نشرت جريدة "الأيام" المصرية على موقعها الإلكتروني بتاريخ 27 أيلول/سبتمبر تقريرا بعنوان يقطر كذبا وبهتانا، تدعي فيه أن {حزب التحرير يُكفِّر الأستاذ فهمي هويدي}، والغريب في الأمر أن محتوى التقرير الذي كتبه للجريدة من يُدعى (محمد جلال) هو التقرير نفسه بالكلمة والحرف الواحد المنشور على موقع "محيط" الإلكتروني، ولكن الكاتب هناك شخص آخر يُدعى عمرو عبد المنعم كتب التقرير ذاته في اليوم نفسه ولكنه سابق لصاحبه في جريدة الأيام بنحو ساعة تقريبا، ونحن لا ندري هل هما شخص واحد يكتب باسمين مختلفين؟ أم هما شخصان مختلفان ولكن أحدهما سرق الخبر من الآخر وقام بتغيير العنوان فقط. ففي موقع "محيط" اختلف العنوان شيئا ما ولكنه يحمل المضمون الكاذب نفسه إذ يقول العنوان [حزب «التحرير الإسلامي» يُهاجم فهمي هويدي ويتهمه بـ«الكفر» و«الفسوق» لإنكاره الخلافة].

إن المقال الذي كتبه رئيس المكتب الإعلامي للحزب شريف زايد لا يحمل أي مضمون تكفيري للكاتب فهمي هويدي، ولا ندري من أي العبارات التي حواها المقال استشف كاتبا التقرير أن حزب التحرير يُكَفِّر الأستاذ فهمي هويدي، فالمقال يرد على الكاتب ردا فكريا يفنِّد فيه ادعاء هويدي أن الخلافة دولة دينية وهي غير مقبولة في هذا العصر، وأن الانشغال بها انشغال [بِهَمٍّ كاذب]، ويقول لهويدي أنه كان الأولى به أن ينضم للصوت العالي في الأمة اليوم المطالب بحكم الإسلام من خلال النظام الذي حدده الشرع لهذه الأمة ألا وهو نظام الخلافة.

وأخيرًا فنحن نقول لمن افترى علينا الكذب، وقَوَّلنا ما لم نقل، أن اتقوا الله أولًا، ثم عليكم ثانيًا أن تلتزموا أمانة النقل دون تلفيق وكذب وإثارة، أم أنكم هكذا تعلمتم في مدارس إعلامكم الكذب والدجل وتزوير الحقائق لمجرد الإثارة؟ اتقوا الله وقولوا قولا سديدًا. إن حزب التحرير لا يكفر أحدا من المسلمين، وليس هذا عمله، ونتحدى كاتب التقرير أن يثبت علينا أننا كفرنا فهمي هويدي أو أي أحد غيره، إلا من يكفره الإسلام قطعا.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