الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية العراق

التاريخ الهجري    13 من صـفر الخير 1443هـ رقم الإصدار: 1443 / 01
التاريخ الميلادي     الإثنين, 20 أيلول/سبتمبر 2021 م

بيان صحفي


الحكم الشرعي في الانتخابات المزمع إجراؤها في العراق

 


بعد ما شهده العراق من مظاهرات عمت العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية بسبب تردي الأوضاع والفساد المستشري في كل مفاصل الدولة، وما أسفرت عنه من تنحي رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ومجيء مصطفى الكاظمي الذي وعد بالقضاء على الفساد وإجراء انتخابات مبكرة في العاشر من شهر تشرين الأول، وما حواه هذا القرار من حلٍّ مزعوم لشقاء الناس وبؤسهم والتي صُوّرت على أنها البلسم الشافي لجراحات هذا الشعب المبتلى... ومنذ مدة والحكومة العراقية تبذل قصارى جهدها لإنجاح هذه الانتخابات بعد عزوف الناس عنها وهي تحاول إقناع الشارع أن هذه الانتخابات ستكون نزيهة وأن هناك مراقبين دوليين للحفاظ على نزاهتها وكأنه يخاطب غير المسلمين، إذ لم يعد للحكم الشرعي ذكر في حكمها! وقزموا القضية في الشخص الصالح أو الفاسد، حتى المرجعية تحث على عدم اختيار الفاسدين تحت مقولة "المجرب لا يجرب"، متغافلة عن بيان الحكم الشرعي فيها! وهكذا غيبوا الحكم الشرعي الذي يقيد أفعال العباد.


ومع أن هذه الانتخابات هي أكبر أكذوبة ابتدعها الاحتلال الأمريكي في العراق حيث إنه أسس لنظام المحاصصة الذي أشاع الفساد في مفاصل الدولة وتركها متخلفة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والاجتماعية، فقد جعل نظام الحكم فيدرالياً وقسّم السلطات على المكونات؛ فرئاسة السلطة التنفيذية (الحكومة) للشيعة، ورئاسة السلطة التشريعية (البرلمان) للسنة، ورئاسة الجمهورية للكرد، ووضع الدستور، وترك للناس اختيار من ينفذ هذه المنظومة، إلا أن ما يهمنا بوصفنا مسلمين هو الحكم الشرعي في هذه الانتخابات، وهنا لا بد لنا من فهم واقع الانتخابات وبيان حكم الشرع فيها.


إن واقع الانتخاب هو اختيار من يكون نائبا أو وكيلا عن الجماعة للقيام بعمل ما، فقد يكون في إمارة السفر أو الصلح بين المتنازعين أو الحكم الذي يتولى فيه الحاكم شؤون الأمة، فالانتخاب هو وكالة ونيابة وهو مباح كأسلوب، ولكن الإسلام يسلط الحكم على الفعل الذي سيقوم به الوكيل المنتخب وليس على الأسلوب، فالقاعدة الشرعية تقول "الوكيل كالأصيل"، فإذا كانت الأعمال التي يقوم بها الشخص مباحة كانت الوكالة جائزة، وإذا كانت هذه الأعمال محرمة كانت الوكالة محرمة أيضا، ومعرفة الحكم الشرعي في الانتخابات المقبلة (ترشيحاً) و(انتخاباً) يوجب معرفة أعمال المجلس التشريعي أو (البرلمان)، لكي يتبيّن لنا جواز الوكالة في هذا العمل من عدمه.


وأهم أعمال البرلمان هي:


أولا: تشريع القوانين التي تُلزِمُ السلطتين التنفيذية والقضائية، وهذا يعدّ من أخطر أعمال البرلمان وأوضحها كفرا لأنها تنازع الباري عز وجل في السيادة وتجعلها للإنسان وليست لله (أي شرعه)، قال تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾.


ثانيا: انتخاب رئيس الدولة أو رئيس الوزراء الذي يحكم بغير ما أنزل الله، وهذا حرام شرعاً لأن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾.


ثالثا: منح الثقة للحكومة أو حجبها عنها على أساس الدستور الكفري الذي وضعه المحتل، وجعله الأساس والمرجعية في فض النزاعات، والله سبحانه يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾.


هذه أبرز الأعمال وهناك غيرها مما يخص السياسة الخارجية والسياسة الداخلية كعقد الاتفاقيات والمعاهدات التي تمكّن الكافر من بلاد المسلمين والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، وسياسة التعليم والقضاء والتي جميعها قائمة على العلمانية وعقيدة فصل الدين عن الحياة.


وعليه ومما تقدم فإنّ المشاركة في هذه الانتخابات (ترشيحاً) و(انتخاباً) هي حرام شرعاً؛ لأنها توكيل فيما حرمه الله تعالى، توكيل لأشخاص سيحكمون البلاد بحكم الطاغوت (النظام الديمقراطي) وهو نظام كفر؛ لأنه يعطي صلاحية التشريع للبشر من دون الله تعالى، فضلاً عما سيجلبونه إلى البلاد والعباد من مصائب وويلات.


أيها المسلمون في العراق: لقد أخلصنا في نصحكم من أول يوم دخل فيه الكافر المحتل بلادنا وبيّنا حكم الشرع في كلّ ما جرى من أحداث، وها نحن اليوم نذكّركم، امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾، ونكرر ذلك حتى يأذن الله تعالى بنصره الموعود للثلة المؤمنة التي تعمل منذ زمن لاستئناف الحياة الإسلامية، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 


المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية العراق

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية العراق
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
www.domainnomeaning.com
E-Mail: infohtiraq@gmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع