المكتب الإعــلامي
ولاية السودان
التاريخ الهجري | 14 من جمادى الثانية 1435هـ | رقم الإصدار: 12/2014 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 14 نيسان/ابريل 2014 م |
بيان صحفي سلسلة رسائل إعلامية للمسلمات -4- "رسالة من الأخت عمرانه محمد عضو المكتب الإعلامي المركزي لدعم حملة الأخوات في السودان" رسالة إلى مسلمات أفريقيا من أخواتهن في الغرب (مترجم)
تحية دافئة حميمة لكل أخواتنا العزيزات في أفريقيا، فالسلام عليكن ورحمة الله وبركاته،
إن أي شخص يعيش في الغرب نشأ على فكرة تصور أفريقيا كمكان يسوده الفقر وتملؤه حروب قبليَّة لا نهاية لها، وبأن هذه القارة واحدة من أكثر الأماكن خطورة على وجه الأرض على النساء. وفي مناطق عديدة فيها يُلقى باللوم على الإسلام والأثر الديني الذي يُخَلِّفه كعامل يُبقي أفريقيا في إطار "دول العالم الثالث" "المُتَخَلِّفة". إلا أن الحقيقة أخواتي هي أن هذا كُله ما هو إلا آثار ضارة خَلفها الاستعمار الغربي الذي من طبيعة أجندته وجدول أعماله استغلال وقمع السكان الأصليين، فالاستعمار هو بحق من يقع عليه اللوم.
إن الأجندات الديمقراطية الزائفة الخادعة التي استخدمت في المنطقة هي ما سبب المعاناة الأكبر لنساء وأطفال أفريقيا. وقد كانت طريقة الإعلام والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية في مساعدة المرأة عن طريق إخفاء جرائم كل قادة وزعماء القارة الذين أساؤوا استخدام سلطاتهم وصلاحياتهم وذللوها خدمة للمصالح الاقتصادية الغربية. وتشير الإحصائيات إلى إن ثلثي أميّي العالم من النساء، وغالبية هؤلاء ممن يعشن في غرب أفريقيا، كما أن الغالبية العظمى من ملايين اللاجئين الفارين من الجوع والعنف والحرب في هذه القارة هم من النساء والأطفال. وفي وقتنا هذا تقضي نساء جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية ما يزيد مجموعه عن 40 بليون ساعة سنويا أثناء جلبهنّ للماء الضرورة الأساسية للحياة.
وفي التقرير الأخير لريو +20 يذكر أن عدم المساواة بين الجنسين هو أحد أبرز أسباب الجوع والفقر بين النساء، ولكن المخططات الاستعمارية التي ينتهجها صندوق النقد الدولي ومعه البنك الدولي والأمم المتحدة الذين يسعون جميعا كما يدّعون، إلى معالجة مشكلة عدم المساواة بين الجنسين من خلال تمويل برامج تحديد النسل والتعليم وغيرها من المشاريع والمبادرات الثقافية الليبرالية، ما هي في الحقيقة إلا مؤامرات تسعى لتقويض قيم المرأة المسلمة ما سيسهل على الحكومات الأجنبية استغلالها في أسواق العمل الجديدة التي هي في الواقع تستعبد النساء وتدمر وحدة وتماسك الأسر؛ بهدف رفع مستوى التجارة والأرباح لهذه الشركات الجشعة. وإن سجلات التاريخ القديمة تتحدث عن أنه في ظل الحكم الاستعماري، طُلب من النساء وبشكل قانوني في بعض الأحيان، توفير العمالة المأجورة لصالح اقتصاد المزارع الأوروبية. وقد أجرت أخواتكن في الغرب أبحاثا عن أمثلة لكفاحكن ضد الاستعمار بنوعيه المباشر وغير المباشر عبر قادة دمىً، وهذا الاستعمار هو السبب الحقيقي لمعاناة أخواتنا في جميع أنحاء المنطقة.
