المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 19 من ربيع الثاني 1440هـ | رقم الإصدار: 1440هـ / 009 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 26 كانون الأول/ديسمبر 2018 م |
بيان صحفي
رد على افتراءات دار الإفتاء المصرية
﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾
عرف الإسلام ظاهرة الاجتهاد حيث يقوم المجتهد ببذل الوسع في استنباط الحكم الفقهي العملي من الأدلة الشرعية التفصيلية وتنزيله على واقع مناط الحكم. والاجتهاد بداهة، لا يكون في الأمور القطعية وإنما في المسائل الظنية، ولذا كان للمجتهد أجران إن أصاب في اجتهاده، وأجر إن أخطأ. والاجتهاد ليس حكرا على شخص أو جهة بل هو لكل من توفرت فيه أهلية الاجتهاد.
من هنا العجب العجاب في التقرير الذي أصدره ما يسمى "المؤشر العالمي للفتوى" الذي تقوم عليه وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء المصرية في 2018/12/12 "فتاوى المعاملات الاقتصادية لدى التنظيمات الإرهابية" (منشور على موقع دار الافتاء)، فدار الافتاء، لو أنها خالفت اجتهادا معتبرا وقدمت اجتهادا مغايرا يقوم على فهم أصح أو أدق لمناط المسألة، أو يقوم على أدلة فقهية معتبرة، لساغت مناقشته. أما حين تقوم "دار الإفتاء المصرية بعد البحث لنحو 90 ساعة مع المتخصصين والخبراء"، بالخروج بفتوى تحريم البيتكوين، ثم تستشهد بالفتوى نفسها التي أصدرها أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله، فتأخذ على الحزب تحريمه للبيتكوين "ومن بين ما حرَّمه حزب التحرير عملة "البتكوين"، وفقاً لفتوى أميره المتضمنة: "البيتكوين ليست عملة، وليست نقداً من ناحية شرعية، كما أنه يتبين تحريم بيع الغرر أو المجهول، فلا يجوز بيعها ولا شراؤها" فلا نفهم ما الأمر هنا؟! وما هو وجه الاعتراض لدى دار الإفتاء المصرية!!
ولكن بعد النظر في واقع هذا "المؤشر العالمي للفتوى" ومن وراءه، نجد أنه لا يعدو كونه إحدى أدوات دار الإفتاء المصرية التي نذرت نفسها للصد عن سبيل الله والذود عن النظام المجرم في مصر الذي مكنته أمريكا، رأس الكفر وفرعون العصر، من رقاب البلاد والعباد، ضاربة عرض الحائط بصنمها المقدس المسمى "ديمقراطية" التي تحارب الله ورسوله بجعلها التشريع للشعب، أي التحليل والتحريم، بدل أن يكون لربِّ الشعب، وأمريكا تدعو لهذا الصنم وتمدح الانتخابات بموجبه، ومع ذلك فعندما اختار الشعب المصري بانتخابات "ديمقراطية" الدكتور محمد مرسي حاكماً له، فإنَّ أمريكا لم تدعم استمرار حكمه بل قررت فرض عبدها السيسي ليحكم الناس بالقهر والبطش والمنطق الفرعوني، وهو ليس إلا واجهة تتخفى أمريكا وراءها في التحكم بمصير البلاد والعباد في أرض الكنانة.
نعم هو السيسي نفسه الذي صرح مراراً وتكراراً بأنّ على علماء الأزهر أن يقوموا بثورة دينية، لا لتحرير البلاد من رجس أمريكا ولقيادة جنود الكنانة البواسل لتحرير الأقصى الشريف أولى قبلتي المسلمين ومسرى نبيهم من رجس يهود، وإنما لمواجهة "الإسلام المتطرف" بزعمهم الفاسد ﴿وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾.
ومن ذلك ما جاء في تقرير المؤشر: "وفقاً لما رصده مؤشر الفتوى العالمي؛ فقد اعتمد الحزب بنسبة (100%) على توجيه النقد للحكومات القائمة واقتصاداتها في إطار التحليلات التي يصدرها أمير الحزب، وقد كان أبرزها تعقيبه على أوضاع الاستثمار في السودان بقوله: "ليس من أهداف الشركات الرأسمالية الاستعمارية حل مشكلة البطالة، أو تشغيل العمالة المحلية، الحل الجذري لمشاكل الاقتصاد هو بإقامة دولة على أساس الإسلام". ففي دين الفرعون الأمريكي الجديد فإن توجيه النقد للحكومات العميلة لفرعون العصر والمطالبة بإقامة دولة على أساس الإسلام هو إفك عظيم، أما التطاول على الذات الإلهية والدعوة لتعطيل العمل بالقرآن علنا فهو عندهم من حرية الرأي التي تكفلها دينهم، قاتلهم الله أنى يؤفكون!
وهذا قطعا يفسر جرأة هؤلاء القوم الأفاكين الذين أوردوا الأرقام التي زودتهم بها المخابرات الأمريكية عن ضحايا الهجمات (الإرهابية) المزعومة في أفغانستان وسوريا، أما ضحايا المسلمين الذين سقطوا بمئات الآلاف جراء الإجرام الأمريكي، إن كان مباشرة على أيدي الأمريكان في أفغانستان أو على يد عميلهم سفاح دمشق بشار الكيماوي في سوريا أو على يد عميلهم المالكي في العراق أو على يد السيسي في مصر الكنانة...، فكل هؤلاء لم يسمع بهم "مؤشر الفتوى العالمي" أو ربما سمع بهم واستحى من مباركة قتلهم!
فلا عجب، عند سحرة فرعون أولئك، أنْ عدّ المؤشرُ دعوةَ حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة لتطبيق شرع الله، لا شرع أمريكا والغرب الكافر، لا عجب أن عدها خروجاً عن ملة أمريكا وما فرضته من عبودية على أهل الملة الإسلامية. هذه الأمة التي شرفها الله سبحانه وتعالى بأنها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، والمعروف الأول هو دعوة الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد وتوحيده بالخضوع لأمره ونهيه، والمنكر الأول هو الخضوع لحكم الطاغوت أيا كان ومهما تسمى من أسماء ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾.
ونختم بالقول لسحرة أمريكا إن الله سبحانه وتعالى منجز وعده الحق: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
د. عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.domainnomeaning.com |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@domainnomeaning.com |