المكتب الإعــلامي
ماليزيا
التاريخ الهجري | 24 من صـفر الخير 1436هـ | رقم الإصدار: u062d.u062a.u0645./u0628.u0635. 107/14 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 16 كانون الأول/ديسمبر 2014 م |
بيان صحفي تعذيب المعتقلين: وحشية وكالة المخابرات المركزية الأميركية وتورّط ماليزيا فيه (مترجم)
لقد كان التقرير الذي أصدرته لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي مؤخراً عن تعذيب وكالة المخابرات المركزية (CIA) الوحشي للمعتقلين المسلمين باعثاً على الصدمة، وكان أشد ما فيه إيلاماً ورود اسم ماليزيا بين حلفاء أميركا في تنفيذ برنامج التحقيقات والاعتقالات السرّية لدى الوكالة منذ أحداث 11/9. إذ كان من بين البلدان الإسلامية التي تعاونت! في هذه الجرائم العالمية للوكالة سيئة السمعة، بالإضافة إلى ماليزيا، كل من أفغانستان، والجزائر، وأذربيجان، والبوسنة والهرسك، ومصر، وليبيا، وإندونيسيا، والمغرب، وباكستان، والسعودية، والصومال، وسوريا، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، وأوزبكستان، واليمن. وقد جاء هذا التقرير ليؤكد ما توصلت إليه منظمة "عدالة المجتمع المنفتح" في دراستها التي أنجزتها في شباط/ فبراير 2013 تحت عنوان "عولمة التعذيب: اعتقال المشتبه فيهم من قبل وكالة المخابرات المركزية وانتزاع المعلومات منهم بأساليب قسرية استثنائية/ تسليمهم لعدوِّهم بصورة سرّية"، حيث ادّعت فيها المنظمة أن باتروجايا قدمت العون للوكالة في مجال تسليم المعتقلين لعدوِّهم مرتين.
وأورد تقرير مجلس الشيوخ بالتفصيل كيف قام عملاء وكالة المخابرات المركزية باستخدام أساليب تعذيب وحشية ومرعبة للمعتقلين، تعدّ خرقاً صريحاً للقانون الدولي في هذا المجال. حيث كان من بين تلك الأساليب، حسبما أثبت التقرير، إجبار المعتقلين على الوقوف على أرجلهم المكسورة لساعات طويلة، وإبقاؤهم محتجزين في ظلام دامس، وحرمانهم لمدة يمكن أن تصل أسبوعاً من النوم مع إبقاء أيديهم مقيدة في الأغلال فوق رؤوسهم، وإيهامهم بالغرق، وذلك إلى جانب أساليب غير إنسانية أخرى يمكن أن تفضي إلى الموت.
وقد نشرت صحيفة The Malaysian Insider تقريراً قالت فيه إن قائد الفرع الخاص في دائرة الشرطة الملكية الماليزية داتوك سري أخيل بولات أكد قيام ماليزيا بالتشارك مع وكالة المخابرات المركزية في تبادل المعلومات والتدريب، لكنها لم تساعد في عمليات تعذيب المتهمين بالإرهاب وانتزاع المعلومات منهم بأساليب قسرية استثنائية/ تسليمهم لعدوِّهم بصورة سرّية، ولم تقدّم ما يسهّل القيام بتلك العمليات. وقال أخيل أن التقرير ليس صادقاً. لكنه أكد أن تبادل المعلومات والتشارك فيها بين جميع أجهزة المخابرات في العالم أمر ضروري لمعالجة مشكلة الإرهاب. وعليه، فإنه من الطبيعي إقامة علاقات مع وكالة المخابرات المركزية بهذا الشأن. وقد كان أخيل هنا يتحدث عن عملية "التسليم السرّي لعدوِّ المعتقل" التي جرت بحق أبي عبد الله الصادق (عبد الحكيم بلحاج) وزوجته فاطمة بوشار، اللذين تم اعتقالهما في ماليزيا في 2004، بحسب التقرير. حيث ورد فيه أنه تم اعتقال أبي عبد الله وزوجته، التي كانت حاملاً آنئذٍ، من قبل السلطات الماليزية في كوالا لمبور، وتم احتجازهما هناك لمدة 13 يوماً في ظروف سيئة، كما حرمت الزوجة خلالها من أي عناية طبية. ثم جرى "نقلهما" معاً إلى تايلاند، حيث تعرضا للتعذيب، وأخيراً تم إرسالهما إلى ليبيا، وهناك اعتقل أبو عبد الله حتى 2010. أما زوجته فقد تم إطلاق سراحها بعد مدة قصيرة من وضع مولودها. وقال أخيل: "لقد جاءا إلى ماليزيا من الصين، وكان من المفروض إعادتهما إلى هناك، غير أننا لم نستطع ذلك بسبب مشاكل تتعلق بتأشيرات السفر. ولهذا تم تسفيرهما إلى تايلاند عوضاً عن ذلك، بناءً على طلبهما، لا على أساس رغبتنا نحن."
إلا أنه، حتى لو نحّينا تناقضات رواية أخيل مع تقرير وكالة المخابرات المركزية جانباً، فإن أجوبته تنضح غرابة، ولا شك. فمنذ متى تصغي دائرة الشرطة الملكية الماليزية لطلبات "مجرم"، ناهيك عن أن يكون هذا الشخص ليس مجرماً عادياً، بل "إرهابياً"!؟ ثم لماذا استمرت دائرة الشرطة الملكية الماليزية في تعاونها مع وكالة المخابرات المركزية على الرغم من ثبوت كون الوكالة ليست أهلاً للثقة، ورغم علم الدائرة بعدم إنسانية الوكالة، وعلمها أيضاً بوحشيتها وهمجيتها، خصوصاً بحق المسلمين؟ فأين كانت كرامة دائرة الشرطة الملكية ونزاهتها عندما تجرأت على مناصرة شرّ الخلق على وجه الأرض؟ إذ الكل منا يعلم أن الولايات المتحدة هي الإرهابي الحقيقي في العالم أجمع، وأن الولايات المتحدة عدو للإسلام، عدو لله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، عدو للمؤمنين كافة! ألا ترى دائرة الشرطة الملكية الماليزية هذا كله؟ أولم يكن ثمة ناصحٌ أمين يرشد هذه الدائرة إلى أن التعاون مع الولايات المتحدة، الكافر الحربي، هو عمل حرامٌ في الإسلام؟ أم كان هناك ناصح قدم لها النصيحة، لكنها أدارت له ظهرها؟
ربما يتساءل كثير من الناس عن سرّ قيام مجلس شيوخ الولايات المتحدة بنشر هذا التقرير، الذي يلطخ سمعة أميركا ذاتها، ويسبب لهم الحرج، وقد يعرضها لأعمال "إرهابية". ويمكن الإجابة على ذلك بصورة صادقة لمن يتمتعون بنقاء الفكر والتحليل الدقيق. إن السؤال المهم في هذا السياق هو: ما الذي يعنيه هذا الكشف لنا نحن؟ إنه شيء واحد دون شك، لقد بتنا نعرف الآن يقيناً مناصرةَ حكام المسلمين ووقوفَهم إلى جانب أخسّ الكفّار وأكثرهم وحشية. وإنه ما كان لهؤلاء الحكام أن يشاركوا في هذا الحِلف لو لم تكن قلوبهم مشبعة بالخيانة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فكأنما تريد الولايات المتحدة أن تقول لنا، من خلال هذا الكشف: "أيها المسلمون، ها أنذا كشفت عن جرائمي الفظيعة، وكشفت عن مشاركة زعمائكم في هذه الجرائم، وأثبتُّ لكم تعاونهم الوثيق معي بالدليل القاطع. إنني أستطيع أن أعذبكم وأن أقتلكم، أنتم وإخوانكم، وأستطيع تعذيب وقتل مَن شئت. فأنا أملك القوة وأنتم ضعفاء برغم ضخامة عددكم. فماذا أنتم صانعون؟ ألا تروا حكامكم وزعماءكم راكعين لي، إنهم معي وطوع بناني، وليسوا معكم... ولذلك لا تحاولوا محاربتي لأنني قادرة تماماً على تعذيبكم وقتلكم ولن تجدوا لكم ناصراً أو مُعينا!"
وإننا لنردُّ على هذا التقرير، وعلى وحشية الولايات المتحدة، بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِى الاٌّرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ﴾، وبقول العزيز ذي الجبروت، جل شأنه: ﴿كَدَأْبِ ءَالِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَـتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِىٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.
أيها المسلمون!
أوَلم تروا بعدُ حجم إجرام ونفاق الولايات المتحدة، وحلفائها، المقيت؟ إنهم يقولون أنهم حاملو لواء حقوق الإنسان والمدافعون عنها وأنهم حُماة القانون الدولي، بينما هم في واقع الأمر أكبر منتهكٍ لها جميعاً. ومن هنا، فإن حزب التحرير في ماليزيا يذكّر الأمة الإسلامية بأن الحرب على الإرهاب التي تقودها وتتولى كبرها الولايات المتحدة ما هي إلا حرب على المسلمين، وأن أميركا هي العدو الحقيقي للإسلام والمسلمين. والإرهابي في نظرهم هو أي مسلم يناهض استعمارهم وفرض هيمنتهم، ويعمل من أجل تطبيق الإسلام كله في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حتى وإن كان هذا العمل من خلال الصراع الفكري!
كما وينبه حزب التحرير المسلمين جميعاً إلى أنه لا أمل لهم بتخليص أنفسهم من الشرور التي تدبّرها لهم الولايات المتحدة إلا بإطاعة أمر الله عز وجل بإقامة دولة الخلافة الراشدة ككيان سياسي عالمي. فهي الدولة التي لا توحّد شتات الأمة وتحميها فحسب، بل وتقتلع كذلك كل أشكال الهيمنة الغربية على بلاد المسلمين من جذورها، ومعها جميع أفكارها ومفاهيمها وترهاتها العفنة. وستخلصنا الخلافة الراشدة أيضاً من هؤلاء الحكام الدُّمى الجاثمين على صدر بلاد المسلمين، الذين لا همّ لهم سوى إرضاء الولايات المتحدة وحماية مصالحها. لهذا كله، فإن حزب التحرير لن يكف عن دعوة المسلمين في الأرض، وخصوصاً من هم أشد إيماناً وإخلاصاً لله، للانضمام إلينا في عملنا لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. إذ لا ينبغي أن تتطرق ذرة من شك إلى ذهن مسلم في أن عز الإسلام ومجده قادم، وسيتحقق في ظل دولة الخلافة الإسلامية، كما وعدنا ربُّنا سبحانه وتعالى. وسيستعيد المسلمون في ظلها كرامتهم وسيادتهم الكاملة على أراضيهم، بإذن الله.
عبد الحكيم عثمان
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ماليزيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ماليزيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة Khilafah Centre, 47-1, Jalan 7/7A, Seksyen 7, 43650 Bandar Baru Bangi, Selangor تلفون: 03-89201614 www.mykhilafah.com |
E-Mail: htm@mykhilafah.com |