إننا نعلم أخواتنا أن الاستعمار أدى إلى غياب فكرة تملك المرأة للأراضي، وهي مسألة يعتبرها الإسلام حقا للمرأة. ففي حين جلب الاستعمار بمجيئه فكرة الملكية الخاصة للأرض إلا أن كينيا، وبحسب ما تسمى خطة "سوينرتون" لعام 1954، تم استبعاد المرأة تماما من إمكانية التملك ملكية خاصة. وقد دفعت السياسات الاقتصادية الاستعمارية الظالمة الرجال للهجرة إلى المدن لملء الفجوة في العمالة تاركين وراءهم النساء اللاتي تقطعت بهن السبل في المناطق الريفية عُرضة للهجمات ولأعباء عمل تتزايد باضطراد ودون نهاية.
وقد أمر تعميم "نورثي" في كينيا لعام (1919) موظفي القطاعات والرؤساء الأفارقة بشراء النساء والعمال صغار السن للقيام بأعمال تتعلق بالقطاع الخاص والعام. وقد تم إدخال فكرة الضرائب، على عكس النظام الاقتصادي الإسلامي من قبل السلطات الاستعمارية في نيجيريا، حيث استخدمت السلطات الاستعمارية البريطانية الرجال الأفارقة في فرض الضرائب على المرأة. وقد تخضع المرأة لقانون دفع الضرائب هذا من عمر 15 سنة! إن استحداث ما يُسمى باقتصاد المحصول الريعي النقدي كما لـ (الكاكاو والبن والقطن وغيرها) قد ضاعف الحمل على النساء في المجال الزراعي، فعليهن أيضا يقع دور في تنمية وجني المحاصيل.
وقد يجادل البعض بأن الحقبة الاستعمارية تلك قد ساهمت في التقدم التكنولوجي الذي أدى إلى ارتفاع مستوى المعيشة في هذه المنطقة المتأخرة حضاريا. لكن نقض هذه الفكرة وإبطالها سهل بالرجوع إلى التاريخ؛ ففي حين تم إدخال المحراث ميدان العمل فإن النساء تُرِكْنَ للعمل المضني المكثف في بذر البذور وإزالة الأعشاب الضارة. وحاليا فإن 91% من أطفال العالم المصابين بفيروس نقص المناعة "الإيدز" هم من أفريقيا، بسبب ثقافة الاستعمار، ونشره للفساد، وفي الوقت نفسه تقف الشركات الغربية حاجزا أمام استخدام تكنولوجيات تساعد المرضى، عبر جعل قوانين براءة الاختراع ورفع تكاليف الدواء أولوية، ولو على حساب حياة البشر، في حين كانت ستقدَّم مجانا لو أننا نعيش تحت ظل الخلافة الإسلامية. وما ذكرناه سابقا ما هو إلا غيض من فيض أثر الاستعمار المدمر على المرأة في أفريقيا.
وفي مقابل ذلك كله كانت حياة النساء في ظل النظام السياسي الإسلامي مختلفة إلى حد كبير جدا. فالسياسات الاقتصادية التي انتهجتها دولة الخلافة والتي عززت تداول الثروة ووقفت حاجزا منيعا أمام خصخصة الموارد العامة جعلت من أفريقيا سلة غذاء العالم.
