المكتب الإعــلامي
ولاية العراق
التاريخ الهجري | 20 من شـعبان 1442هـ | رقم الإصدار: 1442 / 07 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 02 نيسان/ابريل 2021 م |
بيان صحفي
موازنة العراق وجيوب الفاسدين
بعد ثلاثة أشهر من الشد والجذب والتراشق بين أعضاء البرلمان بالشتائم والتضارب بالأيدي أقر البرلمان العراقي موازنة 2021 والتي يبلغ حجمها 130 تريليون دينار عراقي (89.65 مليار دولار)، ويعتمد العراق في موازنته على ما يصدره من نفط.
فمنذ احتلالها للعراق عام 2003م قامت أمريكا بتسليمه لطغمة فاسدة تربت على أيديها وصُنعت على عينها، ومنذ ذلك الحين وحال العراق من سيئ إلى أسوأ، فالقاصي والداني يعرف أن هذا البلد من أغنى البلاد بما حباه الله من ثروات وخيرات، وهذه الأرقام التي نسمعها في إقرار الموازنات على مدى سبعة عشر عاما هي مبالغ ضخمة وهي فقط من حصة النفط عدا الكثير الذي تجنيه الحكومة العراقية من باقي الثروات كالكبريت والفوسفات والغاز وغيرها والتي لا يعلم أهل العراق عنها شيئا، وكذلك المنافذ الحدودية والضرائب والكهرباء والماء والوقود والوقف التابع لديوان الوقف وغيره مما لا يسع المقام لذكره.
نقول: أين تذهب كل تلك المبالغ ولم يظهر في الواقع أي أثر لها؟! فغالبية الناس تعيش الفقر والعوز، والبنى التحتية خراب في خراب، حيث تبلغ نسبة البطالة في العراق 27 بالمائة، فيما تبلغ نسبة الفقر 25 بالمئة، وفق أحدث إحصاء لوزارة التخطيط.
والجواب على ذلك واضح والكل يعرفه؛ إنها تذهب إلى جيوب الفاسدين الذين لم يعد يشبعهم شيء ولا يردعهم شرف ولا دين، ولهذا رأيناهم في البرلمان يتصارعون ويتضاربون ويشتم بعضهم بعضا وكأنهم كلاب وقعت على جيفة، فغاية كل واحد منهم هي ما يحصل عليه هو وكتلته من هذه الفريسة، وهذا ما يؤدي إلى عدم إقرار الموازنة كما حصل عام 2020م، أو تأخيرها لأشهر كما حصل هذا العام، والذي يطلع على فقرات الموازنة وكيفية توزيعها يرى ذلك واضحا أمامه.
أيها المسلمون في العراق: كل هذا يحدث وكل تلك الأموال التي تسمعون عنها والتي لا تسمعون تهدر ولا ينالكم منها إلا الفتات، ومع ذلك فهم كل عام يزفون البشرى لكم على إقرار الموازنة والتي هي ملككم لأن الأساس الذي تقر به الموازنة هو ما يصدّره العراق من النفط والذي هو ملكية عامة ومع ذلك يتقاسمونها وكأنكم لا ناقة لكم فيها ولا جمل، فإلامَ السكوت وعلامَ الخنوع وأنتم تسامون سوء العذاب؟!
أيها المسلمون في العراق: إن الله يأمركم بالأمر بالمعروف وإنكار المنكر، قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾، وهل هناك منكر أكبر من هذا وأنتم ترون حرمات الله تنتهك وحقوقكم تسلب وأموالكم تنهب والرسول الكريم ﷺ يقول: «إِذَا رَأَيْتَ أُمَّتِي تَهَابُ فَلَا تَقُولُ لِلظَّالِمِ يَا ظَالِمُ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ» رواه الحاكم في المستدرك؟!
أيها المسلمون في العراق: اعلموا أنه لا حل لكم ولا علاج لحالكم إلا بتحرير العراق من المحتل وأذنابه، وإقامة شرع الله في دولة الخلافة على منهاج النبوة؛ دولة ترعى شؤونكم بشرع ربكم وتنالون فيها حقوقكم ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية العراق |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.domainnomeaning.com |
E-Mail: infohtiraq@gmail.com |