المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 3 من صـفر الخير 1446هـ | رقم الإصدار: 1446هـ / 010 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 08 آب/أغسطس 2024 م |
بيان صحفي
أيها الحكام ليس فيكم رجل ولا منكم رشيد!
لا يزال الكيان الغاشم المحتل للأرض المقدسة فلسطين يعتدي بكل وحشية على أبناء المسلمين في كل مكان، لا يثنيه عن إجرامه حدود أرضية ولا أجواء سماوية، يستبيح دماء الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء ولم يسلم من إجرامه الشجر ولا الحجر...
ليس آخر جرائمه هو اغتيال الأخ إسماعيل هنية ومرافقه في قلب العاصمة الإيرانية طهران، وقبل ذلك بساعات كانت جريمة اغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، ومن قبلها قصف السفارة الإيرانية في قلب دمشق، وما أسفر عن مقتل العديد من القادة العسكريين الإيرانيين، ولا يزال يهدد ويتوعد بالمزيد من عمليات القتل والاغتيال في كل مكان، ويفاخر بالقدرة على الوصول إلى عواصم هذه الدول التي تعتبر نفسها ذات سيادة وأنها محروسة وآمنة! وقد صرح وزراء الكيان وقادة جيشه بتحد سافر بأنهم سيصلون لكل من تحدثه نفسه بالتحرك ضد الكيان، وأنهم على قدرة للضرب في أعماق عواصم بلاد المسلمين دون خوف أو وجل، ولم نر من حكام هذه العواصم ردا ولا صدا، ولا أي إجراء يردع هذا العدو الغاشم!
وزير خارجية الكيان يحذر أردوغان عندما صرح بأنه قادر على التدخل في غزة كما تدخل في ليبيا ويذكره بمصير صدام في العراق، مع علم الكيان ووزرائه أن تصريحات أردوغان فارغة وهي للتسويق والتغطية على فشله وتآمره.
رئيس وزراء الكيان نتنياهو يهدد بكل عنجهية - رغم أنه يعلم أنه مهزوم ومأزوم - يهدد أي جهة من الممكن أن تراودها نفسها بتوجيه لائمة على يهود ناهيك عن توجيه مدافع أو صواريخ. والكل يصمت ويطبق على ذل وهوان غير مسبوق في التاريخ! ولا يجرؤ أحد من الحكام على الرد على الأرعن بما يردعه. وأمثلهم طريقة من يشتكي إلى الأمم المتحدة، أو يطالب المجتمع الدولي بالضغط على الكيان للتخفيف أو التوقف عن الاعتداءات المتلاحقة، وذلك ليس رأفة بالمسلمين أو رحمة بالضعفاء من أهل فلسطين، وإنما خشية أن تقوم حرب شاملة، ويصبح كرسيه مهددا ونظامه مهزوزا وتجرفه ثورة الشعوب الناقمة التي تغلي وتتشوق ليوم تكنس فيه هذه العروش البائدة والتخلص من هذه الحكومات البائسة، واقتلاع هؤلاء الحكام من جذورهم.
لم نسمع من هؤلاء الحكام غير التنديد والاستنكار، ورفع الأمر لهيئة الأمم المتحدة، والطلب من مجلس الأمن إدانة الاعتداءات أو إصدار قرار لا يساوي قيمة الحبر التي كتب به، هذا في حال أن أمريكا لم تستخدم حق النقض وعملت على تمرير القرار لأنه ربما يخدم مصلحة لها. وهم يعلمون أن هذه القرارات كلها لا تحقق حبة خردل من رد اعتبار أو تحرير ذرة تراب.
إن هذا الكيان الغاشم يتمادى في اعتداءاته وجرائمه لأنه لا يجد رادعا ولا يخشى عقوبة، ويتخبط في كل الاتجاهات بعد أن تلقى الضربات القاسية من ثلة من المجاهدين محاصرين منذ عقود، فراح يهيّج الرأي العام ويستصرخ العالم لإنقاذه، ويحتمي بالراعي الأكبر للشر والغطرسة، أمريكا، التي يلوح بها وزير خارجية الكيان أمام تركيا مذكرا بمصير صدام في العراق.
ألم يدرك الحكام أن الشعوب المسلمة متشوقة للنصر ومستعدة للتضحية؟ نحن نعلم أنهم يحرصون على إضعاف هذه الجذوة لأنهم يخشون أن تتوحد الأمة فتكنس عروشهم وتجرفها في طوفان التحرر، وما برح حكام الضرار يضغطون على هذه الشعوب، وعلى مصادر القوة فيها، ويفتون في عضدها إرضاء ليهود، وحماية للكيان ومصالح الغرب التي يؤمّنها من خلال عروش هؤلاء الطغاة من الحكام المتقاعسين. ولو أن في هؤلاء الحكام رجلاً به نفحة من شرف لانتفض في وجه طغاة العالم، ورأى الأمة كلها وراءه بكل قواها العسكرية والبشرية والاقتصادية. ولو أن بين هؤلاء الحكام بقية من رشد لما تأخر عن النصرة، ولوجد الأمة تلتف حوله وتقاتل من ورائه لا تخشى الموت ولا تهاب عدوا. ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِين﴾.
إن الأمة الآن تدرك أن النصر من عند الله، ومرهون بالتمسك بدينه، وقد رأت المثال الحي أمامها من ثبات الثلة المجاهدة في غزة وفي الضفة الغربية والجماعة الصابرة الثابتة على الحق، التي أصبح يخشاها كيان يهود ومن ورائه قوى الكفر والطاغوت مجتمعين ويحسبون لها كل حساب، فكيف لو أن هذه القوة امتدت لتشمل من هم حول الأرض المباركة؛ مصر والشام والعراق، ومن ورائهم بلاد المسلمين في الشرق والغرب، قوة جارفة تتصدى للغرب وترده على أعقابه خاسرا، وتتوحد على راية الإسلام لتحارب الظلم والظالمين، وتنصر المستضعفين؟ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.
إن هذا الحراك الشعبي الهادف لتوحيد الأمة وجمع كلمتها هو ما يخشاه الحكام الظلمة أتباع يهود والغرب، ولذلك لا نسمع منهم إلا الحض على التهدئة، وضبط النفس، خشية توسيع رقعة الحرب، أو حفاظا على ما يسمونه استقرار المنطقة، وكأنهم يعيشون في رغد الأمن ورفاه الأمان، ولا يشهدون القتل والتنكيل والإجرام على مرمى السمع والبصر!
إذا كان هذا ما يخشاه الحكام، ونحن على يقين أنهم لا يتحركون إلا بأوامر أسيادهم الغرب، فكيف يرضى الشرفاء من قادة الجيوش والعساكر المسلمين أن يعطوا الدنية في دينهم ويحموا هؤلاء الظلمة ولا ينتصرون لأخواتهم أمهات المجاهدين وأرامل الشهداء، وللأطفال اليتامى الذين لا يجدون الخبز ولا الماء؟! ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.
إننا نهيب بكل من به قوة، وبكل من عنده أثر من عقيدة أو بقية من شرف أو نخوة، نهيب بكم أن تتحركوا لتنصروا إخوانكم المستضعفين، وأن تهبوا منتفضين على أعداء هذه الأمة من حكام خونة ومتآمرين، فهم الجسور التي لا بد أن تمروا من فوقها لتبنوا مجدكم وتستعيدوا عزتكم وسؤددكم. ولا سبيل غير ذلك، لأنه أصبح مكشوفا للعيان ولكل ذي لب وعقل أن هؤلاء الحكام هم العقبة الكأداء وهم الصخرة الصماء التي ألقاها الغرب في طريق الوحدة والتمكين، وقد آن الأوان لإزاحتها بكل وسيلة وفتح باب الجهاد على مصراعيه لتحرير بلاد المسلمين كافة، وليس فلسطين فحسب.
﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.domainnomeaning.com |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@domainnomeaning.com |