أما على صعيد النظام الاجتماعي، فإن المرأة عِرض يجب أن يصان ويُحمى من الاستغلال والسّخرة. فقد سمحت الخلافة للمرأة بأن تكون لها مشاركة فاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية دون خوف من عنف عشوائي فوضوي، بل وأمنت لها فرصة تثقيف نفسها والارتقاء في كل المجالات التي لا تتعارض مع كونها امرأة. وقد تحققت هذه الإنجازات العظيمة للمرأة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام في ظل الإسلام لكونه فتح أفريقيا، لا لاستعمارها واستنزاف مواردها، بل لتحرير الناس من الظلم والقهر، وتخليصها من أنظمة ديكتاتورية كاذبة مخادعة سادت في الماضي ولا تزال موجودة حتى يومنا هذا. والنتيجة كانت أن كل منطقة حكمها الإسلام نهضت سياسيا واجتماعيا. وفي عام 1511 وصف الإدريسي بلاد التيكور في ظل الإسلام والمعروفة لدى المؤرخين العرب باسم بلاد السودان وصفها بأنها "آمنة هانئة مسالمة هادئة". كما كتب المؤرخون العرب المسلمون عن أمجاد هذه البلاد ومن أبرزهم البكري والمسعودي وابن بطوطة وابن خلدون، وهذا علي غازي (1476-1503) حاكم بورنو الواقعة في نيجيريا يُنشئُ مدينة جديدة كعاصمة ألا وهي "ناغازاراجامو" والتي ازدهرت وتقدمت اقتصاديا واجتماعيا في ظل الحكم الإسلامي. وقد كان هذا الحاكم معتادا على زيارة الإمام عمر ماسرامبا لتعلم المزيد عن الإسلام وشريعته. ويرجع إليه الفضل في إقناع الأشراف والرؤساء عنده بعدم الزواج بأكثر من أربع نساء؛ ما حرر النساء من الاستغلال الاجتماعي في ذلك الوقت. وإلى دول تقع غرب السودان كانت المدن الكبرى هناك أسَّا في التعليم عبر الجامعات الإسلامية، ومنها أول جامعة إسلامية، جامعة "سانكور" في تمبكتو التي كانت مركزا للتعلم في ذاك الوقت مُخَرِّجة نساء مثقفات متعلمات أصبحن فيما بعد عالمات مسلمات نافعات لمجتمعهن.
يا نساءنا المسلمات في أفريقيا، إن المرأة المسلمة في الغرب عاشت فعليا حقيقة فشل القيم الليبرالية في تغيير واقع المرأة والارتقاء بها، وها هن حتى الآن يناضلن لنيل حقوقهن الأساسية كالمساواة في الأجور والمساواة في التمثيل في المجتمع. فكيف للمرأة المسلمة والحال هذه البحث عن إحراز تقدم في إطار هذه القيم والشعارات الليبرالية والنسوية الكاذبة؟ إننا ندعوكن ونهيب بكن للعمل الجاد لإقامة النظام الوحيد الذي سيجلب التقدم الحقيقي للمرأة كما كان حالها عندما كان حكم الإسلام موجودا - نظام من الخالق العظيم، الله تعالى الذي يعلم ما لا نعلمه والذي رفع مكانتكن ووضعكن موضعا شريفا مكرما لم تحققه لكُنَّ الوكالات الدولية الكاذبة التي تهدف في حقيقة الأمر إلى تدمير هويتكن الإسلامية وولائكن للإسلام ليتمكنوا من استغلالكن واستعمالكن فتصبحن بذلك كالسلعة تباع وتشترى ثم تُلقى بعد انتهاء نفعها في صناديق قمامة المجتمع. إننا معكن نؤازركن في أهدافكن السامية لنيل ثواب الدنيا والآخرة، فنحن إماء الله تعالى عابدات طائعات له وحده لا شريك له.
وإننا معكن بإذن الله عاملات لإقامة الخلافة الإسلامية التي ستحقق مستقبلا آمنا كريما شريفا عفيفا لبناتكن، إننا بإذن الله معكن لتحقيق وتطبيق هذه الآية الكريمة من كتاب الله تعالى:
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
إنها الخلافة وحدها ما سيحقق المعنى الحقيقي للسعادة لنساء أفريقيا...
الناطقة الرسمية لحزب التحرير في ولاية السودان - القسم النسائي
لقراءة الرسالة الأولى اضغط هنــا |
لقراءة الرسالة الثانية اضغط هنــا |
لقراءة الرسالة الثالثة اضغط هنــا |
لقراءة الرسالة الخامسة اضغط هنـا |
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية السودان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر تلفون: 0912240143- 0912377707 www.domainnomeaning.com |
E-Mail: spokman_sd@dbzmail.com |