المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 10 من ذي الحجة 1445هـ | رقم الإصدار: 1445هـ / 042 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 16 حزيران/يونيو 2024 م |
بيان صحفي
مجزرة النّصيرات تفضح ملّة الكفر
وتكشف رعاية الولايات المتّحدة للكيان المجرم ودعمها له
في الثّامن من شهر حزيران/يونيو 2024 قام كيان يهود بمجزرة مريعة في مخيّم النّصيرات في قطاع غزّة، ارتكبها بمساعدة أمريكيّة بحجّة "إنقاذ 4 محتجزين" لدى حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) وتحريرهم من بين أيديها.
تسلّلت قوّات الكيان متنكّرة بزيّ عمّال الإغاثة الإنسانيّة إلى المخيّم عبر شاحنة انطلقت من الميناء الأمريكي - الذي يُزعم أنّه قد تمّ إنشاؤه لتقديم المساعدات الإنسانيّة - وقامت بشنّ هجمات جوّيّة وبرّيّة وبحريّة بشكل مكثّف وعنيف لمدّة ساعتين تقريبا على منطقة السّوق المركزيّ الذي يعجّ بالآلاف من السّكان يومياً في مخيّم النّصيرات والمناطق المحيطة، وطالت لاحقاً أغلب مناطق وسط قطاع غزّة. وقد أدّت هذه العمليّة - حسب بيان أصدره المرصد الأورومتوسّطي - إلى استشهاد أكثر من مائتي فلسطينيّ وأصيب مئات آخرون بجروح، غالبيّتهم من النّساء والأطفال في إحصائيّة أوّليّة قابلة للزّيادة مع استمرار عمليّات الانتشال، وأكّد المرصد الأورومتوسّطي أنّ التّظاهر باستخدام وسائل النّقل المخصّصة للمساعدات الإنسانيّة، وارتداء لباس العاملين في مجال الإغاثة الإنسانيّة كغطاء، يشكّل جريمة غدر.
وهكذا فقد كشفت هذه العمليّة أنّ هذا الميناء لم يكن سوى مصدر عسكري استراتيجي مصمّم لدعم العدوان الصهيوني. فرغم ما يعانيه أهلنا في غزّة من جوع ووضع إنسانيّ متردّ فإنّ هذا الميناء ورغم حاجة المنطقة إلى 700 شاحنة مساعدات فإنّه قد سهّل دخول أقلّ من 150 شاحنة فقط، لتتجلّى مشاركة أمريكا في هذه العمليّة الإجراميّة وينكشف مرّة أخرى دعمها ورعايتها لهذا الكيان الغاشم ومساعدتها له في إجرامه، وأنّ هذا الميناء لم يُنشأ إلّا لتحقيق دوافع عسكريّة.
إن ما تقوم به أمريكا وكيان يهود يتناقض تماما مع أهمّ قواعد القانون الدّولي وحقوق الإنسان الذي يستثني المدنييّن والمدارس والمستشفيات. إذ لا يمكن بأيّ شكل من الأشكال تبرير هذه الجرائم التي تستهدف الأبرياء من الأطفال والنّساء. ولكنّ هذين السفاحين يعملان على ترويج تفسير آخر مختلف عن مفاهيم حقوق الإنسان ليجدا مخارج وتعلّات للانتهاكات المستمرّة التي يقومان بها.
أليست أمريكا هي المسؤولة عن المجازر المريعة في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن؟ أليست هي من رفعت شعار محاربة الإرهاب لتقتل الآلاف من أطفال المسلمين ونسائهم ثمّ بعد ذلك لا تُسأل عمّا سفكت من دماء الأبرياء؟ أليست المحاكم الدّوليّة تحت إشرافها وتمويلها تسنّ لها من القوانين ما يكون خادما لمصالحها مفصّلا على حسب جرائمها لتفلت من العقاب والمساءلة؟ ولقد قام الكونجرس الأمريكيّ من قبل بسنّ قوانين لحماية القادة العسكرييّن والسّياسييّن من كيان يهود من إجراءات المحكمة الجنائيّة الدّوليّة. أدلى المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأمريكيّة ماثيو ميلر بتصريح يبرّر فيه جرائم الاحتلال ضدّ المدنيّين في قطاع غزّة. وأثناء تعليقه على المذبحة التي وقعت في مدرسة تؤوي النّازحين في النّصيرات في غزة، أشار ميلر إلى أنّ "مقاتلي حماس استخدموا الموقع، ما يشير إلى أنّ وجود المسلّحين يجعل المدنيّين بالدّاخل أهدافاً مشروعة".
لا تتوانى الولايات المتّحدة التي تشرف في الوقت ذاته على مباحثات "الهدنة"، عن تبرير هذه العمليّة الإجراميّة ما يزيدنا يقينا أنّ دماء أهل غزّة وأطفالهم ونسائهم لا اعتبار لها عندها وخارجة عن نطاق حساباتها واعتباراتها، ومكرها وخططها.
فلماذا لم تحرّك هذه المجزرة المروّعة وغيرها من المجازر النّخوة في الأمّة وتجدّد فيها الدّماء لتدافع عن كلّ عضو يشكو من جسدها ويهفو للعدل والرّحمة فيرسو السّلام بين الأنام بتحكيم شرع الله ونشر الإسلام؟
إلى متى هذا الصّمت ودماء الأبرياء تسفكها أيادي المجرمين ويستبيحها الأعداء؟ أين علماء الأمّة؟ أين هم ورثة الأنبياء؟
لماذا التّخاذل أمام تعاون الكفّار وولاية بعضهم بعضاً؟ أين المؤمنون الذين هم أولياء بعض؟ لماذا يتقاعسون عن مدّ يد العون لإخوتهم؟ أين نصرهم للمستضعفين الذين يستنصرونهم في دينهم؟ أين صلاح الدّين الذي سيحرّر الأقصى من نجس يهود؟ وأين الفاتح وبيبرس؟ من يوقف هذا الكيان المجرم وحليفته التي تضع القوانين وتسيّر العالم كما يحلو لها؟ من سيضرب بيد من حديد غير دولة الإسلام التي ستقف بالمرصاد لكلّ من تسوّل له نفسه التّطاول على شبر من أراضيها أو فرد من رعاياها؟
إنّنا في القسم النّسائيّ في المكتب الإعلامي المركزيّ لحزب التّحرير نندّد بهذه المجازر ونستنكرها، وندعو جيوش المسلمين لهبّة قويّة تذهل الأعداء وتشفي صدور أهالينا في غزّة شبابا كانوا أو أطفالا أو نساء. نناديهم لنصرتهم ونصرة دعوة الحقّ التي تنادي بإقامة دولة الإسلام التي بها تقام الأحكام ويُنصَف المسلمون بل كلّ الأنام.
فليسارع المخلصون من أبناء الأمّة لينالوا هذا الشّرف العظيم ليرضوا ربّهم فيرضيهم بالمقام الكريم وجنّات النّعيم.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.domainnomeaning.com/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@domainnomeaning.com |