الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
هولندا

التاريخ الهجري    22 من ربيع الاول 1436هـ رقم الإصدار: 04 /1436
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 13 كانون الثاني/يناير 2015 م

بيان صحفي الدعوة إلى (إسلام أوروبي) هي محاولة جديدة لعلمنة الإسلام (مترجم)


لم يتوقف الهجوم على الإسلام بعد حادثة الاعتداء على صحيفة شارلي إيبدو في باريس الأسبوع الماضي، فبعض وسائل الإعلام الغربية بالإضافة إلى بعض صناع القرار عبروا صراحة في الأيام الماضية عن كون الإسلام يشكل تهديدا، بينما تكلم العديد من السياسيين من دول العالم ضمنيا عن مشكلة الإسلام، بل حتى إن نتنياهو رئيس وزراء كيان يهود دعا إلى تحالف دولي لمواجهة التطرف الإسلامي وحماية الحضارة الغربية.


جدير بالذكر أن العديد من الحكومات الأوروبية مشغولة منذ فترة طويلة بإعداد الخطط والسياسات من أجل إعادة صياغة الإسلام أو بعبارة أدق إيجاد إسلام جديد يتفق مع القيم والمعايير الغربية الليبرالية، هذا بالتزامن مع تشديد القبضة على المسلمين، ففي النمسا على سبيل المثال، أعلن وزير الاندماج مؤخرا أن حكومته ستقوم بتقديم قانون جديد يعمل على تعزيز الإجراءات وتشديدها ضد التطرف، أما في بلجيكا فهناك العديد من الأصوات التي تنادي بما يسمى (إسلاماً أوروبياً)، وفي هولندا فإن الحكومة قد شددت من إجراءاتها لمحاربة التطرف من خلال سن إجراءات وقائية قمعية، هذا عدا عن أن الترويج لـ (إسلام هولندي) يجري له على قدم وساق.


إن النداءات لإعادة صياغة الإسلام ليست وليدة اللحظة، بل إن هذه الفكرة كانت سببا لدراسات وأبحاث لسنوات طويلة ماضية، إلا أنها لم تكن تحظى باهتمام كبير من قبل الحكومات الغربية، لأن الحكومات الغربية كانت تفضل اعتماد سياسة الذوبان والتي تؤدي إلى انصهار المسلمين في المجتمع بعد أن يضعف فهم المسلمين للإسلام مع مرور الوقت وينفضوا من حوله ويتركوا الالتزام به، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع، فعلى الرغم من الجهود المسعورة لمنع الخمار في بعض البلاد الأوروبية مثل بلجيكا وفرنسا، ومواصلة محاربة الرموز الإسلامية الأخرى بين الحين والآخر، بقي المسلمون ثابتين متمسكين بهويتهم الإسلامية، ومع ذلك استمرت سياسات الغرب لإضعاف فهم المسلمين للإسلام من أجل ضرب أحكام الإسلام وعلمنته، وقد أسسوا من أجل ذلك مراكز ومنظمات إسلامية على صلة وثيقة بالحكومة وأعدوا دراسات إسلامية لتخريج الأئمة أو قل تشكيل الأئمة بما يتوافق مع الفكر الغربي، إلا أن صناع السياسة لم يكتفوا بهذا، لذلك فإنهم يرون أنه لا بد من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المسلمين في المجتمع، ولهذا فإن حادثة الاعتداء على شارلي إيبدو كانت تمثل أعظم فرصة لهؤلاء السياسيين من أجل الدفع بفكرة صياغة الإسلام، ومضاعفة الجهود من أجل إيجاد ما يسمى بـ(إسلام أوروبي)، ليكون إسلاما بديلا وهميا للمسلمين في الغرب، وهذا يفسر قيام الغرب بتقسيم الإسلام إلى إسلام متطرف وإسلام معتدل، فـ(الإسلام المتطرف) لا يتفق مع الإسلام الذي يروج له الغرب، لذلك طالب الغرب المسلمين بالابتعاد عنه.


لقد استخدمت الحكومة الإعلام وما يبثه من سموم وتشويه للإسلام، وحملات التخويف من الإسلام من أجل الضغط على الجالية المسلمة، وللقبول بما يسمى (الإسلام الأوروبي) ولإعطائه شيئا من المصداقية كان لا بد من أن يتم الترويج له من داخل الجالية المسلمة، ولذلك عمدت الحكومة إلى من يؤثرون في المسلمين مثل الأئمة والدعاة ليقوموا بدورهم في شرعنة هذا الإسلام الجديد.


فليكنْ واضحا لكل مسلم أن هذا المشروع برمته ليس إلا لحرف المسلمين عن دينهم، فإن ما يسمى بصياغة الإسلام مبني على أن النصوص القرآنية والأحاديث النبوية ليست صالحة لكل زمان ومكان، وإنما كانت صالحة للتطبيق في فترة محددة ليس إلا، ما يعني أن هذه النصوص ليست صالحة للتطبيق في زماننا هذا، وهذا يتعارض مع قطعيات الإسلام التي توجب تطبيق الإسلام في كل زمان ومكان، وتوجب تغيير كل شيء ليتفق مع الإسلام، لا أن نعمل على تغيير الإسلام ليتفق مع الفكر العلماني والثقافة الغربية وقيمه كما يريد أبالسة الغرب، ولذلك كانت الدعوة إلى (إسلام أوروبي) تتناقض تماما مع العقيدة الإسلامية وما هي إلا لعلمنة الإسلام.


أخيرا، فإن الإسلام لم يأت ليوافق الواقع الحالي الفاسد بل جاء ليغيّره، ولا يجوز الحديث عن الإسلام بالكيفية التي ترضي الناس، بل بالكيفية التي ترضي رب الناس، ولذلك فإن على المسلمين في بلاد الغرب أن يقاطعوا كل المشاريع الشيطانية التي تلجأ إليها الحكومات الغربية والتي تهدف منها إلى تذويب المسلمين، ويجب عليهم أيضا، وخاصة في هذه الظروف الصعبة، أن يتمسكوا بالهوية الإسلامية، وأن يحملوا الدعوة إلى دين الله بكل فخر واعتزاز وحكمة كما فعل ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم دون أن ينحرفوا عن طريقه قيد أنملة.

 

أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
هولندا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0031 (0) 611860521
www.hizb-ut-tahrir.nl
E-Mail: okay.pala@hizb-ut-tahrir.nl

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع