الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    20 من شـعبان 1441هـ رقم الإصدار: 1441 / 21
التاريخ الميلادي     الإثنين, 13 نيسان/ابريل 2020 م

 

 

بيان صحفي

الرأسمالية تستغل دائماً بأي وسيلة

 

(مترجم)

 

لا يزال الفيروس التاجي يوقع الخراب في جميع أنحاء العالم، وقد بدأ قادة العالم، الذين لجأوا جميعاً إلى المبدأ الرأسمالي طلباً للحل، في إبعاد اللوم عن أنفسهم وسياساتهم، وكذلك عن فشل الرأسمالية في تلبية احتياجات البشرية في مثل هذه الأزمة.

 

ومثلما كانت الرأسمالية هي سبب الأزمات المالية السابقة، فهذا هو حالها أيضاً حيال الركود العالمي القادم، ولكن المدافعين عنها سيحاولون إلقاء اللوم على الفيروس، أو حتى على الناس العاديين. لم تكن سوى النخبة الرأسمالية هي التي أغرقت العالم بالديون لإنقاذ نفسها من أزمة عام 2008، وهي التي تفعل الشيء نفسه مرة أخرى. وزيادة الديون إنما تزيد من الألم الذي سيحدث عندما تنفجر الأزمة أخيراً.

 

لا تقتصر دورة الازدهار والانهيارات القاتلة بعدها على نحو متزايد على التذكير الصارخ بالفشل المطلق للرأسمالية، بل والسخرية أيضاً من قادة "العالم الحر" الذين يفرضون سياسات اقتصادية - يتباهى بها الاشتراكيون - على شعبهم في محاولة لتلطيف وقع سقوطهم.

 

ومع ذلك، فإن الرأسماليين أنفسهم قد حرصوا على أن تحظى مصالحهم بالاهتمام الأول، حيث يستفيد الكثير منهم بشكل كبير من عمليات الإنقاذ الحكومية الضخمة لمصالحهم، كما فعلوا في عام 2009.

 

تتحمل شبكات التجارة العالمية حالياً العبء الأكبر من التباطؤ في الغرب، حيث تحاول الشركات الرأسمالية التملص من الالتزامات المتعاقد عليها، وخفض الأسعار، ورفض دفع الأموال المستحقة عليها، وإلغاء الطلبات على السلع المصنعة بالفعل. ومن المتوقع أن يعاني العمال الفقراء في بنغلادش وباكستان والأردن، على سبيل المثال، من العواقب الناجمة عن ذلك، كل ذلك لمجرد إنقاذ الشركات الكبرى في الغرب.

 

بالإضافة إلى تدمير الاقتصاد المتدهور بالفعل، فإن الرأسمالية مسؤولة عن الإهمال العالمي للرعاية الصحية اللازمة، والافتقار المتعمد للاستعداد لمثل هذا الوباء، وتردد السياسيين والمستشارين في اتخاذ إجراءات حاسمة في وقت مبكر بخصوص القيام بالاختبار الواسع عن الفيروس والحجر الصحي لوقف انتشار الوباء قبل أن يخرج عن نطاق السيطرة. وكما هو الحال دائماً مع المفكرين الرأسماليين، كان الفيروس مشكلة لا صلة لهم بها. فهي إما نتيجة القومية أو العنصرية أو مجرد شيء من الجشع والتنافس.

 

طوال هذه الأزمة، كان الافتقار إلى الاستعداد وإلى المعدات في المستشفيات في صميم اتخاذ القرار، سواء أكان ذلك فيما يتعلق بمعدات الاختبار أو في معدات حماية العاملين في المستشفيات أو في أجهزة العناية المركزة. عزم صانعو السياسة في بريطانيا على ترك غالبية السكان يصابون بالعدوى، وركزوا بدلاً من ذلك على "تحقيق منحنى مستوٍ" (أي وقف التزايد) لنشر العدوى، وذلك حتى لا يثقل كاهل المستشفيات؛ وفي الواقع كان شعار حشد دعم الشعب هو "لإنقاذ الخدمات الصحية العامة".

 

كان الناس العاديون الذين يهتمون بجيرانهم يعوضون بالفعل عن فشل الحكومة من خلال خياطة وصناعة معدات حماية في منازلهم، وهو ما أشادت به وسائل الإعلام، لكن الصحفيين عامة فشلوا تماماً في محاسبة الحكومة على سبب الحاجة لذلك الدعم من الناس، ولماذا تأخر القيام بالاختبار الجماعي، أو لماذا كانت مصالح الشركات الصغيرة أكثر أهمية من الاختبار الجماعي المبكر والحجر الصحي.

 

الآن بدأ الحديث عن استراتيجيات الخروج، ومن الواضح تماماً أن الرأسمالية ليس لديها استراتيجية، وأن السبيل المعقول الوحيد أمام العالم هو الخروج من الرأسمالية. المدافعون الذين تحدثوا في كثير من الأحيان عن تلطيف قسوة الرأسمالية بدأوا يدركون أن التعفن هو في صميم الأيديولوجية نفسها.

 

لن يكون العالم كما هو مرة أخرى أبداً، فالعولمة قد واجهت عقبة رئيسية، الاستمرار في إزالة الغابات والتلوث والاستهلاك بمعدل رأسمالي، وأن إعطاء الأولوية للشركات الجشعة لا يمكن أن يستمر دون رادع؛ وقد أصبح الاعتراف بكل هذا علنياً اليوم.

 

خلق الله السماوات والأرض، وخلق الله البشرية، وخلق الله الفيروس. بينما اخترعت البشرية العقيدة العلمانية وأيديولوجيتها الرأسمالية، التي استغلت الأرض وسكانها لصالح القلة، على حساب الجميع. والفيروس انما استغل وجود عيوب النظام العالمي العلماني.

 

بعث الله الرسول محمداً e بالهدى للبشرية جمعاء، فأكرم الضعيف والعاجز، وفرض الرعاية وعدم الإهمال، وأخذ على يد الظالم من القيام بالاستغلال والقهر الذي نشهده اليوم.

 

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى

 

يحيى نسبت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
بريطانيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 07074192400
www.hizb.org.uk
E-Mail: press@hizb.org.uk

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع