تناولت الصحف الرسمية والأهلية الصادرة في اليمن يوم الثلاثاء 6 أيلول / سبتمبر الجاري البيان الذي أصدره السفير البريطاني في اليمن جوناثان ويلكس يوم الاثنين 5 أيلول / سبتمبر ووجه من خلاله رسالة إلى الشباب المعتصمين في الساحات جاء فيها "رسالتي إلى المحتجين من الشباب والمجتمع المدني أن أفضل طريقة لزيادة زخمهم هي بتوحيد صفوفهم وانتخاب عدد قليل من الأشخاص لتمثيلهم للمشاركة مع القوى السياسية الأخرى والمجتمع الدولي" كما أوردتها صحيفة الأولى في عددها 208.

تريد بريطانيا من رسالتها القول بأن اليمن منطقة نفوذ تابعة لها وأن عليها أن تقول كلمتها، كما تهدف من خلال حصر التمثيل بالعدد القليل جعله لا يخرج عن وسطها السياسي العريق في اليمن لتتمكن من ترتيب الحكم البديل لعلي صالح، وإبعاد تسلل رجال أمريكا التي تعمل جاهدة لإدخالهم ومنهم رجالها القدامى الذين لم يستطيعوا البقاء طويلاً في الحكم.

وكانت بريطانيا من خلال سفيرها في اليمن وساستها في لندن قد هاجمت المجلس الانتقالي الذي أعلن عن تشكيله في 16 تموز / يوليو الماضي، كما يأتي بيان سفيرها هذا ردّاً غير مباشر على المجلس الوطني الذي تم تشكيله يوم 17 آب / أغسطس الماضي وضم 143 عضواً، مما يعني أن كلا المجلسين الانتقالي والوطني لم يكونا وُضعا على عينها.

ألا يحزّ حسرة وأساء في نفوس أهل الإيمان والحكمة عامة وخاصة شباب الساحات والسياسيين أن أمرهم صار بيد الغرب فيوجه لهم سفير بريطانيا النصح؟! أوَعجزوا أن يعرفوا من أين يأخذون الحلول لمشاكلهم السياسية؟! ألم يعلموا أم لم يقتنعوا إلى الآن أن الإسلام الذي أنزله الله جاء ليضع جميع أنظمة الحياة المختلفة "السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسة الخارجية وسياسة التعليم وغيرها" لحل جميع مشاكل بني الإنسان على الأرض إلى قيام الساعة، وأن عليهم أن يلتفتوا بجد إلى ما يطرحه الإسلام، وأن ينبذوا بضاعة الغرب ويردوها إليه؟!

إن سبب بلائنا هو خضوعنا وخنوعنا للغرب الرأسمالي وسياسته الرامية إلى رعاية مصالحه وضياع مصالحنا بوجهة نظر فاسدة هي فصل الدين عن الحياة واتباع النفعية التي هي سبب مساوئ العالم ومشاكله وعذاباته التي لا حصر لها.

إن الحل للخروج مما تعاني منه  اليمن والأمة الإسلامية لا يكون بالميل لأحد الفريقين الغربيين البريطاني أو الأمريكي بل يكون بالعمل مع العاملين في حزب التحرير لإقامة "الخلافة" كيان المسلمين السياسي التي هدمها الغرب وعودتها إلى المسرح الدولي من خلال تنصيب خليفة يبايع على الحكم بالإسلام وتوحيد البلاد الإسلامية تحت راية العقاب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمل الإسلام إلى العالم بالدعوة والجهاد.

(هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )

المكتب الاعلامي لحزب التحرير

ولاية اليمن