- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
إيران تتخلى عن الحوثيين وتخضع لمطالب أمريكا حول ملفها النووي
الخبر:
إيران ترفع دعمها عن مليشياتها الحوثية (تليجراف البريطانية، 3 نيسان/أبريل 2025م).
البيت الأبيض يبحث اقتراحاً إيرانياً لمفاوضات نووية غير مباشرة. (موقع أكسيوس 2 نيسان/أبريل 2025).
التعليق:
مجددا يخضع حكام إيران للإملاءات الأمريكية، فقد صرح مسؤول إيراني كبير أن إيران قلصت استراتيجيتها في دعم شبكة من الإقليميين للتركيز بدلاً من ذلك على التهديدات المباشرة من الولايات المتحدة، وأوضح لصحيفة تليجراف البريطانية بالقول "يبدو أن الحوثيين لن يصمدوا في وجه الضربات الأمريكية وهذه أشهرهم الأخيرة أو حتى أيامهم الأخيرة".
شنت أمريكا هجمات شبه يومية على الحوثيين منذ منتصف شهر آذار/مارس الماضي. في الوقت الذي قامت فيه أمريكا بتعزيز ترسانة أسلحتها في الشرق الأوسط، إذ قامت بنقل صواريخ باتريوت من كوريا إلى المنطقة، ونشرت المزيد من قاذفات بي 2 في قاعدتها في المحيط الهندي. وفي تصعيد أمريكي واضح ليس ضد الحوثيين وحسب بل لتخيير إيران بين الخضوع لشروط أمريكا بخصوص ملفها النووي وأسلحتها الاستراتيجية ونشاطها الإقليمي، أو الحرب، فقد صرح وزير خارجية فرنسا أن المواجهة العسكرية تبدو حتمية في حال عدم التوصل لاتفاق نووي جديد مع إيران. وقال مصدر مقرب من إدارة ترامب: إيران قد تختفي بحلول أيلول/سبتمبر القادم!
وهكذا يبدو أن إيران تتخلى عن الحوثيين وتتركهم يواجهون مصيرهم وحدهم، وستدخل في مفاوضات بشروط أمريكا حول ملفها النووي ونشاطها الإقليمي، وذلك خضوعا لمشروع أمريكا الحالي في المنطقة وهو: الحفاظ على كيان يهود قوياً لا يتعرض لخطر مماثل لعملية طوفان الأقصى مجددا، بل يعمل ترامب لجعل الكيان طبيعيا في المنطقة وذلك بامتثال مزيد من حكام المسلمين للتطبيع معه، إذ صرح ترامب بأن مزيدا من الدول ستقوم بالدخول في اتفاق أبراهام (التطبيع مع يهود).
هكذا تخطط أمريكا لنفسها ولكيانها المزروع في المنطقة كي يبقى خنجرا يهدد كل من يحاول التمرد على سياسات ترامب، فهل سيرضى المسلمون بذلك؟!
أما حكام المسلمين فهم يتسابقون علنا في إرضاء أمريكا بل وتقديم القرابين لصنمها ترامب، من أموال الأمة، ويحاربون كل من يعترض عليهم في خيانتهم لله ورسوله ﷺ، بالملاحقة والتعذيب، وسجونهم شاهدة على ذلك.
لكن رغم ذلك فإن الأمة الإسلامية لن تمرر هذه الخيانات ولن تخضع لتلك المؤامرات، وستقدم التضحيات تلو التضحيات في سبيل تعطيل مشاريع أمريكا الاستعمارية، وفي سبيل قلع الأنظمة العميلة الخائنة والخانعة، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة كما بشر بعودتها نبي الإسلام ﷺ قائلاً: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد. فلنستبق الخيرات ولنشمر عن سواعد العمل لإقامتها واستئناف الحياة الإسلامية فيملأ الإسلام الأرض عدلا، كما هي مملوءة اليوم في ظل الهيمنة الأمريكية، ظلما وجورا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله الحضرمي – ولاية اليمن