المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 6 من ربيع الاول 1433هـ | رقم الإصدار: 1433 u0647u0640 /4 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 29 كانون الثاني/يناير 2012 م |
نشر القاعدة البحرية الأمريكية في الخليج الفارسي
في 26 كانون الثاني أعلن البنتاغون عن موازنته للسنة المالية القادمة والتي تبدأ في تشرين أول 2012. وقد تضمنت هذه الموازنة تقليص التواجد العسكري في أوروبا، كما تضمنت العزم على إنشاء قاعدة بحرية لتقدم الدعم اللوجيستي اللازم لمجموعات خاصة من الكوماندوس (على شاكلة الفرق المعروفة بـ "سيل") بما في ذلك الزوراق الحربية السريعة والطائرات الطوافة، وطائرات حربية. ومع أن السنة المالية تبدأ في تشرين أول 2012 إلا أن البنتاغون برر البدء فورا في تحويل إحدى السفن الحربية القديمة (سواء بونس أو غيرها) تحت ذريعة أن الأمن القومي الأمريكي في خطر ولا يحتمل انتظار بدء السنة المالية، بل وتجاوز البنتاغون الإجراءات الإدارية المعتادة في استدراج العروض اللازمة لتنفيذ الأعمال الهندسية لإعادة تأهيل السفينة التي كان من المقرر إحالتها إلى التقاعد مانحا المهمة بشكل عاجل إلى الشركة المقاولة للتنفيذ الفوري. كما ذكرت الأنباء أن الموقع المرشح لتركـّز هذه القاعدة، والتي ستدخل الخدمة في أول الصيف القادم، هو في منطقة الخليج الإسلامي. ولم ينس المتحدث في البنتاغون أن يزعم أن من أهداف القاعدة تمكين القوات الأمريكية من تقديم المساعدات الإنسانية في مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية في الأماكن النائية حيث لا تتوفر قواعد لوجيستية.
ويأتي هذا الإعلان على خلفية التصريحات الإيرانية التي هددت بإغلاق مضيق هرمز في حال إيقاع حظر نفطي على إيران، كما يأتي مع تعالي النبرة حول الملف النووي الإيراني، وقيام البحرية الإيرانية بمناورات في الخليج الإسلامي.
يهمنا في حزب التحرير أن نؤكد على المواقف التالية:
- إن المسعى الأمريكي في تعزيز الانتشار العسكري بكل جوانبه عبر الشبكة المتعاظمة من القواعد العسكرية المنتشرة في شتى المواقع في العالم الإسلامي إنما يهدف إلى فرض العبودية الاستعمارية على الأمة، والحيلولة دون عودة دولة الخلافة إلى الحياة ومنع المسلمين من العيش وفقا لأحكام دينهم وشريعة ربهم.
- إن زعم استهداف تقديم مساعدات إنسانية هو زعم كاذب، فقد كشف الكابتن جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون بأن "هذا الهدف قد خطط له من قبل وأن الفرصة الآن سانحة للمضي بتنفيذه." والمعروف أن القوات الخاصة المعروفة باسم "سيل" لها تاريخ حافل وسجل أسود من الجرائم والاغتيالات تعود إلى بداية عملها في حرب فيتنام القذرة.
- إن ما يمكّن أمريكا من المضي قدما في مخططاتها الإجرامية هو تخاذل وتواطؤ حكام المسلمين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يلعبوا دور النواطير لخدمة مصالح أمريكا وتمكينها من بسط سيطرتها، وينطبق هذا على حكام الخليج جميعا والعراق ومصر وسوريا وتركيا ، كما ينطبق على باكستان وأفغانستان وغيرها.
- أما إيران فإن النظام الإيراني، الذي طالما رفع شعار الشيطان الأكبر والموت لأمريكا، فإنه لم يرفق هذه الشعارات بالأعمال الجدية التي تترجمها إلى واقع عملي، بل وجدنا السياسة العملية لإيران تخدم الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان، هذا فضلا عن تحالف إيران الاستراتيجي مع النظام الأسدي البعثي في سوريا الذي قدم ويقدم أثمن خدمة للمشروع الأمريكي اليهودي المستمر في احتلاله لهضبة الجولان، فضلا عن تدنيس اليهود للأقصى الشريف وباقي أرض الإسراء والمعراج في فلسطين. وبالرغم من كل ذلك فإن النظام الإيراني يصف النظام السوري بأنه ممانع ومقاوم، وهو لم يمنع إلا الجهاد ضد أعداء الله اليهود، ولم يقاوم إلا سعي الأمة لتطبيق شرع ربها. ولم يتورع قادة إيران عن مد النظام الأسدي البعثي بكل ما من شأنه تمكينه من المضي في قتل أبناء الإسلام البررة في سوريا، ولولا الدعم الإيراني لتهاوى هذا النظام المجرم وتخلص المسلمون في سوريا من جرائمه التي تزداد وتيرة وعنفا يوما بيوم بل وساعة بساعة.
- إننا في هذه المناسبة نلفت نظر الأمة جمعاء، وخاصة القيادات القائمة على الثورات في مصر وتونس وليبيا، إلى أن الثورة يجب أن تستهدف خلع الاحتلال الأجنبي مهما كانت أشكاله ومسمياته وعدم الدخول في لعبة المساومات والصفقات المخزية مع أذناب وأدوات أمريكا وأوروبا ركضا وراء ترقيعات تضر ولا تنفع، إذ تجدد للهيمنة الغربية على أمتنا وتطيل من أمد المحنة.
- ولا يشفع لهم ولا يبرر مقولتهم بأن المرحلة الانتقالية تقتضي التدرج واتباع الدبلوماسية والتكتيك للتمكن من مواجهة الغرب، فالإسلام لا يعرف السياسة الميكيافيلية القائمة على أن الغاية تبرر الوسيلة. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الأمة الإسلامية متى اتحدت قواها فإن لديها من معادن الرجال والثروات ما يمكنها من الاستقلال الكلي عن الدول الغربية الطامعة في بلادنا، بل وتملك من قوة العقيدة ما يمكنها من أن تقوم بواجب الشهادة على الناس، الذي كلفها الله وشرفها به، وأن تنير بلاد المسلمين بالخلافة الراشدة، وتنشر الخير في ربوع العالم.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.domainnomeaning.com |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@domainnomeaning.com |