المكتب الإعــلامي
ولاية العراق
التاريخ الهجري | 4 من ربيع الاول 1431هـ | رقم الإصدار: |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 19 شباط/فبراير 2010 م |
إلى: الأخ الدكتور غاندي محمد عبد الكريم / رئيس مجلس الإدارة المحترم: الموضوع / رد على مقال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنه في صباح الخميس 18 شباط 2010 طالعتنا صحيفتكم الغراء (المشـرق) في عددها (1732) وفي صفحتها الأولى بخبر اعتقال أحد شباب حزب التحرير هو: (المحامي نادي خزعل الدليمي) من قبل قوة أمنية في ناحية (أبي صيدا) من محافظة ديالى، وأن التهمة الموجهة إليه هي: " الانتماء للمجموعات المسلحة التابعة لحزب التحرير الإسلامي"، على حد تعبير الخبر.
ونرى من حقنا أن نرد عليكم ونصحح (مفهوماً خاطئاً) فيه ما فيه أُلصق عمداً ودون أدنى دليل بحزب عريق كحزب التحرير، وإليكم الرد راجين الاطلاع عليه ونشره في عدد لاحق، دفعاً للظلم ونصرة للحق، مع وافر شكرنا وفائق احترامنا:
إنّ حزب التحرير: حزب سياسي مبدؤه الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن نبعه الخالص عن شوائب الفكر الرأسمالي خصوصاً، وباقي الأفكار والثقافات الغربية والشرقية عموماً .. أسسه عام 1953م، في القدس الشريف العلامة القاضي تقي الدين النبهاني رحمه الله تعالى.
فهو إذن حزب يعمل في السياسة ويدين بالإسلام، هدفه الأسمى: استئناف الحياة الإسلامية في واقع الحياة بإقامة دولة الخلافة الراشدة عل منهاج النبوة، متخذاً لذلك سبيلاً أوحداً لم يتزحزح عنه على طول مسيرته المباركة، ألا وهو تحكيم شرع الله عز وجلّ ولم شمل المسلمين في العالم في دولة واحدة كدولة الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، وذلك عن طريق (الصراع الفكري والكفاح السياسي) عبر العمل في الأمة الإسلامية ومعها بطرح الأفكار الإسلامية ونصح الأمة بما يرفع من شأنها كخير أمة أخرجت للناس كما أرادها الله تعالى .. ودون اللجوء إلى (الوسائل المادية) كاستخدام السلاح أو التفجير أو ما شاكل ذلك .. اقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طيلة مسيرته (13) عاماً قبل أن يقيم الدولة الإسلامية المباركة الأولى في المدينة المنورة، وقد قدّم هذا الحزب العريق المبارك العديد من الشهداء في عموم العالم الإسلامي ومنه العراق خلال سعيه لتحقيق هذه الغاية السامية.
وعلى الرغم من شهرة هذا الحزب العريق وعمله في معظم أقطار المعمورة بما يزيد على نيف وأربعين بلداً إسلامياً وغير إسلامي، ولما يزيد على نصف قرن من الزمن، لم تسجل عليه حادثة عنف واحدة أو عمل مادي، لا في بلاد المسلمين ولا غيرها؛ لأنه يتخذ من النقاش الفكري ودحض الحجة بالحجة، برسم الخط المستقيم بجانب الخط الأعوج، ليتضح الحق من الباطل، والخطأ من الصواب.
ولحزب التحرير ثروة فكرية زاخرة في مجال العقائد والأفكار والسياسة والاقتصاد والقضاء والقانون والاجتماع والثقافة الإسلامية والتربية والتعليم ودستور إسلامي متكامل مستنبط من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة، والقياس الشرعي كما هو مقرر في علم أصول الفقه، فضلاً عن مناقشة فكرية مبدئية لأكبر مبدأين انتشرا في العالم المعاصر (الرأسمالية والاشتراكية) داحضاً إياهما مُبطلاً عقيدتهما مُبيّناً فساد معالجاتهما في كل مجالات الحياة، فضلاً عما أوصلا إليه العالم عموماً والعالم الإسلامي خصوصاً، من ويلات وحروب ظالمة واغتصاب للثروات بالقوة العسكرية، وإنّه ليسرّنا إهداؤكم مفردات تلك المنظومة الفكرية متى طلبتم ذلك.
إن ما بيّناه في هذا العرض الموجز، ليس سرّاً بل يعرفه القاصي والداني، ومنهم رجالات الحكم الخالي في العراق، والمراجع الإسلامية المتنوعة، وذلك عبر الوفود واللقاءات والمؤتمرات، ...الخ.
إنّ حادثة الاعتقال آنفة الذكر وما نشر عنها لتدخل في: "حمى العملية الانتخابية" المزمع إجراؤها بداية الشهر القادم، لاشتهار موقف حزب التحرير من (العملية السياسية) وتحريمه خوض هذه الانتخابات، لاستنادها إلى العقيدة العلمانية (عقيدة فصل الدين عن الحياة) وهي تناقض الإسلام جملة وتفصيلاً، ولأن الغاية منها اختيار برلمان يحتكم إلى عقول البشر (نواب الشعب) بدل الاحتكام إلى شرع الله تعالى القويم، وهو ما حرّمه الإسلام، قال تعالى: {فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ}، فضلاً عن وجود الكافر المستعمر الذي استباح الحرمات ونهب الثروات.
إنّ حزب التحرير ـ إذن ـ ليس له قوة مسلحة تتمثل بجناح عسكري أو مليشيات مسلحة، لأنه حزب سياسي يتخذ من النقاش الفكري الهادئ وسيلة لنشر أفكار الإسلام وإبطال أفكار الكفر بالحجج والبينات، ومن زعم غير ذلك فعليه بالبرهان، ولن يجده.
الأخ رئيس مجلس إدارة الصحيفة المحترم:
إنّا لنربأ بكم عن نشر أخبار غير دقيقة، بل مضللة، فيها ما فيها من الكذب والافتراء، سيما وأنكم من عائلة معروفة اشتهرت بين المسلمين بحبها للإسلام ونصرته.. لذا نكرر رجاءنا بنشر هذا المقال وتصحيح الخبر التزاماً منكم بقواعد الأمانة الصحفية، ونصرة للحق وتحرياً للصدق والأمانة.
وفي الختام نسأله تعالى أن يجعلكم دعاة للحق وأنصاراً للإسلام، وقّافين عند حدوده، قال تعالى: {وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية العراق |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.domainnomeaning.com |
E-Mail: infohtiraq@gmail.com |