- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الاستعجال في الإجابة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي».(صحيح البخاري 6007)
أيها المستمعون الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يحدثنا هذا الحديث الشريف عن أمر يجول عادة في نفس المسلم عند الدعاء، فمن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى يستجيب دعاء المخلص المتيقن بالاستجابة، فكيف يحدث أن ندعو الله ثم لا يستجاب لنا؟!
إن الله سبحانه أخبرنا بالدليل القطعي الدلالة والثبوت في القرآن الكريم أنه قريب مجيب، يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، وذلك يعني أن علينا أن ندعو الله سبحانه حتى تتحقق الإجابة، ولكن هناك بعض من يستعجل الإجابة ويتساءل في نفسه عن عدم استجابة الله سبحانه وتعالى لدعائه.
وهنا وجب على المسلم أن يدرك أمرين، أولهما أن الدعاء هو مخ العبادة فيجب على المسلم أن يخلص فيه لله سبحانه ويتيقن الإجابة حتى يستجيب الله سبحانه وتعالى لدعاء المؤمن، أما ثانيهما فهو أن الاستجابة ليست مشروطة بالشكل الذي يريده العبد، فهي قد تتأخر لحكمة لا يعلمها إلا سبحانه، فهو سبحانه قد يستجيب الدعاء الذي أراده المؤمن وأكثر، وقد تقتضي حكمته سبحانه أن يتأخر في الاستجابة فيختار سبحانه التوقيت والزمان والمكان الذي يريد، فهو سبحانه لا يسأل عما يفعل ونحن مسؤولون، وقد تقتضي رحمته سبحانه بعباده الصالحين أن يستجيب دعاءهم بأفضل مما أرادوا فيرفع عنهم أمرا أعظم مما طلبوه من الله تعالى.
وعليه فلا يقال إن الله سبحانه لا يستجيب لمن تلبس بأمره في دعائه، بل يجب علينا أن نتيقن بأن الله سبحانه الذي يملك الأمر كله لا محال سيستجيب الدعاء كما تقتضيها حكمته، فمهما حدث فهو خير بإذن الله.
فالله نسال أن يستجيب لنا دعوانا وأن ينعم علينا بفضله وكرمه الذي هو أهل له وأن يتغمدنا برحمة وأن يعفو عنا، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله