المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن
التاريخ الهجري | 9 من ربيع الاول 1443هـ | رقم الإصدار: 1443 / 02 |
التاريخ الميلادي | السبت, 16 تشرين الأول/أكتوبر 2021 م |
بيان صحفي
علمنة المناهج التعليمية وتغريبها جزء من سياسة الأنظمة الفاسدة
في البلاد الإسلامية... إدماج النوع الجنسي (الجندر) نموذجاً
في ضوء الهجمة الممنهجة لضرب قيم الإسلام في البلاد الإسلامية، عممت وزارة التربية والتعليم في الأردن على 42 مديرية تربية في مختلف المحافظات كتباً لتنفيذ برنامج تدريبي للمعلمين والمعلمات حول "إدماج النوع الاجتماعي في التعليم والبيئة المدرسية"، وفي توضيحٍ لها أكد الناطق باسم وزارة التربية والتعليم أحمد المساعفة: "عدم وجود أي شروط من الحكومة الكندية الممولة للمشروع في إجراء هذه الدورات، مبيناً أن الوزارة ملتزمة مع فلسفة التربية والتعليم والشريعة الإسلامية وعادات المجتمع الأردني وأعرافه". ولبيان زيف وكذب هذا الادعاء نقول:
عند الحديث عن المصطلحات الغربية لا بد من الرجوع إلى أصحاب تلك المصطلحات لنفهم حقيقة معناها الملازم لها عند استيراد هذا المصطلح، وعند الحديث عن (الجندر) فقد عرفته منظمة الصحة العالمية على أنه: "المصطلح الذي يفيد استعماله وصف الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة على أنها صفات (اجتماعية) مركبة، أي لا علاقة لها بالاختلافات العضوية والتركيب البيولوجي"، وفي الموسوعة البريطانية عُرف مصطلح الجندر بأنه: "شعور الإنسان بنفسه كذكر أو أنثى بغض النظر عن جنسه البيولوجي"، وثقافة النوع الجنسي هي إحدى بنود اتفاقية سيداو - مادة 5 فقرة أ - والتي وقع عليها الأردن عام 1992م وصادق عليها ونشرها في الجريدة الرسمية عام 2007م.
وبناءً على ما تقدم يتبين ما يلي:
أولاً: يظهر جلياً أن سبب ابتداع مصطلح الجندر هو التفاف من دعاة "المساواة المطلقة بين الذكر والأنثى" على الجنس الذي لا يمكن تجاوزه لوضوح فروق الأعضاء والجسم.
ثانياً: تؤسس ثقافة الجندر للشذوذ، واعتبار العلاقة الجنسية بين رجلين أو امرأتين هي علاقة مشروعة بين أنواع مختلفة يشعر أحدهما كذكر والآخر كأنثى.
ثالثاً: ثقافة النوع الجنسي (الجندر) تلغي الأمومة وتعتبرها مجرد وظيفة يمكن أن يقوم بها الرجل أو آخرون غير الأم، وترى النسوية الإنجليزية آن أوكلي - وهي أول من أدخل هذا المصطلح إلى الدراسات الاجتماعية - أن الأمومة خرافة أوجدها المجتمع ولا أصل لها في الغريزة البشرية وإنما هي وظيفة مجتمعية يمكن أن يقوم بها أي بديل آخر، وهذا ما أكدته اتفاقية سيداو المشؤومة في المادة 5 فقرة ب.
فإذا كان هذا هو واقع ثقافة النوع الجنسي، وإذا كانت هذه هي لُب الأفكار التي تدعو لها، فأي التزام بالشريعة الإسلامية تدعيه وزارة التربية والتعليم حينما تحاول الجمع بين هذه الأفكار وبين أحكام الشرع الإسلامي؟! وأي مبرّر يدفع وزارة التربية والتعليم لهذا الإفساد بإدماج هذه الثقافة في المناهج التعليمية؟!
فيا أيها الأهل في الأردن:
إن المناداة بحقوق المرأة تحت شعارات المساواة وثقافة النوع الجنسي ما هي إلا جزء من حملات فكرية ثقافية وسياسية ممنهجة يقودها الغرب في بلاد المسلمين منذ هدم دولة الخلافة في محاولةٍ محمومةٍ لحرف الأمة الإسلامية عن دينها وعن وعيها على قضاياها، وبهدف النفاذ إلى حياة المسلمين الاجتماعية، وتدمير الأسرة المسلمة، بإفسادِ نسائِها وبالتالي إفساد الجيل المسلم بأكمله، وإن الأمةَ الإسلامية ونساءَها على وعي تام بأهداف هذه الحملات التي تدعمها الجهود السياسية على كافة المستويات العالمية فتموّل مثل هذه الدورات وتدعمها لإدخال المرأة المسلمة في دوامة هذه المصائد، وكل ذلك تحت سمع وتشجيع النظام في الأردن الذي يمنع حملة الدعوة ويلاحقهم ويضيق عليهم ويقوم بسجنهم عندما يدعون للإسلام من خلال حزب سياسي يقوم بالعمل الفكري السياسي، بينما يسمح للأجنبي بالتدخل في شؤون الأمة بالغزو الثقافي الغربي المضلل وأفكاره العدائية للإسلام والمسلمين.
إن مبدأ الإسلام يحمل نموذجاً فريداً من نوعه بوصفه نظاما إنسانيا يعالج مشاكل الإنسان، ولقد كرّم الإسلام المرأة وحفظ لها حقوقها وشرع لها من الأحكام ما يضمن لها حقوقها وكرامتها سواء أكانت طفلة صغيرة أو شيخة كبيرة، وسواء أكانت أماً أو بنتاً أو أختاً أو عمة أو خالة أو زوجة أو امرأة أجنبية، فأوجب الإسلام بر الوالدين وجعل للأم فضلاً يزيد على الأب وهي أحق الناس بالبر وحُسن الصحبة، ومن أحسن تربية بناته كنّ له ستراً من النار، وأوجب صلة الأرحام وصيانة الأعراض وغض البصر، وأوجب على الرجال أن يبذلوا أنفسهم دفاعاً عنهن، وغيرها من الأحكام التي جاءت مفصلة في كتاب الله وسنة رسوله، والتي طُبقت على مدى ثلاثة عشر قرناً، في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تعيش عصورها الوسطى في ظلام دامس.
يا أيها الأهل في الأردن:
ارفضوا هذه الدورات والاتفاقيات والثقافات كلها، وعلموا أبناءكم حب الله وحب رسوله، علموهم كتاب الله وسنة رسوله، حدثوهم عن الصحابة الكرام وحملهم الإسلام وتضحيتهم من أجل إقامة دين الله في الأرض، حدثوهم عن أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات اللواتي تركن أثراً بارزاً في مسيرة حمل الإسلام لا زالت الأجيال تتناقله، اغرسوا فيهم طاعة الله وطاعة رسوله، اجلسوا مع أبنائكم وتحاوروا معهم بأحكام الإسلام وبصّروهم بما يكيده لهم أعداء الإسلام، وحذروهم من اتباع خطوات الشيطان أو موالاة أعداء الإسلام، استجيبوا لنداء الله تعالى إذ قال: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية الأردن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية الأردن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-jordan.org/ |
E-Mail: info@hizb-jordan.org |