المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 15 من شـعبان 1444هـ | رقم الإصدار: 1444هـ / 029 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 07 آذار/مارس 2023 م |
بيان صحفي
الهجرة غير الشرعية أم الدوافع العنصرية؟
في حادث مأساوي يُضاف للمآسي الكثيرة التي تشهدها الأمة، غرق قارب يحمل مهاجرين انطلقوا من تركيا إلى إيطاليا أملاً في حياة آمنة كريمة، لكن الموت كان أسبق إليهم فغرق أكثر من 65 شخصاً منهم قرابة 12 بين أطفال ورضع من أصل 200 شخص. ردود الفعل على الحادث تظهر عظم المأساة التي حلّت بالأمة قبل 102 عام، في مثل هذه الأيام. فمنذ هدم دولتنا، الخلافة الإسلامية، بتنا كالأيتام على موائد اللئام، أرواحنا ودماؤنا وأعراضنا بلا قيمة، أراضينا مستباحة لعدونا يهاجمنا في عقر دارنا ولا إمام جُنّة نقاتل من ورائه ونتقي به، تضيق بنا بلادنا فلا أمن ولا رعاية ولا كرامة ولا حتى أدنى مستوى من العيش الكريم، يفر المسلم بنفسه وأهله آملاً أن يجد بلداً يعيش فيه بكرامة، لكن بلا جدوى، فأنت مسلم من العالم الثالث، إذاً فأنت محكوم عليك أن تُنبذ حياً وميتاً، لا يتحرك لرعايتك أحد في حياتك كما لا يُهرع لنجدتك في الحوادث أحد، ولا يأسف لموتك آسف!
العالم الذي يغرقنا بشعارات الحرية وحقوق الإنسان ويجبر حكام المسلمين على توقيع اتفاقيات عالمية ومواثيق لحقوق الطفل والمرأة ويرهنها مقابل ذلك بالديون للبنك الدولي عبر القروض الربوية، هذا العالم المنافق حين غرق هذا القارب الذي يحمل مستضعفين يطلبون العدل والحرية؛ تسابق حيتانه لتبرير تقاعسهم، وتنافسوا في إلقاء التهم على صغار السمك في بحر الإجرام كي يخرجوا هم أبرياء من دم العائلات التي ماتت غرقا.
فقد أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، التي انتُخبت العام الماضي على وعد بوقف تدفق المهاجرين إلى إيطاليا، أعربت عن "أسفها العميق" للحادث، وألقت باللائمة في الوفيات على المهربين. وقالت في بيان: "من غير الإنساني مقايضة حياة الرجال والنساء والأطفال بثمن التذكرة التي دفعوها في مقابل وعود كاذبة برحلة آمنة". أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فقد دعا الدول إلى عمل المزيد من أجل مساعدة اللاجئين والمهاجرين، وقال "طالما ظلت العصابات الإجرامية تسيطر على مسارات الهجرة، ستستمر حوادث غرق المهاجرين".
فهل كان النظام الدولي سيكتفي بالتصريحات لو كان المهاجرون أوكرانيين؟! هل كانوا سيكتفون بالمراقبة وإلقاء التهم عبر البيانات الصحفية لتجميل صورتهم وتغطية الدماء التي تلطخ أياديهم؟!
إن المسلمين اليوم هم بأمس الحاجة لنظام الخلافة الذي يحمي بلادنا ويحفظ لنا خيراتها ويضمن لنا العيش الكريم، فيقينا عناء الهجرة وضنك المكابدة في الدنيا.
فالخليفة مسؤول عن رعيته يخاف أن يحاسبه الله فيهم، فيكون راعياً لهم يخاف أن يشق عليهم فيشق الله عليه. والبشرية كلها بحاجة للخلافة التي تقوم على تكريم الإنسان وحفظ أمنه بشكل حقيقي بدل أن تنهب خيرات الشعوب وتمتص دماءهم ثم تغرقهم بالشعارات الكاذبة. فهي دولة مبدئية تحمل الخير للعالم ورسالتها هي حمل الإسلام للناس أجمعين ليعبدوا الله كما يريد، لا تعمل وفق مصلحة ولا تنطلق من منطلق عنصري تجاه الناس، هديها قول رب العالمين: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾، فحتى أهل القتال من المشركين أمرنا ربنا أن نجيرهم إن استجاروا بنا، وأن نبلغهم مأمنهم.
فاللهم ارحم أمة محمد بخلافة على نهجه وهديه، إنه لا مولى ولا ناصر ولا مجير سواك، قد عزت السبل فتولّنا.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.domainnomeaning.com/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@domainnomeaning.com |