الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية مصر

التاريخ الهجري    28 من صـفر الخير 1446هـ رقم الإصدار: 1446 / 07
التاريخ الميلادي     الإثنين, 02 أيلول/سبتمبر 2024 م

 

بيان صحفي

 

المقاطعة واجبة لكنها ليست حلا بل وهمٌ يخدع الناس أنهم قاموا بما يجب عليهم!

 

في بيان مثير للجدل، طالب الأزهر الشريف المسلمين بتسخير كافة الإمكانات السياسية والدبلوماسية والشعبية لتجديد تفعيل مقاطعة منتجات كيان يهود، وذلك في إطار حماية الدم الفلسطيني والمقدسات الإسلامية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، جاء هذا الطلب في ظل تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية، حيث وُصف الإجراء كخطوة ضرورية لدعم الشعب الفلسطيني في محنته المستمرة. وأكد الأزهر أن المقاطعة تمثل أحد أبرز أشكال المقاومة الشعبية التي يمكن أن تُسهم في إلحاق الضغط على الاحتلال. وأعرب البيان عن قلقه العميق إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون من انتهاكات، مشدداً على أهمية التضامن العالمي مع قضيتهم العادلة. وأفاد علماء الأزهر بأن تجديد المقاطعة هو رسالة واضحة تعكس مدى استعداد الأمة الإسلامية للوقوف بجانب قضية فلسطين. وقد دعا الأزهر إلى ضرورة تكثيف جهود بعض الحكومات لتعزيز التعاون مع المؤسسات الإسلامية والدول التي تدعم القضية الفلسطينية. (أخبار الغد 2024/9/1).

 

إن قضية فلسطين هي قضية محورية لكل الأمة وعلى رأسها مصر التي كانت الدرع الحامي للأرض المباركة ومنها انطلق الناصر صلاح الدين محررا المسجد الأقصى بعد عقود من احتلاله من الصليبيين، وها هي الأرض المباركة قد احتلها يهود ودنسوا مقدسات الإسلام فيها وأوغلوا في دماء أهلنا هناك، والأمر لم يبدأ مع السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بل من أول يوم داست أقدامهم النجسة أرضنا المباركة، فلماذا تظهر دعوات المقاطعة بين الحين والآخر؟ أليس في مقدور الأمة صنع شيء غير المقاطعة؟ وهل يمكن أن تجدي المقاطعة؟ وما الذي يجب على الأمة تجاه أهلنا في فلسطين؟

 

إن المقاطعة فرض على المسلمين، فلا يجوز إقامة أي علاقة تجارية أو سياسية أو ثقافية مع كيان يهود، فهو دولة محاربة فعلا ومحتلة للأرض المباركة فلسطين. وعلى الرغم من وجوب مقاطعة كيان يهود، إلا أنها حيلة العاجز، وهو خلاف ما عليه الأمة عامة وأهل مصر خاصة، وهم القادرون على سحق كيان يهود في ساعة من نهار. فمقاطعة أهل مصر لا تسقط عنهم واجبهم الأعظم في قتال يهود وتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين. كما أن المقاطعة واجبة في حق الدولة ابتداء وليس في حق الشعوب فقط، فهي التي بيدها منع الاستيراد والتصدير وليس الشعوب، ولو فعلت لحصلت المقاطعة طبيعيا، ولكن أن تظل الدولة تصدر وتستورد ويقال للشعوب قاطعي، فهذا ضحك على الذقون! ولا تظهر دعوات المقاطعة وكأنها ليست واجبة في جميع الأحوال ولا الحالة التي يجب أن تتبع مع يهود وداعميهم في كل الأوقات، فلا تظهر إلا عندما يشتد بطش يهود بأهلنا في الأرض المباركة وكلما أوغلوا في دمائهم وانتهكوا حرمات الأمة ودنسوا مقدساتها! وعندما يشتد غضب الناس إزاء جرائم يهود ويوشك هذا الغضب أن ينفجر بركانا في وجه أنظمة العار التي تحمي الكيان الغاصب، تأتي تلك الدعوات لامتصاص غضب الناس والتنفيس عنهم!

