الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    11 من ربيع الثاني 1441هـ رقم الإصدار: 1441 / 10
التاريخ الميلادي     الأحد, 08 كانون الأول/ديسمبر 2019 م

بيان صحفي


الناتو سيحمي الديمقراطيات الغربية، لكن من سيحمي العالم من هذه الديمقراطية؟
(مترجم)

 


أولت وسائل الإعلام الغربية الكثير من الاهتمام هذا الأسبوع للسلوكيات الطفولية لما يسمى بقادة العالم المجتمعين في مؤتمر الناتو الذي انعقد في بريطانيا هذا الأسبوع. في الوقت الذي حظيت فيه الخلافات البسيطة ومظاهر الغرور الهشة لهؤلاء السياسيين العابثين بتغطية واسعة، فإن الخبر الحقيقي في الاجتماع هو عدم أهمية الناتو. لم تكن القمة في الواقع أكثر من مجرد تجمع لقادة الاستعمار ووكلائهم الذين لا يعيرون بالاً لشعوب العالم.


تدعي منظمتهم المريضة أنها تعمل من أجل ضمان أمن العالم، لكنها لا تستطيع تحديد استراتيجية أو خطة متماسكة لأن دولها الأعضاء قد مزقها التنافس فيما بينها. كجماعة من الضباع، تجمعت هذه الدول معا من أجل مصالح مشتركة، تتغذى على بؤس مختلف المناطق والشعوب في جميع أنحاء العالم. فحيثما تدخل حلف الناتو بتنسيق على مدار العشرين عاماً الماضية، سواء أكان في أفغانستان أو ليبيا، لا يمكن للمرء أن يجد هناك سوى آثار الدمار والبؤس.


هؤلاء الحلفاء هم سبب الكوارث للعالم، بسبب تبنيهم للأيديولوجية الرأسمالية، التي تجعل كل قراراتهم تدور حول المنافع المادية، وتحول الناس في المجتمع إما إلى حيوانات مفترسة أو فريسة. وبعد أن أصبحت اقتصاداتها حالياً تكافح من أجل البقاء، وتضعف قبضتها على مناطق مختلفة من العالم، فقد بدأت جماعة الضباع تفترس بعضها بعضاً. بالإضافة إلى زيادة الصراع فيما بينها ونزاعاتها التجارية، تعمل دول الناتو المختلفة على إنشاء شراكات وعلاقات خارجية جديدة خاصة بها، وبالتالي فهي تتجاهل منظمتها شبه المنتهية الميتة. تستخدم الولايات المتحدة في بعض الأحيان انتشار "الإرهاب"، وبروز الصين، أو تهديد روسيا أسلوبا لمناشدة أوروبا لدعم حلف الناتو والتجمع خلف القيادة الأمريكية. يهدف التصرف الغريب للرئيس دونالد ترامب إلى إقناع الأوروبيين بزيادة المساهمة في التحالف. في الوقت نفسه، تتطلع القوى الأوروبية المختلفة إلى إبرام صفقاتها مع قوى أخرى في العالم من أجل فتح أسواق وتحالفات جديدة. وفي صراعها لعدم الاستقرار السياسي المتزايد، والاقتصادات الراكدة، أصبحت هذه الدول المتلاشية أكثر استماتة في التنافس فيما بينها.


لقد خدم الناتو أمريكا جيداً على مر السنين؛ بمنع أوروبا ما بعد الحرب من التطور على أساس عسكري - صناعي من شأنه أن ينافسها في نهاية المطاف في العالم، وبمنع روسيا من توسيع نفوذها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. لقد كان الناتو بالفعل خطة مارشال للقرن الواحد والعشرين. قال وزير الخارجية الأمريكي السابق وارن كريستوفر في عام 1994 إن "حلف الناتو سيبقى أساس صلة أمريكا بأوروبا ومركز الأمن عبر الأطلسي. هذا هو السبب في أننا يجب أن نبقيه قوياً وحيوياً ومواكباً (للظروف). بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، كان الناتو دائماً أكثر من مجرد استجابة مؤقتة لتهديد مؤقت. لقد كان الضامن للديمقراطية الأوروبية وقوة للاستقرار الأوروبي. لهذا السبب استمرت مهمته على الرغم من أن الحرب الباردة قد انحسرت منذ زمن". إن الالتزام باستخدام الناتو كأداة للهيمنة الأمريكية لم يتغير، على الرغم من نوبات (تصريحات) ترامب غير المنتظمة من وقت لآخر. علاوة على ذلك، فإنه على الرغم من الضعف العسكري والاقتصادي لروسيا اليوم، فإن تهديدها لأوروبا لا يزال مبالغاً فيه لتبرير استمرار وجود الناتو، مما يقلل من الرغبة في تكامل أوروبي أعمق، لا سيما في مجال الأمن.


على الرغم من الادعاءات المتبجحة التي يطلقونها عن أيديولوجيتهم الليبرالية، فإنها حقيقة تاريخية أن المنافسات بين القوى الرأسمالية أدت إلى اندلاع الحربين الأكثر دموية في تاريخ البشرية. كان القرن العشرون قد خربته الحروب بالوكالة التي شنتها الدول الرأسمالية في تنافسها مع بعضها البعض ومع الشيوعيين.


لذلك فقد حان الوقت لأن يتخلى العالم عن هذه الأيديولوجية السامة، التي تلوث كل جانب من جوانب الحياة البشرية من خلال السعي لتحقيق الربح المادي على حساب كل القيم الأخرى.


لقد حان الوقت أيضاً لظهور شكل جديد من أشكال القيادة السياسية، يعمل على تحقيق تقدم مادي، ولكنه يوسع نفوذه العالمي جنباً إلى جنب مع انتشار القيم الأخلاقية والروحية والإنسانية. أصبح العالم بحاجة ماسة إلى ظهور دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتتسنم هذه القيادة.

 

 

يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير
في بريطانيا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
بريطانيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 07074192400
www.hizb.org.uk
E-Mail: press@hizb.org.uk

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع