المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 24 من صـفر الخير 1443هـ | رقم الإصدار: 1443هـ / 008 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 01 تشرين الأول/أكتوبر 2021 م |
بيان صحفي
أيها المسلمون في الهند! يقول رسول الله ﷺ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»
لقد شهد العالم تداول منصات التواصل الإلكتروني مقطع فيديو يظهر قوات الشرطة الهندية وهي تطلق النار على سكان أحد أحياء المسلمين في ولاية آسام بشمالي شرق الهند لإجبارهم على مغادرة منازلهم. ويظهر المشهد إطلاق النار بشكل مباشر على أحد الفلاحين واسمه معين الحق حيث أصيب في صدره وسقط صريعا. ثم اجتمعت عناصر الشرطة وانهالوا عليه بالضرب بالعصي بينما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة. ثم جاء مصور صحفي كان يرافق قوات الشرطة واسمه بيجو بانيا وقام بالقفز على جثة معين رحمه الله وغفر له ثم لكمها بيده. لقد حدث ذلك ضمن عملية تهجير آلاف المسلمين في ولاية آسام بشمالي شرق الهند. وقد غرد الوزير المسؤول عن ولاية آسام هيمانتا سارما عن عملية التهجير التي قامت بها شرطة آسام حيث عبر عن فرحه "بإخلاء 800 أسرة، وهدم 4 منشآت دينية غير قانونية ومجمع خاص في سيباجار، دارانج"! بينما أفادت مصادر إعلامية أن نحو 20 ألفا من المسلمين هجّروا من بيوتهم بعد قرار السلطات بإزالة أحياء سكنية للمسلمين بذريعة أنها أقيمت فوق أراض مملوكة للدولة.
إن قتل المسلمين واضطهادهم في الهند عموما وفي كشمير وآسام خصوصا، ليس بالأمر الجديد، فهو مستمر منذ قدوم الاستعمار البريطاني إلى شبه القارة الهندية الإسلامية واتخاذه العديد من الإجراءات الإجرامية بحق المسلمين فيها؛ وكانت سياسة بريطانيا تقوم على التطهير العرقي للمسلمين في شبه القارة، فقد قامت بتقسيمها إلى أربعة كيانات (الهند، وباكستان، وبنغلادش، وميانمار)، وذلك لتفتيت قوة وصلابة البلاد ووحدتها، وإضعاف هيمنة الإسلام والمسلمين على شبه القارة الهندية.
إن ما تقوم به حكومة حزب بهاراتيا جاناتا بقيادة جزار مسجد بابري مودي والحكومة المحلية في ولاية آسام هو امتداد لتلك الحقبة البريطانية الاستعمارية؛ بصبغة أمريكية جديدة، حيث يميل حزب مودي نحو الاستعمار الأمريكي، لذلك لم يكن مستغربا صمت الغرب الكافر بقيادة الاستعمار الجديد والقديم على الجرائم التي تقوم بها ربيبة الاستعمار الغربي ضد الإسلام والمسلمين فيها، ولم يكن مستغربا كذلك صمت حكام الضرار في البلاد الإسلامية، القريب منهم والبعيد، فهم عملاء لذلك الاستعمار ولا يملكون من أمرهم إلا ما يأمرهم به أسيادهم في الغرب، ولو أرادوا نصرة المسلمين المضطهدين في الهند لما تعسر ذلك عليهم، فمثلا الاستثمارات الهندية في دولة الإمارات هي الأكثر من بين دول العالم، ومصالح الهند فيها حيوية لا تقوى الهند على التضحية بها، كما أن العمالة الهندية في دول الخليج تعتبر شريان واردات الخزينة الهندية، فمجرد التلويح بطرد الهندوس من تلك الدول، سيجبر الهند على الركوع على ركبتيها، إذ تتبوأ الإمارات المرتبة الأولى عربياً والـ11 عالمياً بقائمة الاستثمار الأجنبي المباشر في الهند بنحو 17.2 مليار دولار، وثالث أكبر شريك تجاري للهند بعد أمريكا والصين بقيمة تبادل تجاري يُقدر بنحو 60 مليار دولار، كما أن الإمارات تصدّر للهند منتجات مثل المشتقات البترولية، والمعادن الثمينة، والكيماويات، والمنتجات الخشبية. وقد صدّرت الإمارات ما قيمته 10.9 مليار دولار من النفط الخام في عام 2019-2020م، فكانت ثاني أكبر وجهة تصدير للهند، فيما استحوذت الدولة على نحو 50% من إجمالي تجارة الهند مع دول مجلس التعاون الخليجي، و71% من إجمالي صادرات الهند إلى دول المجلس، وعلى صعيد الاستثمار، تعد الإمارات أكبر مستثمر عربي، حيث يمثل استثمارها حوالي 82% من إجمالي الاستثمارات العربية في الهند، بإجمالي قيمة استثمارات تراكمية تصل إلى 15 مليار دولار، وهكذا فإن الإمارات وحدها قادرة على ردع الهند ونصرة المسلمين فيها، ولكن هيهات هيهات!
إن واجب نصرة المسلمين في الهند والدفاع عن حرماتهم هو على المسلمين جميعا، وخاصة البلاد القريبة منها والقوية مثل بنغلادش، وباكستان، وطالبان في أفغانستان، وأي جبهة من هذه الجبهات الثلاث قادرة على ردع مودي وحكومته العنصرية، ولكن هذا يتطلب من أهل القوة والمنعة في باكستان وبنغلادش الإطاحة بحكوماتهم العميلة والمتواطئة مع مودي، وتجييش الجيوش نحو نصرة المسلمين في الهند ودكّ حصون الدولة الهندوسية، ليس فقط لتحرير كشمير وآسام منها، بل ولإعادة شبه القارة الهندية كلها إلى حظيرة الإسلام تحت راية الخلافة الراشدة الثانية التي آن أوانها.
إن واجب المسلمين في البلاد الإسلامية؛ ومنها الإمارات، وباكستان، وبنغلادش، ليس فقط المطالبة بمقاطعة البضائع الهندية، بل المطالبة بقطع مختلف العلاقات مع الدولة الهندية ومنها الاقتصادية، ومطالبة جيوش المسلمين، وعلى رأسهم جيوش باكستان، وبنغلادش، والحجاز، والإمارات، بالإطاحة بحكامهم الخونة وإعطاء النصرة لحزب التحرير، لإقامة الخلافة وتنصيب الخليفة الراشد الذي يقود تلك الجيوش لنصرة الإسلام والمسلمين ويعيد من جديد سيرة القائد الفاتح محمد بن القاسم الثقفي في شبه القارة الهندية.
إن سياسة مودي العنصرية ضد المسلمين في الهند لن تقود البلاد إلا نحو حتفها وتمزيقها أكثر مما هي عليه من تمزق، وهذه السياسة لا تخدم أهل البلد على اختلاف دياناتهم وأعراقهم، بل هي امتداد لسياسة الاستعمار البريطاني وسياسة الحرب الأمريكية على الإسلام، فهي تخدم المصالح الغربية والأمريكية، بينما الذي سيدفع الثمن هم أهل البلد جميعا.
إن تعداد المسلمين في الهند يقارب 400 مليون نسمة وبالتالي هم يشكلون 40% من تعداد سكان الهند؛ وليس كما تدعي الدولة بأنهم نصف هذا العدد. ولذلك لا تصح معاملتهم على أنهم أقلية مغلوبة، بل على العكس، فمسلمو الهند لهم امتداد طبيعي إلى جميع المسلمين في شبه القارة الهندية ووسط آسيا، وهذا يجعلهم هم أهل تلك البلاد.
أما الذين يتم استهدافهم وقهرهم من مسلمي الهند فنذكرهم بأن الوهن يجلب المذلة، وأن الاستعداد للموت يجلب الهيبة، فقد قال رسول الله ﷺ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» رواه الترمذي. لذلك نقول لكم اثبتوا على حقكم كما ثبت أخوكم معين الحق؛ فقد كان شامخا يطارد الذي أراد أن يسلبه منزله.
أما لأهل الهند عموما والعقلاء منها خصوصا، فلقد خاطبناكم مرارا، أنْ كُفّوا جنون مودي وحاشيته عن أهل الهند، وتذكروا بأنكم تعيشون مع المسلمين وبينهم، وأن جيوشهم تحيط بالهند، وأن المسلمين أمة واحدة ما تلبث أن تتبدل الظروف فتلتحم أراضيها وتُمحى الحدود فيما بينها، ولات حين مندم.
المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.domainnomeaning.com |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@domainnomeaning.com |