المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن
التاريخ الهجري | 20 من صـفر الخير 1438هـ | رقم الإصدار: ح.ت.ي 01 / 1439 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 09 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 م |
بيان صحفي
الصراع في اليمن يتفاقم على حساب حياة أهل اليمن ومعيشتهم
تشهد اليمن صراعا داميا بين أطراف الصراع المحلية بدعم من دول إقليمية حيث يخدم هذا الصراع دول الكفر المتصارعة في اليمن وبالأخص الصراع الإنجلوأمريكي في بلد الإيمان والحكمة على النفوذ والثروة بأدواتها المحلية والإقليمية، كل ذلك بينه حزب التحرير منذ أول الأحداث ولم يعد ذلك خافيا على كل سياسي متابع، إن الحرب التي تشنها السعودية في اليمن كادت تقارب عامها الثالث وهي كلما طالت تجلى الغرض الحقيقي منها على عكس ما تبدي السعودية من أسبابها، حيث تغالط فيها وتضلل الرأي العام في اليمن وغيره من بلاد المسلمين، فالسعودية والإمارات المشاركة معها بدأ الخلاف بينهما يظهر للعلن، مما جعل الغاية من التحالف المزعوم يجسد التسابق على السيطرة على البلاد وثرواتها خدمة للدول المتصارعة على اليمن وخاصة جنوبه، فالسعودية تخدم بأعمالها وحربها سياسة أمريكا وهي رغم ما تظهره من إعلانها الحرب على الحوثيين والوقوف مع ما يسمى بالشرعية إلا أن الحوثيين يزدادون قوة وتغلغلا في الدولة ومؤسساتها يوما بعد يوم، بينما يزداد هادي وحكومته ضعفا على ضعف فأصبح كالمأسور في يد السعودية ولا عجب في ذلك، فهادي وحكومته ولاؤهم للإنجليز بينما الحوثيون تدعمهم أمريكا لكي يصبحوا قوة في اليمن تكافح بها ما تسميه (الإرهاب)، وتعطي دور كفالتهم للسعودية بدل إيران.
هذه هي حقيقة الصراع في اليمن؛ صراع دولي إنجلوأمريكي سواء في صنعاء أو في عدن أو في غيرها من أنحاء البلاد، ففي صنعاء هناك صراع بين المتحالفين ظاهرا وهم الحوثيون وعلي صالح، فالحوثيون يعملون لتقليص جناح علي صالح وتقليم أظفاره، بينما يعمل الحراك الجنوبي الموالي لأمريكا في عدن بإضعاف جناح هادي الموالي للإنجليز، وهكذا يأتي دور الإمارات الموالية للإنجليز لتعمل على احتواء الحراك الجنوبي الانفصالي وتعمل مع ذلك بكل مكر لإعادة التدوير لجناح علي صالح، وهي إن أظهرت أنها تعادي جناح هادي الذي تغلغل فيه حزب الإصلاح الذي تحسبه أنه جناح الإخوان في اليمن فهي إنما تقصد من ذلك مضايقة السعودية وإفشال الحل الذي تطرحه أمريكا وتحققه السعودية من أجل إقصاء جناح علي صالح الذي يزاحم الحوثيين ويلتصق بهم رغم أعمالهم التي يعملون من خلالها على فك الشراكة معه في مجلسهم السياسي وحكومتهم المتخالفة، ولم يعد خافيا أن الإمارات بدورها تقوم بإقناع السعودية على ضرورة مشاركة جناح علي صالح في الحل والعمل معه كونه يمتلك جناحا متماسكا معتدلا، وقد صرح علي صالح في خطابه الأخير أن هادي وعلي محسن نائبه ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر كلهم بضاعته!! وفي الحقيقة هم مع علي صالح بضاعة إنجليزية الولاء، وفي ذلك تهديد مبطن لعملاء أمريكا سواء السعودية أو الحوثيين مضمونه أنه سيأتي اليوم الذي نحل خلافاتنا ونتحد، فالقضية ليست يمنية يمنية بحسب علي صالح بل يمنية سعودية تتحمل فيها السعودية التبعات.
لقد أدخلت السعودية 40 قياديا من قادة الحوثيين - دون جناح علي صالح - على أنهم مطلوبون لديها ووضعت جوائز بملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات عنهم، مع أن الواقع غير ذلك فهم أولا متواجدون ويقومون بأعمال ظاهرة وليست متخفية بل يقومون بحضور الفعاليات وإدارة الأعمال والتعزيز المعنوي في الجبهات وتخريج المجندين وذلك ليس خافيا بل في وضح النهار، ثم هي ثانيا تريد جعل الشعب يلتف حولهم بينما يشار لعلي صالح وجناحه حيث لم تستهدفهم السعودية، مع أن علي صالح هو من يحرض ضد السعودية ويعمل لعدم إنجاح تفاهماتها مع الحوثيين في ظهران الجنوب واتفاق التهدئة الذي جرى هناك قبل حين.
أما عن أحداث عدن والاضطرابات والتفجيرات التي تشهدها فهي أيضا سائرة ضمن الصراع الإنجلوأمريكي هناك، فالحراك الجنوبي الانفصالي الموالي لأمريكا بدأ يعمل من أجل تقويض حكومة هادي الموالية للإنجليز ويريد فرض سلطته في الجنوب وفي عدن بالذات فكانت التفجيرات والاشتباكات وأعمال العنف والاغتيالات.
هذه هي حقيقة الصراع الدائر في اليمن بعيدا عن الشعارات المذهبية والنعرات المناطقية التي تطفو على السطح بين الحين والآخر والتي يراد منها خلط الأوراق وتضليل المسلمين عن حقيقة ما يجري والمتسبب فيه.
لقد أهلكت هذه الصراعات أهل اليمن وبلادهم فقد اكتوت البلاد وأهلها بالحرب والقتل وهدم البنى التحتية وتعطيل المصالح الأساسية والحصار وتوقف الرواتب والمدارس وانتشار الأمراض والفتن والتسبب بالغلاء الفاحش والتلاعب بأسعار المشتقات النفطية وأقوات الناس وانخفاض العملة المحلية، حتى أصبحت البلاد تحت رحمة الدولار الأمريكي الذي يهتف المتصارعون ضده والذي أدخل البلاد في دوامة الحروب مزاحمة للنفوذ الإنجليزي فيها.
يا أهل اليمن! إن الحل الصحيح الذي يزيل عنكم البؤس والشقاء الذي جلبه لكم المتصارعون إنما يكون بعودتكم إلى الشرع وتحاكمكم إليه وليس إلى الأمم المتحدة التي تسرق الأموال باسمكم في المحافل الدولية، وإن العمل لخلاصكم مما أنتم فيه لهو من أوجب الواجبات ولن يكون ذلك واقعا عمليا إلا بعملكم لإقامة سلطان الإسلام الذي يعبر عن عقيدتكم في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بها إفشال مخططات المستعمرين وقطع أيادي المتآمرين، وذلك هو ما تدعوكم إليه عقيدة الإسلام ووسام الحكمة التي نذكركم بها، وإلى ذلك يدعوكم حزب التحرير.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية اليمن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية اليمن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 735417068 http://www.domainnomeaning.com |
E-Mail: yetahrir@gmail.com |