المدهش والمخيب للآمال هو أن أردوغان، بدلاً من أن يرد على هذا الكيان الذي تعجز الكلمات عن وصف جرائمه، بردٍّ يهز أركانه ويُنسيه وساوس الشيطان، يكتفي بتصريحات باهتة خافتة، لا تليق حتى بدولة إقليمية صغيرة، ولا تُسمع في آذان الكيان سوى كأنها أزيز بعوضة!

 

بدلاً من أن يفتخر أردوغان بتحقيق نصر ملحمي على كيان يهود الغاصب، نجده ينشغل بالصراعات الداخلية ويسعى وراء الكرسي، ويفتخر بأن الشعب التركي ـ الذي قاطع مقاطعة حزب الشعب الجمهوري الكمالي العلماني ـ هو من صنع الملحمة! وأردوغان بارعٌ في التفاخر بأشياء لا تستحق أن تُسمى ملاحم أصلاً. فبالنسبة له، دماء المسلمين لا تعني شيئاً، ولا تهمه قضايا الأمة، ما يهمه فقط هو مصالح سيده الأمريكي وعرشه السياسي. إنه تماماً كالسحاب الذي يرعد ويبرق، لكنه لا يُمطر... أو لا يستطيع أن يُمطر أصلاً!

 

ومن جهة أخرى، يا وزارة خارجية أردوغان، إن كيان يهود لا يشعر بالحاجة إلى إخفاء جرائمه وفظائعه، ما دام هناك مسؤولون مثلكم: بلا كفاية، بلا مبدأ، ولا شجاعة. هو لا يهينكم ليغطي على جرائمه، بل يهينكم ليحطم كرامتكم علناً، وليُظهر للعالم مدى هوانكم، وأنتم لا تفقهون! لقد فقدتم الشرف والكرامة، حتى الحيوانات تدافع عن أوكارها إذا اقترب منها الخطر، وتقاتل حتى الموت إذا هُوجمت بيوتها أو أوكارها... أما أنتم فتُقصف بيوتكم، وتُدمر بلادكم، ويُعتدى على مقدساتكم، ويُشتم نبيكم وربكم، ولا تحركون ساكناً! تُراق دماؤكم، وتُزهق أرواحكم، وتُغتصب أرضكم، ولا تردّون بردٍّ يليق بكرامتكم! أُهينت كرامتكم، ودُنّست أعراضكم، وسُفكت دماؤكم، وما زلتم صامتين! بالله عليكم، قولوا لنا: ماذا ينبغي أن يحدث أكثر من ذلك لكي تردّوا؟ متى تستيقظون؟ متى تقولون: كفى؟!

 

يا أردوغان وحكومته: إن كيان يهود ليس مثلكم. أنتم تظهرون شيئاً أمام الناس وتخفون شيئاً آخر خلف الستار. أمام الكاميرات تنتقدون كيان يهود بكلمات محسوبة لا تُغضب سيدكم ترامب، ولكن في الخفاء تواصلون التعاون والتطبيع والعلاقات التجارية والدبلوماسية معه، فمن الذي يخفي الجرائم؟ أهو كيان يهود؟ كلا، بل أنتم، وأمثالكم من الخانعين الجبناء، الذين باعوا دينهم وآخرتهم وربهم ونبيهم من أجل عالم ترامب وأهوائه! أنتم أعظم بلاء نزل بهذه الأمة! أنتم سبب ما تعانيه الأمة من ذل وهوان! ويوم يسقط عرشكم، ذلك اليوم سيكون يوم نهضة الأمة وجيوشها، لتجتاح كيان يهود اجتياح الطوفان، ولن تحتاج الأمة إلى سفن أو زوارق، بل ستقذفهم في البحر كما جاؤوا منه وتعيدهم إلى أوروبا التي أنجبتهم، عبر البحر ذاته الذي جاؤوا منه إلينا.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أرجان تكين باش

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع