الأربعاء، 06 شعبان 1446هـ| 2025/02/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تغيرات سياسية بسرعة رياح الحرائق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تغيرات سياسية بسرعة رياح الحرائق

 

 

 

الخبر:

 

أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان الجمعة مواصلة العمل على المشاريع المشتركة ومنها مجال الطاقة الذرية، وذلك ضمن محادثات في موسكو تمهيدا لتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين تتضمن تعاونا دفاعيا. مع التأكيد أنه ليس تحالفا عسكريا ولا يستهدف دولا أخرى بل لتعزيز الأمن المشترك وحماية القيم الإنسانية. (الجزيرة نت، 2025/01/17م)

 

التعليق:

 

لقد جاء توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران في 17 كانون الثاني 2025 بعد خروج البلدين من الصراع الذي كان دائرا في سوريا، وقبل استلام الرئيس الأمريكي ترامب بثلاثة أيام فقط.

 

مع أن البلدين يتقاسمان ماضيا معقدا مليئا بالصراعات حتى الآن يفصل بين التعاون وانعدام الثقة بينهما خط رفيع قد ينهار في أي وقت أو يكتب له الاستمرار، وخاصة مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية حيث حدث سابقا تقدم روسيا في أوكرانيا في 2022 بعد استخدام طائرات شاهين الإيرانية بدون طيار، وتقوم روسيا اليوم بتصنيع هذه الطائرات في بلادها، ولا ننسى الصواريخ البالستية الإيرانية، وهذا يعطي مؤشرا أن روسيا سوف تشن هجوما ساحقا على أوكرانيا.

 

ومن ناحية أخرى تستفيد روسيا من هذا الاتفاق بعد ما عانته إيران من سوء علاقاتها مع أمريكا وتقليم أظافرها لتلميع صورتها الذاتية كقوة عظمى وخاصة أن إيران تعتبر شريكا إقليميا جيدا.

 

ومن ناحية إيران فإن هذه الاتفاقية جاءت معبرة عن خوفها من قدوم ترامب ومن كيان يهود وذلك بعد خروج الأسد وحزب إيران ومليشياتها من المنطقة. ومن زاوية أخرى نرى أن هذه الاتفاقية الروسية الإيرانية تحرم أوروبا من الطاقة التي تحلم بالحصول عليها من إيران. لذلك تعتبر أوروبا أن هذه الاتفاقية خطوة نحو مواجهة النفوذ في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. خاصة وأن مثل هذا الاتفاق قد ينهي أو يضعف العقوبات الدولية على الدولتين روسيا وإيران ويعزز دورهما فيسمح لروسيا بالوصول عبر إيران إلى المياه الدافئة في الخليج وبحر عمان وإمكانية تصدير الطاقة عبر طرق غير غربية، وتسمح لإيران بالوصول إلى أسواق أوراسيا. وهذا قد يشكل تحديا للنظام الاقتصادي والجيوسياسي القادم في المنطقة.

 

إن هيمنة أمريكا على العالم تأخذ منحى الضعف الواضح وذلك عبر سياساتها المتخبطة والأزمات التي تعيشها وكثرة الملفات العالقة التي تحركها وانشغالها بتهديد أوروبا ومحاولة إضعاف الصين والضغط عليها، لذلك هي تستخدم أدوات قد تساعد على انتهائها.

 

وكذلك ما ينتظرها من مشاكل داخلية خاصة بعد الحرائق ومشاكل التأمين بعد انتهاء هذه الحرائق، وهي أيضا على أعتاب أزمة مالية عالمية تهددها وتهدد عملتها.

 

إن الوقت يقترب لانهيار هذا المبدأ الجشع، وحتى نتخلص منه نهائيا يجب أن يظهر مبدأ بديل، والساحات تتهيأ لاستيقاظ مارد الإسلام وعودته شامخا في الساحات الدولية.

 

فيا أيها المسلمون في جميع بقاع الأرض، إن الأمور تتهيأ لعودة مبدأ الإسلام، فغذوا السير مع العاملين لإقامة شرع الله واستئناف الحياة الإسلامية فإن الله متم نوره، ولكن الخيار بين أيدينا أن نكون من المستبدَلين أم نكون من المستخلَفين، فاليوم يشبه أيام ظهور الخلافة الأولى؛ خلافة رسول الله ﷺ، فشمروا عن السواعد واستفزوا أهل القوة منكم حتى نعجل بقيامها وتكون عزا لنا ولنحقق قول الله فينا: ﴿وَكَانَ حَقاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نبيل عبد الكريم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع