الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    14 من ربيع الثاني 1441هـ رقم الإصدار: 1441 / 11
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 11 كانون الأول/ديسمبر 2019 م

بيان صحفي


التغيير الحقيقي لا يأتي عبر صندوق الاقتراع
(مترجم)

 


جرى إقحام العديد من الموضوعات المثيرة للمشاعر في الحملة الانتخابية، كالإشارة إلى أن المرشح المناسب يمكن أن يساعد في حل المشكلات التي يهتم بها المسلمون مثل فلسطين وكشمير، والرُّهاب من الإسلام، أو الترويج للقيم الليبرالية داخل المدارس.


في الواقع لن تتم معالجة أي من هذه القضايا بشكل صحيح من أولئك الذين سيفوزون في الانتخابات؛ لأن هذه المشكلات قد نشأت في الأصل عن الأيديولوجية العلمانية التي لا تملك حلولاً لها.


فالرُّهاب من الإسلام، على سبيل المثال، لن يتم حله من مرشح واحد أو آخر، ولا من حزب أو آخر. إن النقد اليومي للمسلمين لكونهم مسلمين، والاتهامات الشمولية ضد الجالية المسلمة، صريحة أو ضمنية، هي جزء من صراع منظم بشكل محكم لقمع الإسلام الذي تستخدم فيه جميع القوى. فالحكومة ووسائل الإعلام تمارس الضغط لجعل غير المسلمين حذرين من الإسلام والمسلمين، ولجعل المسلمين يرفضون الكثير من دينهم كي يستبدلوا به قيما علمانية ليبرالية. والهدف من ذلك هو تحويل المسلمين للعلمانية، لذا يتم النظر إلينا بشك، بحيث يبدو أن أي إجراء رسميّ ضدنا مبرر لدى الرأي العام. لا يمكن أن يتخلصوا من الإسلام من خلال نقاش عقلاني، لذلك يستخدمون الخداع وينشرون الجهل بين العامة على أمل أن يرفض الناس "خيال المآتي"، أي الشبح الذي اصطنعوه، وسموه إسلاماً زوراً.


الطريق أمام المسلمين لإنهاء الرُّهاب من الإسلام والرد على الهجوم على ديننا هو أن نتحدى باستمرار وبشكل قوي القيم الليبرالية العلمانية التي تحملها النخبة التي تقف وراء الرهاب من الإسلام. عرض الخط المستقيم الذي يمثل الإسلام مقابل الأيديولوجية الرأسمالية الغربية الملتوية هو الطريقة الإسلامية للدعوة والطريقة المؤكدة لتغيير منكر الكراهية الجهولة للإسلام.


ليست الدعوة إلى المشاركة في الانتخابات في الواقع أكثر من خطة لإهدار طاقة الناس، وتوجيه إحباطهم من النظام إلى ممارسة غير مجدية، حيث تجعلهم يشعرون أنهم يحققون شيئاً ما، بينما سيرون في المستقبل مجرد مزيد من الإلهاء والتسويف وتراكم المخاوف حتى موعد الانتخابات المقبلة.


التصويت في الديمقراطية هو مجرد ورقة تين تستخدم لإخفاء الواقع المخزي للنظام الرأسمالي. إنه يعطي التصور بأن الناس لديهم سلطة وضع القوانين ومحاسبة الحكام، لتشعر الناس بقدرتهم وأهميتهم، وأنهم مسؤولون. بينما في الواقع، لا يضع الناخب أجندة للحكومة، ولا يقرر القوانين التي يتم سنها، ولا يختار السياسات، ولا يحاسب صناع القرار الحقيقيين. لأنه بمجرد انتهاء التصويت واختيار الناس ممثلهم في البرلمان، لن يعود لهم أي تأثير عليهم، سوى التهديد بعدم انتخابهم لممثلهم مرة أخرى بعد خمس سنوات. هذا التهديد في الواقع حافز ضئيل لجعل اهتمامات الناس أولوية في نظر الحكومة، حيث تتلاعب وسائل الإعلام المؤسسية بالرأي العام لضمان أن تكون للمرشحين المطلوبين صورة مقبولة للانتخاب قبل موعد الانتخابات القادمة. في غضون الفترة ما بين الانتخابين، يتمتع الحزب (وليس الناخبون) بنفوذ عليهم، وكذلك النخبة القوية، التي تمتلك وسائل الإعلام الخاصة بالشركات، والتي لا يتأثر بها الرأي العام كما يتأثر بها بقية السكان. تقوم النخبة القوية بتمويل مجموعات الضغط ومؤسسات الدراسات التي توفر خيارات سياسية للسياسيين للتصويت عليها، بعد الضغط عليها ومراوغتها لحماية مصالح النخبة الخاصة بها على حساب جميع الآخرين. السياسيون الذين يصوتون لصالحهم ليسوا هناك لحماية مصالح الناس. إنهم موجودون للحفاظ على الوضع الراهن وحماية مصالح الرأسماليين. وبالتالي، فإن التصويت في الديمقراطية ليس وسيلة لإحداث أي تغيير ذي معنى، سواء أكان صغيرا أم كبيرا. لذا فالتغيير الحقيقي لا يكون ولا يمكن أن يكون من خلال صندوق الاقتراع.


تقع على عاتق أمة محمد e مسؤولية قيادة شعوب العالم لإخراجهم من ظلمات الرأسمالية إلى نور الإسلام. يقول الله تعالى: ﴿الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾. [سورة إبراهيم: 1]


إذا تبنينا معايير الظلم والقمع والبؤس التي تقوم عليها الرأسمالية الديمقراطية العلمانية، فبماذا سنخرج الناس من الظلمات إلى النور؟ بل بدلاً من ذلك، سنكون معهم في الظلام، غير قادرين على العثور على نور الإسلام؛ لأننا نكون قد خلطنا نور الإسلام بالكثير من العلمانية، بحيث لا يمكن للمرء أن يميز النور من الظلام.

 

 

يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير
في بريطانيا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
بريطانيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 07074192400
www.hizb.org.uk
E-Mail: press@hizb.org.uk

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع