الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
قرغيزستان

التاريخ الهجري    12 من جمادى الأولى 1440هـ رقم الإصدار: 1440 / 04
التاريخ الميلادي     الجمعة, 18 كانون الثاني/يناير 2019 م

بيان صحفي


100 سنة على "مؤتمر باريس للسلام"
التاريخ لا يُدرس من أجل المعرفة وإنما لأخذ العبرة

 


قبل مائة عام تماما، في 1919/01/18م، عقد في فرنسا مؤتمر اجتمعت فيه القوى التي انتصرت في الحرب العالمية الأولى للحكم على الدول الخاسرة، وكما هو معروف فإن القوى الكبرى في العالم تحاول تغيير واقع الحرب وفقا لمصالحها الخاصة. يوم الذكرى لهذا العام، كان تشويها للحقائق التاريخية في العديد من المشاهد. وعلى ضدها، مع وصف موجز لبعض الحقائق كتبت بالدماء صفحات سوداء من التاريخ. وإننا نحذر أهل قرغيزستان من الأخطار القادمة وندعو للتخلص منها.


لقد بدأت الحرب العالمية الأولى في عام 1914، وقد اندلعت تلك الحرب بسبب الصراع الاستعماري بين القوى الكبرى الاستعمارية آنذاك. وكانت ألمانيا مبادرة بالحرب لأنها بقيت محرومة من الحصة الاستعمارية. القوى المحاربة انقسمت إلى جبهتين؛ ففي تحالف دول المحور دخلت بريطانيا وفرنسا وروسيا، ومن المعروف أنهم هم من كان يحوز أكبر حصة استعمارية، ومن بينهم بريطانيا كانت في مقام الدولة الأولى في العالم، وقوى ضد تحالف دول المحور اتحدوا في التحالف الثلاثي وهم: ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية وإيطاليا. وقد حاولت ألمانيا أن تنتزع الصدارة من بريطانيا. وفي عام 1915 انتقلت إيطاليا إلى تحالف دول المحور، وانضمت مكانها دولة الخلافة العثمانية وبلغاريا، ثم تم إنشاء تحالف الأطراف الرباعي، ومن الجدير بالذكر أن الخلافة العثمانية كانت دولة إسلامية، وكان الأوروبيون يريدون الانتقام منها بالاستيلاء على أراضيها، خاصة بريطانيا وفرنسا وروسيا، التي كانت لديهم أكثر طموحا...


انتهت الحرب بانتصار تحالف دول المحور، وعقدت مع ألمانيا معاهدة فرساي، ومع النمسا معاهدة سان جيرمان، ومع بلغاريا اتفاق نايي، ومع المجر معاهدة تريانون، ومع الدولة العثمانية معاهدة سيفر. ثم استبدلت معاهدة لوزان بمعاهدة سيفر، وكانت نتيجتها إلغاء الخلافة وعلى أنقاضها أسست جمهورية تركيا.


أما بالنسبة لآسيا الوسطى، فقد احتلتها روسيا القيصرية في أواخر القرن الـ19، وبعد تأسيس الاتحاد السوفياتي أصبحت ملكية خاصة له، وقد أدت الحرب العالمية الأولى إلى عواقب وخيمة في آسيا الوسطى، فقد نهبت روسيا القيصرية ممتلكات السكان في آسيا الوسطى. وأرسلت الرجال إلى الأعمال الشاقة وغالبيتهم لم يعودوا من هناك، هذا الوضع أدى بالسكان المسلمين المحليين إلى احتجاجات ضد الاستعمار، وقد سمى المسلمون هذه الثورة معركة ضد الإلحاد، ونتيجة قمع المستعمرين للانتفاضة بلا رحمة توفي 500 ألف شخص، ومجزرة الاستعمار الروسي هذه معروفة في قرغيزستان على نطاق واسع باسم "أركون"، ومن رصاص ألوية الشرطة القمعية ومن القسوة في طريق الثورة وبسبب الإهانة من الصين توفي 12% من السكان في شمال قرغيزستان، وبسبب المجاعة مات في منطقة تركستان أكثر من مليون شخص.


بعد هذه الحرب العالمية تم إنشاء عصبة الأمم تحت اسم "السلام"، وفي الواقع، كان المقصود منها ضمان سيطرة القوى المنتصرة على استعمارها، ومع ذلك، أسقطت قناعها بسرعة ولم يتوقف جشع القوى الاستعمارية، وبعدها اشتعلت الحرب العالمية الثانية، ثم أيضا تحت اسم السلام، أنشئت الأمم المتحدة، وبهذا ضمنوا هيمنة القوى المنتصرة، ومع هذا لم يتوقف جشع منافستهم. فأمريكا والاتحاد السوفيتي لكي يسلبوا المستعمرات من القوى الأخرى أنشأوا الحرب المصطنعة تحت اسم "النضال من أجل الاستقلال". وأخيرا، فإن السكان المحليين قدموا أكثر الضحايا في هذه الحرب ولكن لم يتمكنوا من تحقيق الاستقلال الحقيقي. وبعدها جرت "الحرب الباردة"، والتي انتهت مع انهيار الاتحاد السوفيتي، وبعد انتهاء الحرب الباردة بقيت أمريكا الدولة الأولى في العالم دون منافس، ثم اختارت الإسلام كمنافس لها؛ وذلك لمنع قيام الخلافة الراشدة ومن أجل انتزاع مستعمرات من القوى الأخرى التي تنافسها، وقد اخترعت فكرة "الحرب ضد التطرف الديني والإرهاب" ونفذتها، واحتلت أفغانستان والعراق، وفي سوريا لمنع قيام الخلافة أدخلت فيها كل الأعداء ضد المسلمين.


خلال صراع المصالح بين القوى الكبرى المستعمرة لم يبق شعب قرغيزستان بدون حصة، فعلى سبيل المثال: أحداث أوش في عام 1990 وانقلاب في عام 2005، وبعده انقلاب 2010 وأيضا أحداث أوش، كل ذلك ليس أكثر من مظاهر للاستعمار، وحتى هذه اللحظة فإن آسيا الوسطى بما في ذلك قرغيزستان لا تزال بين مخالب الصراع الاستعماري، وقد استخدم المستعمر القديم روسيا والجديد أمريكا والصين، مجموعة متنوعة من الأساليب الاستعمارية وهم يتنافسون فيما بينهم.


لكل هذا نحذر أهل قرغيزستان من الوقوع ضحايا للصراعات الاستعمارية، فيا أهل قرغيزستان! لا تصبحوا ضحايا لخططهم القذرة. أيها المسلمون في قرغيزستان! إن التخلص من الاستعمار وإنقاذكم من الذل إنما يكون بالعودة إلى إسلامكم، انظروا إلى التاريخ مرة أخرى، ولا تنسوا أن الصين وروسيا وأمريكا في وقت واحد دفعوا الجزية لدولة الخلافة، وعليه فإن عزتكم لا تعود إلا بإقامة الخلافة الراشدة، من أجل ذلك عليلكم أن تتعلموا الإسلام الحقيقي وأن تتمسكوا به، ولذلك ندعوكم إلى تعلم أفكار الإسلام النقية وطريقته الواضحة، وبذلك ستكونون سعداء في الدارين. يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾، ويقول سبحانه: ﴿يا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰادِقِينَ﴾

 


المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في قرغيزستان

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
قرغيزستان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
http://hizb-turkiston.net
E-Mail: webmaster@hizb-turkiston.net

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع