المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 30 من ذي الحجة 1439هـ | رقم الإصدار: 1439هـ / 033 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 10 أيلول/سبتمبر 2018 م |
بيان صحفي
جحيم "العرس الديمقراطي"
زعم جورج بوش أن نظام صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل، مما يشكل تهديدا للسلم العالمي، واتخذ من ذلك ذريعة لتدمير العراق واحتلاله عام 2003 في عدوان "عملية الحرية للعراق"؛ ورغم التقارير المتعددة الصادرة من فرق التفتيش الدولية ورفض مجلس الأمن منح صك بضرب العراق إلا أن أمريكا، في سعيها المحموم لاستباحة العالم وفرض سياسة الكاوبوي لاستعمار الشعوب والأمم، لم تلق لكل ذلك، ولا للمعارضات الشعبية العالمية التي اندلعت، بالاً يردعها عن إجرامها. وحين عجزت القوات الأمريكية، بعد الاحتلال، عن العثور على ما زعمته من أسلحة دمار شامل، زعم جورج بوش "أن العالم أصبح أكثر أمانا بغياب صدام حسين" وأن أمريكا ستجعل من العراق واحة نموذجية من الديمقراطية والازدهار... وهذا ديدن كل محتل معتد: يغدق الوعود بالسمن والعسل والازدهار ورفاهية الشعب المغلوب، بينما تقطر رماحه دماً وتلقي طائراته وصورايخه بحممها المدمرة على رؤوس الناس، بينما تقوم شركاته بنهب الثروات...
ولتغطية هذه الجرائم قامت أمريكا، عبر مندوبها بول بريمر، بفرض دستور مشوه، زعمت أنه سيؤسس للعراق الديمقراطي العتيد. وقامت باستخدام حفنة من أبناء البلد من السياسيين الوضعاء الذين يتوقون للسلطة والمناصب يتنافسون فيما بينهم في إثبات إخلاصهم للمحتل الأمريكي الذي، بدوره، يسمح لهم ببعض الفتات من "كعكة السلطة" فيتنافسون عليها مع عصاباتهم وزبانيتهم. أما الشعب المغلوب على أمره فعليه أن يكتوي بنار الاقتتال الداخلي ويعاني من شظف العيش في غياب أدنى مقومات العيش الكريم، في بلد حباه الله بثروات اقتصادية هائلة سواء في النفط أو في الزراعة أو في المياه؛ وبرغم هذا كله، وبعد أن تبخرت الوعود الكاذبة للحكومات المتعاقبة، عزف الناس عن المشاركة في الانتخابات النيابية في أيار الماضي، (التقارير الموثقة تقول إن نسبة المشاركة لم تتجاوز 19% من الناخبين) فانفجرت المدن والأرياف غضبا للمطالبة بالعيش الكريم وبالتخلص من الطبقة السياسية الفاسدة.
وبعد 15 سنة من العرس الديمقراطي الأمريكي (والذي شارك النظام الإيراني في فرضه) لم تفلح الديمقراطية المزعومة في الضحك على الناس. فقد اكتشفوا فساد الطبقة السياسية التي دخلت بغداد على ظهر الدبابات الأمريكية، واكتشفوا أن "لعبة الديمقراطية" هي "طبخة بحص"، ففي الوقت الذي يفتقد الناس فيه الماء والكهرباء وفرص العمل، تتصارع الكتل السياسية على مغانم السلطة فيفشل المجلس النيابي، بعد 4 أشهر على الانتخابات النيابية، في الاجتماع وفي انتخاب رئيس للمجلس، وبالتالي تعطل العملية السياسية في تشكيل عصابة الحكومة القادمة.
ونحن نخاطب أهلنا في أرض الرافدين:
إنكم قد خبرتم فساد النظام العفن الذي فرضته أمريكا، بمشاركة إيران، وتبين لكم جحيم الديمقراطية المزعومة، ودجل الطبقة السياسية عليكم، فندعوكم للاحتكام إلى شرع ربكم فتقطعوا دابر أمريكا وكل ذراع لها في العراق، فتحرروا العراق من رجسها ومن رجس عملائها، فلا عز لكم ولا كرامة إلا في العيش في طاعة ربكم الذي أكرمكم بهذا الدين العظيم وجعلكم خير أمة أخرجت للناس.
﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾
الدكتور عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.domainnomeaning.com |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@domainnomeaning.com |