المكتب الإعــلامي
ولاية العراق
التاريخ الهجري | 8 من صـفر الخير 1441هـ | رقم الإصدار: 1441 / 01 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 07 تشرين الأول/أكتوبر 2019 م |
تصريح صحفي
انتفاضة ضد الفساد وبحثا عن لقمة العيش
ابتداءً من يوم الثلاثاء 2019/10/1 والأيام التالية، خرجت في مدن وسط وجنوب العراق تظاهرات كبرى دعا لها ناشطون وعاطلون عن العمل للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل ثم محاسبة الفاسدين وأخيراً المطالبة بإسقاط الحكومة.
وتصدت قواعد الأمن للتظاهرات بقسوة من استخدام المياه والقنابل المسيلة للدموع وأخيراً إطلاق الرصاص الحي مما أدى إلى وفاة عدد من المتظاهرين في بغداد والحلة والنجف والبصرة والديوانية والناصرية وغيرها من المدن حيث تجاوز عدد الوفيات المائة والمصابين أكثر من ستة آلاف حسب بيان وزارة الداخلية، واعتقل المئات من المتظاهرين، ورغم أن الحكومة قامت بقطع خدمة الإنترنيت إلا أن المظاهرات استمرت وبقوة، واقتحم مسلحون مكاتب عدد من القنوات الفضائية وقاموا بغلقها بعد الاعتداء على موظفيها بالضرب وتحطيم أجهزة المكاتب.
وفي منتصف ليلة الجمعة ألقى عادل عبد المهدي رئيس الوزراء خطاباً متلفزاً تحدث فيه عن أوضاع البلاد ومثل خطابه خيبة أمل للناس إذ لم يعرض أي خطة لمحاربة الفساد أو القضاء على البطالة أو توفير الخدمات وهي المطالب الرئيسية للمتظاهرين، وإنما تكلم بجمل إنشائية من مثل (أن سنة واحدة من الحكم لا تكفي لحل مشاكل البلاد) ولا ندري على من يكذب رئيس الوزراء بكلامه هذا، إن عادل عبد المهدي يعتبر أحد أركان النظام منذ 2003 ولحد الآن وسبق أن كان نائباً لرئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات، فهل كان نائباً أم نائماً ولم يستيقظ إلا بعد انتهاء ولايته وتوقف راتبه ومخصصاته الفلكية؟!
إن أمريكا التي احتلت العراق جاءت بمجموعة فاسدة لإدارة البلاد همها الوحيد هو نهب خيراته وتدمير منشآته حيث ذهبت موارد العراق النفطية التي تجاوزت التريليون دولار من 2003 ولغاية 2019 وتم إيقاف كافة المصانع وتدمير الأراضي الزراعية التي استولى على الكثير منها العصابات المسلحة بعد طرد مالكيها، وأصبحت مناطق العراق مقاطعات يسيطر عليها مليشيات مسلحة، ووُزعت مناصب الدولة بين أحزاب السلطة، ودمرت مدن عديدة بعد تسليمها لتنظيم الدولة، وهاجر الملايين إلى خارج العراق بحثاً عن الأمان ولقمة العيش، وانتشر الفساد بكل أشكاله وشاعت الرذيلة ونوادي القمار وأصبحت المخدرات تجارة شبه علنية يتعاطاها الشباب... كل ذلك تحت حماية مافيا السلطة (الأحزاب والمليشيات).
إن المظاهرات ليست وليدة هذا اليوم، فمنذ عشر سنوات والاحتجاجات قائمة بدأت في مدن الرمادي والموصل والحويجة وقمعت بالقوة المسلحة وسلمت بعد ذلك هذه المدن إلى تنظيم الدولة لتدميرها.
وقبل أكثر من سنتين شهدت بغداد تظاهرات كبرى قام التيار الصدري باحتوائها وإنهائها.
ومنذ حوالي السنة اندلعت التظاهرات في البصرة التي ضرب طوق إعلامي قوي حولها، ومنذ أربعة أشهر يتظاهر في بغداد أصحاب الشهادات العليا. كل هذه التظاهرات والاحتجاجات ولم تحرك الحكومة ساكنا لمعالجة مشاكل المتظاهرين. والآن تحرك الناس نتيجة عدم اهتمام السلطة بحل مشاكلهم وخاصة مشكلة البطالة القاتلة.
إن مشاكل العراق ومصر وتونس والجزائر وسوريا وغيرها من بلاد المسلمين هي نتيجة طبيعية لتسلط مجموعة من المجرمين عملاء الغرب الذين ينفذون مشاريع أسيادهم ويعيثون في البلاد فساداً، هذا الفساد الذي هو إفراز طبيعي لتطبيق النظام الرأسمالي بأبشع صوره على أمة كانت خير أمة أخرجت للناس أعزها الله بالإسلام الذي حكمها 1300 عام لم تشهد فيه بطالة أو كساداً أو انهياراً اقتصادياً.
إن طلبات المتظاهرين يجب أن تكون بحلول جذرية وليس ترقيعات للنظام الرأسمالي العفن، وتغيير أشخاص يجربون كل يوم وصفة فاسدة ليزيدوا جراح الأمة، إن الحل الجذري لا يكون إلا بتحكيم شرع الله الذي ينقذ ليس المسلمين فحسب وإنما البشرية جمعاء، وصدق الله القائل: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153]
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية العراق |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.domainnomeaning.com |
E-Mail: infohtiraq@gmail.com |