 

إن المقاطعة وإن كانت واجبة إلا أنها لن تحمي أهلنا في فلسطين ولن توقف دعم الغرب ليهود، وهي ليست مقاطعة فعلية؛ فالنظام المصري يستورد الغاز الطبيعي من كيان يهود بعد أن تنازل لهم فعليا عن حقول كانت داخل مياه مصر الإقليمية، وهو الداعم الأول لكيان يهود والحارس الأقرب لحدوده؛ فقد سخر موانئ مصر لتدعم الكيان بما يحتاج، وفوق هذا فهو الذي يكبت غضب الناس ويمنعهم ويمنع جيش الكنانة من تحرير كامل فلسطين.

 

إن التركيز على دعوات المقاطعة فقط دون الدعوة لتحريك الجيوش القادرة حقا على تحرير فلسطين، لا يجوز أن يكون عمل الأزهر وعلمائه ولا علماء الإسلام، فأرض فلسطين ملك لكل الأمة، وهم يعرفون أنه لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفع من اغتصب شبرا من أرض الإسلام، يقول ابن عابدين في حاشيته (3/238): "وفرض عين إن هجم العدو على ثغر من ثغور الإسلام فيصير فرض عين على من قرب منه، فأما من وراءهم ببعد من العدو فهو فرض كفاية إذا لم يحتج إليهم، فإن احتيج إليهم بأن عجز من كان بقرب العدو عن المقاومة مع العدو أو لم يعجزوا عنها ولكنهم تكاسلوا ولم يجاهدوا فإنه يفترض على من يليهم فرض عين كالصلاة والصوم لا يسعهم تركه، وثم وثم... إلى أن يفترض على جميع أهل الإسلام شرقاً وغرباً على هذا التدريج".

 

إن الدعوة للمقاطعة وحدها هي انصراف بالأمة عن واجب الجهاد وصرف للأبصار عن وجوب المطالبة بتحريك الجيوش لنصرة أهل الأرض المباركة ومحاسبة الحكام على خذلانهم لأهلنا هناك، ولهذا فدعوات المقاطعة وحدها دون الدعوة لتحريك الجيوش خطر على أهل فلسطين؛ إذ توهم الناس أنهم قد قاموا بما يجب عليهم تجاه الأرض المباركة، فهي نوع آخر من خذلانهم بدعوى العجز عن نصرتهم بينما تستطيع الأمة الكثير؛ فيستطيع الناس الوقوف في وجه النظام الذي يحرس هذا الكيان وأن يطالبوا جيش الكنانة باقتلاعه من جذوره وكل ما من شأنه أن يحول بينهم وبين تحرير فلسطين، وأن يقيموا للإسلام دولته التي تدفعهم دفعا للقيام بما أوجب الله عليهم من جهاد لاقتلاع الكيان الغاصب ونصرة المستضعفين في كل الأرض وليس في فلسطين وحدها. وواجب الأزهر وعلمائه أن يبينوا للناس أن حالة المقاطعة هي الحالة الأصلية التي يجب أن يكونوا عليها مع ما ينتج عن هذا الكيان وداعميه وكل المتعاملين معه، وأنه لا يجوز أن يكون بيننا وبينه أية علاقات إلا حالة الحرب حتى يتم اقتلاعه من أرض الإسلام، وأن يعرفوهم ما أوجب الله على الأمة وجيوشها تجاه فلسطين وأرضها ومقدسات الإسلام، وأن تحرير فلسطين هو أوجب ما يكون على جيش الكنانة قبل غيره وهو قادر على ذلك حقا وفي ساعة من نهار.

 

يا علماء الأزهر: هذا هو واجبكم فأروا الله منكم ما يحب، وكونوا نورا يرشد الناس للخير والبر، ونارا تحرق النظام الداعم والشريك لمن يقتل أهلنا في فلسطين، وقولوا له كما قال السحرة لفرعون ﴿فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾، واعلموا أن كيده في نحره ومكره إلى بوار، والله ناصر جنده ومعز دينه ولو كره الكارهون، فطالبوا بالحق وحرضوا الناس عليه واثبتوا وثبتوهم حتى يأتي نصر الله، واعلموا أن الجنة سلعة الله الغالية، فاطلبوها بحقها وأجركم على الله، عسى أن يجري الحق على أيديكم فيستجيب لكم من ينصر الإسلام ويقيم دولة تطبقه على الناس وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد رسالة هدى ونور للعالمين.

 

﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية مصر

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية مصر
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
www.hizb.net
E-Mail: info@hizb.net

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع