الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية تونس

التاريخ الهجري    22 من ربيع الثاني 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 07
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 م

 

 

بيان صحفي

 

قمة الفرنكوفونية المنعقدة في تونس قمّة الفشل والخيانة

 

ينعقد المؤتمر الثامن عشر لرؤساء الدول والحكومات التي تشترك في استخدام اللغة الفرنسية، والذي يطلق عليه اسم القمة الفرنكوفونية بجزيرة جربة يومي 19 و20 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 الجاري، بعد التعثّر المتكرر منذ أن أعلن عن إقامتها في بلادنا سنة 2020.

 

وإننا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية تونس، يهمنا أن نذكّر الرأي العام بالحقائق التالية:

 

1- لأنّ فرنسا تعلم جيّدا ما للّغة من تأثير في الشّعوب وفي صقل ثقافتها ومفاهيمها، فهي تسعى اليوم جاهدة لاسترجاع مستعمراتها بنشر ثقافتها وفرض لغتها على بعض الدّول الأخرى ومنها تونس؛ حتّى تحكم قبضتها عليها وتسيّرها وفق حضارتها، فالقمّة الفرنكوفونية ليست سوى أداة توظّفها فرنسا لتجد لها موطئ قدم بين الدّول العظمى التي تعمل على امتلاك العالم والسّيطرة عليه.

 

2- الفرنكفونيّة اليوم هي إحدى أدوات الاستعمار في صراعه مع الأمّة الإسلاميّة، وجزء من خطّته لإدامة الهيمنة؛ لأنّ الهيمنة على فكر الشعوب ومنها لغتها وما تحمله من أفكار وقيم، يجعلها تابعة تبعيّة عمياء للفكر الغربي، وهذا ما يفسّر إصرار رئيس فرنسا بل هوَسَه بفرض اللغة الفرنسيّة، فهو عند زيارته لتونس في 2018 أكّد بصريح العبارة، بل بقبيحها، "أن الفرنكوفونية ليست مشروعا قديما، بل هي مشروع مستقبلي، فتحدث اللغة الفرنسية يُعدّ فرصة حقيقية، على المستويات اللغوية والاقتصادية والثقافية". فالمشروع إذن هو مشروع سياسي وحضاري يهدف إلى مسخ الشعوب وسلخها عن ثقافتها، وإن التركيز على بلاد المسلمين الثّائرة على الغرب خاصة، له أكثر من دلالة: فهو يهدف إلى الاختراق الثقافي، وليس خافياً على أحد الحرب التي تشنّها فرنسا على الإسلام، فمناصرتها للمسيئين لرسول الله ﷺ مشهورة معروفة، وعداؤها للإسلام راسخ متكرر، وقوانينها التي سنّتها لمحاربة كلّ مظهر من مظاهر الإسلام في فرنسا علمها كلّ العالم.

 

3- كان بورقيبة من أذيال الفرنكوفونية في بلادنا وأبرز من مثّل هذه النخبة المسلوبة الإرادة فاقدة البصر والبصيرة، فليس خفيا ما قدمه من خدمات للفرنكفونية ليس في تونس فحسب بل في كل المغرب العربي، فكان اقتراحه عام 1965 بإنشاء "كومنولث فرنسي يضم كل الشعوب التي تتكلم الفرنسية". وكان يفتخر أنه الأب الروحي للفرنكفونية في المغرب العربي. يقول في أحد حواراته: "إن مستقبلنا مرتبط بمستقبل الغرب عموماً ومتضامن مع مستقبل فرنسا خاصة… ونحن نتجه اليوم من جديد إلى فرنسا. إنني أنا الذي تزعمت الحركة المنادية بالفرنكفونية؛ فالرابطة اللغوية التي تجمع بين مختلف الأقطار الأفريقية أمتن من روابط المناخ أو الجغرافيا".

 

4- الرئيس قيس سعيّد يسير اليوم على خطا بورقيبة، بل ربّما نافسه، ففرنسا عنده ليست مستعمِرة ولا مجرمة إنّما هي جاءت إلى تونس لحمايتها (هكذا!)، وهو لا ينفكّ ينافح عن القمّة الفرنكفونيّة ويتوعّد من يُحاول إفشالها، فقد وجّه اتهامات لأطراف لم يسمّها بأنها تسعى إلى تعطيل جهود بلاده لاحتضان هذه القمة.

 

أيها الأهل في تونس:

 

إننا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية تونس نؤكد أن فشل الاستعمار في بلادنا كان ذريعاً، فرغم إمكانيّاته المادّية الكبيرة ورغم جيش العملاء والمضبوعين بالثقافة الغربيّة من أمثال بورقيبة، رغم ذلك لم يستطع تحويل وجهة التّونسيين عن الإسلام، ولم يستطيعوا اقتلاعه من النّفوس والقلوب، وكانت خيبتهم كبيرة، فكلّ ما عملوه لتدجين النّاس ذهب هباء، وكانت الثّورة على هذا الإرث الاستعماري البغيض وخرج النّاس يطالبون بإسقاط النّظام، هذا النّظام الذي أسّسه الأوروبّيون وقام على تنفيذه بورقيبة وبن علي. ثمّ جاء حكّام جدد ركبوا موجة الثورة، وقد عملوا جميعا على إيهام النّاس بالتّغيير والمحافظة على "مكاسب الثورة"، لكنّ دخائلهم سرعان ما انكشفت وانكشف أنّهم مجرّد بدائل اصطنعها الغرب ودفع بها إلى الصّفوف الأولى ليضمن استمرار هيمنته. ولذلك رفضهم أهلنا في تونس وأبوا الانقياد لهم. وما زالت الثورة مستمرّة ولن تتوقّف حتّى تخلع النفوذ الغربي وتخلع معه العملاء وخدّام الاستعمار، ومن ثمّ تقوم دولة حقيقيّة تمثّل المسلمين وترعاهم بأحكام الله سبحانه.

 

يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية تونس

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية تونس
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 71345949
http://www.ht-tunisia.info/ar/
فاكس: 71345950

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع