الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية العراق

التاريخ الهجري    3 من صـفر الخير 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 02
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 30 آب/أغسطس 2022 م

 

 

 

بيان صحفي

العراق من الانسداد السياسي إلى المجهول

 

 

دخل العراق منذ انتخابات تشرين العام الماضي في دوامة الانسداد السياسي، بسبب الخلاف الشيعي – الشيعي، حول شكل الحكومة بين الأغلبية التي نادى بها التيار الصدري، والتوافقية التي دعا إليها الإطار التنسيقي، ثم ازداد المشهد تعقيداً عندما فعَّل الأخير خيار الثلث المعطِّل، ما حال دون اختيار رئيس الجمهورية، ومن ثم عطل اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة.

 

فما كان من مقتدى الصدر إلا الإيعاز إلى نواب تياره بالانسحاب من العملية السياسية، ثم النزول إلى الشارع واقتحام مقر البرلمان العراقي، ورفض دعوات الحوار، تحت شعار: لا حوار مع الفاسدين، وهكذا أصبح الوضع العراقي في ضياع وتيه.

 

إلى أن أعلن المرجع الشيعي كاظم الحائري يوم الاثنين الموافق 2022/8/29 اعتزال العمل المرجعي، والتوصية باتباع مرجعية علي خامنئي المرشد الأعلى في إيران، معللاً ذلك بسوء حالته الصحية والتقدم في العمر الذي يحول دون قيامه بمهام المرجعية، وقال في بيانه: "على جميع المؤمنين إطاعة الوليّ قائد الثورة الإسلاميّة سماحة‌ آية الله العظمى السيّد عليّ الخامنئي دام ظلّه، فإنّ سماحته هو الأجدر والأكفأ على قيادة الأُمّة وإدارة الصراع مع قوى الظلم والاستكبار في هذه الظروف التي تكالبت فيها قوى الكفر والشرّ ضدّ الإسلام المحمّدي الأصيل".

 

وهذا يُظهر وبوضوح الضغط الإيراني على الحائري للتخلي عن مقتدى الصدر الذي تعود مرجعيته إليه، وجاء ذلك صريحاً في بيانه إذ قال فيه: "على أبناء الشهيدين الصدرين قدّس الله سرّهما أن يعرفوا أنّ حبّ الشهيدين لا يكفي ما لم يقترن الإيمان بنهجهما بالعمل الصالح والاتباع الحقيقيّ لأهدافهما التي ضحّيا بنفسيهما من أجلها، ولا يكفي مجرّد الادعاء أو الانتساب، ومن يسعى لتفريق أبناء الشعب والمذهب باسم الشهيدين الصدرين رضوان الله تعالى عليهما، أو يتصدّى للقيادة باسمهما وهو فاقد للاجتهاد أو لباقي الشرائط المشترطة في القيادة الشرعيّة فهو - في الحقيقة - ليس صدريّاً مهما ادعى أو انتسب".

 

وكان رد الصدر على هذا القرار، إعلان الاعتزال النهائي للشؤون السياسية في تغريدة له على توتير، وقال: "يظن الكثيرون بما فيهم السيد الحائري دام ظلّه أنَّ هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم، كلا إنَّ ذلك بفضل ربّي أولاً، ومن فيوضات السيّد الوالد قدّس سرّه، الذي لم يتخلّ عن العراق وشعبه"، مضيفاً أّنَّ: "النجف الأشرف هي المقرّ الأكبر للمرجعية كما هو الحال دوماً"، وأكد أنَّ قرار الحائري لم يكن بمحض إرادته في إشارة واضحة إلى الضغط الإيراني.

 

وعلى إثر هذه التصريحات، دخل البلد في فوضى عارمة، حيث قام المتظاهرون باقتحام القصر الجمهوري، وخرج آلاف المتظاهرين في باقي المحافظات، وأُعلن حظر التجوال في عموم البلد من الساعة السابعة مساءً، وحتى إشعار آخر، وذكرت الشرقية الفضائية أن "الكاظمي يشرف على الانتشار الأمني والتعامل العسكري مع تظاهرات الخضراء".

 

ومما سبق فإنَّ هذه الأحداث المتسارعة تقود البلد إلى مزيد من التعقيد لا يُستبعد وصوله حدَّ الاقتتال، وهذا ما تراهن عليه أمريكا، لكي تقوم هي بعد ذلك بدور المنقذ لتفرض حلولاً تخدم مصالحها ومشاريعها في المنطقة.

 

أيها المسلمون في العراق:

 

لقد قلنا لكم سابقا، وبينا لكم مرارا، أن القوى الخارجية المحتلة وأذنابها من الدول الإقليمية والكتل السياسية التي تحكمكم، لا يلقون لكم بالا، ولا يهتمون لمشاكلكم ولا لمعاناتكم، وهمهم الوحيد مصالحهم، وما تشاهدونه اليوم من قتلى وجرحى في صفوفكم، خير شاهد على أنهم لا يعنيهم بأي واد تهلكون، فالمشهد السياسي العراقي ليس عفويا بل هو بفعل فاعل، يريد من خلاله تحقيق مصالحه وتنفيذ مخططاته.

 

أيها المسلمون:

 

إن هذه التضحيات سوف تذهب سدى كما ذهبت غيرها ما لم تدركوا حقيقة المشكلة وحقيقة العلاج، فحقيقة المشكلة هي النظام السياسي ودستوره الذي فرضه المحتل الأمريكي، والذي من خلاله جذر الطائفية والعرقية في البلد، وسيبقى هذا المشهد المأساوي يخيم على البلد، طالما بقي هذا النظام الديمقراطي الفاسد الذي يجعل من الإنسان مشرعا من دون الله هو من يتحكم بمصير الشعوب.

 

وحقيقة العلاج هو أن تعي الأمة أن الخلل في هذا النظام، فتثور عليه وتقيم مكانه نظاما تكون السيادة فيه للخالق وحده، نظاما إنسانيا عادلا، لا فضل فيه لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى، تعرف الأمة ما لها وما عليها، ويعرف الحاكم ما كلفه الله به من تطبيق شرعه، وأنه راع استرعاه الله وسوف يسأله عما استرعاه فيه، مصداقا لقوله ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ عَلَيْهِمْ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ...».

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية العراق

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية العراق
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
www.domainnomeaning.com
E-Mail: infohtiraq@gmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع