المكتب الإعــلامي
روسيا
التاريخ الهجري | 23 من رجب 1435هـ | رقم الإصدار: 08/1435u0647u0640 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 22 أيار/مايو 2014 م |
بيان صحفي لماذا يلجأ "المشرعون" الرّوس للتطرف؟ (مترجم)
دخلت بعض التعديلات على القانون الاتحادي رقم 130 حيز التنفيذ في 5 أيار/مايو الجاري، واستحدثت هذه التعديلات عقوبات جديدة. فقد تم على وجه الخصوص، تشديد المواد 205.3 و205.4 و205.5 من القانون الجنائي الاتحادي الروسي. تُرى ضد من توجه هذه المواد؟ ولماذا يلجأ "المشرعون" الروس لمثل هذا التطرف؟.
إن المدقق في هذه المواد يجد أنها موجهة في المقام الأول ضد أعضاء حزب التحرير - الحزب الإسلامي، الذي يدعو إلى الإسلام وتقتصر أعماله على الصراع الفكري والكفاح السياسي. وبالتالي، وبعد تشديد القانون فورًا، فقد تم الحكم في تشرين الثاني/نوفمبر 2013م في تشيليابينسك على خمسة مسلمين بتهمة الانتماء لحزب التحرير. وإذا كان في السابق وفق مخططهم القديم يتم الاضطهاد تحت غطاء المادة 282.2 (التطرف)، فإنهم الآن قد أضافوا مادة مكافحة الإرهاب في القانون الجنائي، مما يعني بدء مرحلة جديدة من الاضطهاد. وبعد ذلك فقد لفقت قضية في ستافروبولي ضد عبد الرحيم توشماتوف، حيث اتهمته المحكمة بالتخطيط لعمل إرهابي وحكمت عليه بالسجن لمدة 17 عامًا. وعلى الرغم من أن هذا لم يكن سوى بداية لاستخدام آلة القمع الروسية لمخطط جديد، فقد أقروا، على ما يبدو، بسرعة جميع التعديلات السابقة - لزيادة مدة عقوبة السجن لتصل إلى السجن مدى الحياة. وإذا كان في السابق ومن خلال تلفيق القضايا الجنائية، بعد أن يتم زرع أسلحة ومخدرات واتهامات في جميع الجرائم الممكنة، كانت عقوبة عضو الحزب تصل إلى السجن عشرين عامًا، فإن أعضاءه اليوم يمكن أن يعاقبوا بالسجن مدى الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن السلطات تريد أن تخفي جرائمها! فقد تبين أنهم بدأوا قضية جنائية في 26 تشرين الثاني/نوفمبر ضد ستة من شباب الحزب من سكان بشكيريا في بلدة دايرتولي، بحسب المادة 205.5 من القانون الجنائي الاتحادي الروسي. وكانت هذه القضية هي الأولى التي يتم تقديمها بموجب هذه المادة الجنائية، والأجهزة الخاصة ليست في عجلة لتغطية هذه الحقيقة عن وسائل الإعلام لدراسة رد فعل المجتمع. وتريد السلطات أيضًا اختبار قابلية تنفيذ هذه المادة لمواصلة محاكمة حملة الدعوة الإسلامية، وذلك من أجل تخويف المسلمين، كما فعلت قريش من قَبْل مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. واليوم لا توجد قوانين غير إنسانية ضد حملة الدعوة أكثر من هذه القوانين. وعلاوة على ذلك، فمنذ الأول من كانون الثاني/يناير 2015 سيتم النظر في القضايا التي تشملها المادة 205 فقط من خلال المحكمة العسكرية لمنطقة موسكو والمحكمة العسكرية لمنطقة شمال القوقاز، وهذا سيؤدي إلى عدم إطلاع عامة الناس، كما تدل عليه التجربة، على غياب القانون الذي تمارسه السلطات من انتهاكٍ لحقوق المتهمين.
إن سبب هذه الهجمة الشرسة من قبل السلطات الروسية على حزب التحرير، هو عدم قدرتها على الصمود أمام الحزب في حلبة صراع الأفكار؛ لذلك قامت في عام 2003 بخطوة غير مسبوقة جعلتها الدولة الوحيدة في العالم التي تتعامل مع حزب سياسي على أنه إرهابي.
إن روسيا هي الغارقة حتى أذنيها بممارسة الإرهاب داخل البلاد وخارجها، ودليل ذلك المحاكمات الدائمة لاضطهاد وقتل المسلمين في شمال القوقاز ومناطق أخرى، والمجازر التي ارتكبتها في الشيشان ضد الرجال والنساء والأطفال والشيوخ. ودعمها السياسي المطلق لجزار الشام، وتزويده بجميع أنواع الأسلحة التي بواسطتها سقط مئات الآلاف من المسلمين في سوريا بين قتيل وجريح، ناهيكم عن الملايين الذين باتوا بلا مأوى أو هجروا بيوتهم ومدنهم بسبب هذا السلاح المجرم. يقول سبحانه وتعالى: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [آل عمران: 118]
إن الله سبحانه وتعالى يقول إن الكفار يكرهون المؤمنين وهذا هو السبب الأول في حربهم على الإسلام التي تتجلى بوضوح في حظر الفقه الإسلامي، والحجاب، وتدمير المساجد ناهيك عن اعتقال وقتل المسلمين. أما السبب الثاني فهو الخوف من قيام الخلافة الإسلامية التي يعمل لها حزب التحرير في الأمة الإسلامية ومعها من أجل العيش بحسب أحكام الخالق وقد تعهد الحزب أن يسير في هذا الأمر حتى النهاية على الرغم من كل المحاكمات التي لا تزيده إلا قوة. لذلك أيضا فإن المجتمع الدولي كله يبذل قصارى جهده لتدمير حتى أدنى علامات قدومها، ولكن على الرغم من كل هذا، فمشروع الخلافة أصبح أقرب من أي وقت مضى.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة: 32].
وفي عشية مؤتمر "جنيف 2"، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: "من المهم جدًا أن يرافق العملية السياسية قوات سلمية تفكر في وطنها، ولكن لا تفكر بتأسيس الخلافة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لتوحيدهم، وهذه القوات تساعد من خلال عدة طرق مختلفة لمكافحة التهديد الإرهابي، ذلك هو التحدي بالنسبة للمنطقة وللعالم بأسره". وكذلك قال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في كلمته: "... تهديد الإسلام المتطرف لا يخبو أبدًا. فهو ينمو وينتشر في جميع أنحاء العالم. إنه يزعزع استقرار المجتمعات والدول بأكملها. وفي مواجهة هذا التهديد، لا بد أن نعترف بدهشة بوجوده ونقر بعدم قدرتنا على مواجهته بفعالية". أي أن على الكافرين أنفسهم أن يفهموا أن قيام الدولة هو مجرد مسألة وقت. ولدى روسيا كل الحق في أن تخاف، بسبب جرائمها، ولكن حتى يومنا هذا فهي مستمرة في محاولاتها للتخلص من حملة الدعوة. ولكن الله سبحانه وتعالى قد حدد مسبقًا نتيجة الصراع بين الإيمان والكفر، يقول تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون﴾ [النور: 55]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلّ ِذَلِيلٍ،عِزًّا يُعِزّ ُاللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلّ ُاللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ» (رواه أحمد).
المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير في روسيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير روسيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-russia.info |
E-Mail: mail@hizb-russia.info |