المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن
التاريخ الهجري | 21 من ذي القعدة 1432هـ | رقم الإصدار: u062d.u062a.u064a 92 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 19 تشرين الأول/أكتوبر 2011 م |
كلمة إلى رابطة علماء اليمن
الإخوةُ علماءَ بلد الإيمان والحكمة،
الحمد لله الذي جعل العلماء أمناء الله على خلقه، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين الذي أبقى العلماء من بعده -صلى الله عليه وسلم- ورثة للأنبياء، وعلى آله وأصحابه الذين طبقوا الإسلام كاملاً ومن يتبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.
بمناسبة إشهار رابطة علماء اليمن في 21 من ذي القعدة 1432هـ الموافق 19 أكتوبر 2011م نحرص على أن نتوجه إليكم بهذه الكلمة التي نود من خلالها أن نشدّ على عضدكم ونؤازركم في قول الحق، أما إن كان باطلاً ما قمتم عليه فنكلكم إلى الله ونبرئ ذمتنا منكم بأن يخلّص الأمة من شركم وهو على كل شيء قدير.
لقد تحملتم أمانةً ثقيلةً هي أثقلُ عليكم من غيركم لعلمكم الذي تميزتم به؛ فقد قال تعالى: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ )(الزمر:9)، وقال تعالى زيادةً فيكم ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (فاطر:28)، وقال صلى الله عليه وسلم «العلماءُ ورثةُ الأنبياءِ». أفلا يكون الأوانُ قد حان أن تظهروا بالحق ولا تخافوا في الله لومة لائم، ولو كان على ذهاب أنفسكم وإزهاق أرواحكم؟
أفلا يكون وقتكم قد حان لإحقاق الحق وإزهاق الباطل؟ أفلا يكون فيكم أمثال من سبقكم من علماء المسلمين ممن كان لهم الفضل والسبق في قول الحق؟ أفلا تبحثون عن رضا الله فتكونوا للحق رجالاً لا تخافون في الله لومة لائم؟
يا رابطة علماء اليمن، إن الناس يتوقون لأن يروا علماءهم يصدعون بالحق الذي أمرهم الله بإظهاره وعدم كتمانه فلا يخالفهم عليه الناس لِما يرون فيه وضوحاً كوضوح الشمس.
إن واجب علماء المسلمين هو الدعوة لاستئناف حكم الله في الأرض وتوحيد بلاد المسلمين تحت راية العقاب، راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، بإقامة دولة الخلافة وتنصيب خليفة واحد للمسلمين ومبايعته على الحكم بالإسلام، إن اليمن ما زالت لديه الفرصة ليحظى بشرف إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية والتي ستعم الكرة الأرضية بأكملها، وإننا نؤكد بأن أهل اليمن قادرون على ذلك، وقد بشرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنها قائمة، وهي على وشك الظهور قاب قوسين أو أدنى. فكونوا يا رابطة علماء اليمن كأسلافكم من الأنصار الذين أجابوا حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنصرة دين الله وإظهاره.
يا رابطة علماء اليمن، أنتم أعرف الناس بالخير؛ فكونوا أسبقَ الناس إليه صدعاً بالحق، وقودوا أفواج الناس في الشوارع والبيوت إلى تطبيق شرع الله وخلع نظام الكفر من جذروه. إن الناس اليوم بدون قيادة ترضي الله؛ فإن كنتم أنتم القادة إلى تطبيق شرع الله كانت لكم الريادةُ، ورضوانٌ من الله أكبر، وإلا تفعلوا عمّت الفوضى والفساد، وغضب وسخط من الله أكبر والعياذ بالله! وحينها لا ينفع ندمٌ ولا حسرة!
إننا في حزب التحرير لا نقول لكم هذا من وراء ستار، بل إننا نقولها على الدوام ونواجه بها الحكام ونعمل من أجل استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة التي بشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقد ثبت في مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ». فقد أصبح الكفار اليوم يرونها رأي العين ويحذّرون منها ويخشون إقامتها، ونحن نراها كذلك رأي العين ونعمل لها واصلين ليلنا بنهارنا، والله مولانا ولا مولى لهم.
إن هذه الكلمة قد وجبت لكم كما هي للمسلمين وعامتهم؛ فنحن نعلم ما يدور في بلادنا من خيانات وعمالات وارتباطات بالكافر المستعمر، تارة بالمال وتارة بالمناصب، فكما كان ذلك في الحكام فقد كان في المعارضة، بل وعلماء كثر، فقولوا يا ملح الأرض كلمة الحق ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار والعياذ بالله، قال تعالى: ( وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) (هود:113).
إن هدْمَ الكافر المستعمر للخلافة عام 1924م وغياب الكيان السياسي للمسلمين قد جعل البلاد الإسلامية تحت سيطرته يسوسها بأفكاره وعملائه الذين نصّبهم حكاماً على بلاد المسلمين ليمنع عودة الإسلام مجدداً.
إن إقامة الخلافة ليست قضية مصيرية لأنها مبعث عزّ المسلمين وسر منعتهم وقوتهم فحسب، بل لأنها أولاً وآخراً فرض وأيُّ فرض؛ فهي طوق النجاة للمسلم من الميتة الجاهلية، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» (أخرجه مسلم من طريق عبد الله بن عمر).
ولذلك فإن حزب التحرير يعمل لإقامة الخلافة منذ أكثر من نصف قرن تعرض خلاله للأذى والاعتقال والسجن والتعذيب، الذي أفضى في بعض البلاد الإسلامية إلى استشهاد أعدادٍ من شبابه، ومع ذلك فقد بقي ثابتاً على الحق لا يخشى في الله لومة لائم، مؤمناً بالله ورسوله، صادقاً مخلصاً بإذنه سبحانه حتى نجح بفضل الله في أن يجعل الخلافة رأياً عاماً عند المسلمين ومطلباً حياً لهم على الرغم من كل أضاليل الكفار وعملائهم ومكرهم ( وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ) (إبراهيم: 46).
إن حزب التحرير يدعوكم لإبراء ذمتكم من إثم السكوت على حكام الجور وعمالتهم للغرب الكافر ومحاربتهم لدين الله جهاراً نهاراً، كما ويدعوكم أن تعملوا معه جنباً إلى جنب لإعادة دين الله إلى سدة الحكم عبر إقامة الخلافة، فسارعوا للاتصال معه والعمل لنصرة دين الله، فالعمل قبل النصر أجره أعظم وأكبر من العمل بعد النصر وإن كان في كل خير.
اللهم قد بلغنا اللهم فاشهد
( هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية اليمن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 735417068 http://www.domainnomeaning.com |
E-Mail: yetahrir@gmail.com |