الأربعاء، 06 شعبان 1446هـ| 2025/02/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أحداث جوبا وفاجعة هدم الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أحداث جوبا وفاجعة هدم الخلافة

 

 

 

الخبر:

 

اندلعت يوم الخميس 2025/01/16م احتجاجات غاضبة بمدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان، حيث قام أشخاص جنوبيون باستهداف السودانيين ومتاجرهم مع إشعال النيران وتكسير المحلات التجارية، بينما وردت أنباء عن وقوع إصابات بين السودانيين. وذكرت مصادر محلية لصحيفة التغيير أن تلك الاحتجاجات مرتبطة بمقتل جنوبيين في قرى الكنابي بولاية الجزيرة بعد دخول الجيش السوداني إلى المنطقة.

 

التعليق:

 

فر أهل السودان من لهيب الحرب في بلادهم التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، متحملين الشقاء والمعاناة في الهجرة والنزوح واللجوء طمعا في الأمن والأمان والاستقرار... فإذا بهم يواجهون الموت والتنكيل مرة أخرى في واقع أيضا لا يد لهم فيه ولا رجل.

 

هذه الأحداث المُرة تؤكد كم أصبحت بلاد المسلمين سجنا للعقاب والعذاب بسبب الأنظمة التي تربعت على صدر المسلمين بعد هدم دولتهم الخلافة، حيث انقطعت كل أواصر الأخوة وسادت القبليات والجهويات والعنصريات. إن الإسلام يحرم هذا القتل وإزهاق الأرواح الذي تم في كنابي الجزيرة دون حكم محكمة ودون إدانة واضحة بالبينة والشواهد، أو بسبب اللون والعنصر، فقد جرت أحكام الإسلام أن الأصل في الإنسان براءة الذمة فلا يعاقب أحد إلا بحكم محكمة.

 

كما يحرم الإسلام أن تطلق أيادي الجنود ليكونوا حكما وخصما وقضاة فينفذوا القتل على الناس بدم بارد دون انضباط بالأحكام الشرعية التي تحرم ذلك. كما لا يجيز الإسلام ما حدث في جوبا من مهاجمة الناس أو قتلهم أو تكسير ممتلكاتهم بسبب اللون أو الجهة.

 

من ناحية أخرى تبين هذه الأحداث عجز السلطات في شطري السودان عن حماية الناس وتوفير الأمن والأمان لهم، فتبين عجز هذه الحكومات التي تنفق أموالا طائلة على الأمن والتسليح عن مقدرتها في سرعة حماية الناس والذود عنهم حتى يقع الفأس في الرأس.

 

لقد فقدنا بهدم الخلافة معنى كرامة العيش والإحساس بالأمان في أي مكان حيث أصبح الناس يتوقعون الكوارث والفواجع تأتيهم من كل مكان. في حين لما كانت لنا دولة كانت تستجيب بكل قوتها لكل فرد من رعاياها، فها هي المرأة تصرخ في سوق المدينة فيسير النبي ﷺ جيشا لحمايتها، وأخرى تستغيث في عمورية فيستجيب المعتصم خليفة المسلمين ويحررها من الأسر. إن هذه الأحداث تؤكد كم نحتاج إلى الخلافة دولة الإسلام والمسلمين التي اتضح لكل صاحب عقل وفكرة سليمة أنها ضرورة حياتية، وفريضة شرعية، يأثم كل من لم يعمل لإقامتها، قال ﷺ: «مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد جامع (أبو أيمن)

مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع