الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    4 من محرم 1441هـ رقم الإصدار: 1441 / 01
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 03 أيلول/سبتمبر 2019 م

بيان صحفي


بوريس يظهر الوجه الحقيقي القبيح للديمقراطية الرأسمالية


(مترجم)

 


مع غرق رئيس الوزراء بوريس جونسون أمام داونينج ستريت وسط المتظاهرين، وهم يهتفون "أوقفوا الانقلاب"، أصبح الكثيرون من عامة الناس في بريطانيا يشعرون بالهلع من تجاهل السياسيين لرعاية شؤونهم. ليست هذه الحقيقة جديدة بالنسبة للمسلمين، سواء هنا في بريطانيا، أو في الديمقراطيات الخارجية التي فرضتها بريطانيا الاستعمارية بالقوة على الناس. في كل مناسبة تتظاهر مجموعة من الأثرياء من النخبة بالاهتمام بشؤون الناس، بينما تعمل في الواقع لصالح الشركات فقط ولمصلحة الذين يدعمونهم من الأقوياء الذين يستغلون البلاد وشعبها.


إذا تصدت مجموعة من الناس للقمع، ولكشف الفساد، يظهر الوجه الحقيقي القبيح للديمقراطية، وذلك باستخدام كل أنواع التشريعات القاسية والحملات الإعلامية التشهيرية التي تسعى لتشويه صورة منافسيهم لإلحاق الهزيمة بهم. هذه هي الحرية التي استخدمها المستعمرون الغربيون منذ أكثر من قرن، بينما هي فاسدة حتى النخاع.


اعتادت المؤسسة البريطانية على إخفاء فسادها عن الناس، لكن التصدع الشديد الذي أحدثته قضية البريكسيت بإظهار الانقسام وسط النخبة وأحزابها السياسية قد دفع بالمشاجرات الشعبية إلى الشوارع؛ فظهرت قفازات السلطة للتعامل القاسي معها. إن عدم النضج وقلة الفكر لدى جميع السياسيين أمر بارز، حيث يدعو كلا الجانبين ومؤيدوهم إلى إجراءات صارمة للحصول على ما يريدونه. لا ينبغي أن تكون لغة الثورة والانقلابات مفاجأة حقاً، عندما يرى المرء أن الرابطة الوحيدة التي تربط بريطانيا معاً هي مجرد ولاء ضعيف للديمقراطية وقومية متنامية شديدة التشرذم.


تزرع الحكومات المتعاقبة منذ فترة طويلة بذور عدم الثقة بين شعبها، بالتوازي مع مؤيديها من وسائل الإعلام الخاصة بالشركات. لقد كان من المنتظر أن تؤدي لغة الصحافة البذيئة والمليئة بالكراهية إلى يأس الناس من السياسيين وعدم ثقتهم بصدق ونزاهة السياسة. روي أن رسول الله e قال: «إِنَّ الأَمِيرَ إِذَا ابْتَغَى فِي النَّاسِ الرِّيبَةَ أَفْسَدَهُمْ».


هذا هو واقع الخطاب السياسي في بريطانيا اليوم: فيه استقطاب لدرجة أنه لا تنفع معه الكلمات لإقناع جانب بوجهة نظر الطرف الآخر. كما هو الحال بالنسبة لمعظم الأمور التي أفسدتها الرأسمالية، فقضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأحدثها تعطيل عمل البرلمان هي واحدة من أمثلة فساد القيادة التي تمارسها طبقة النخبة من الرأسماليين الأثرياء. كان يمكن أن تكون بريكسيت مسألة تقنية بسيطة يقررها الخبراء، ولكن تم طرحها بحماقة على الناس باعتبارها حيلة ضحلة. أصبحت الآن الحجج المؤيدة والمعارضة غير ذات صلة تقريباً، حيث إن الحقيقة قد أفسحت المجال للكراهية والشك. في الواقع، تغذي المصالح المختلفة لمختلف النخب الرأسمالية الانقسام. يتم تحول الناس من جانب إلى آخر، بينما لا هُمْ ولا سبل عيشهم تهمّ نخبة الأثرياء أو أبواقهم السياسية.


لا جديد في ذلك، لأن الشعب البريطاني العادي لم يكن له دور حقيقي في السياسة. لكن الوعي على هذه الحقيقة لم يكن قوياً أبداً بين الناس العاديين. لقد حاولت حكومتا ماي وجونسون باستمرار استبعاد البرلمان من القيام بدور في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع محاولة بوريس استبعاد البرلمان من أي دور في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، والحديث عن تعطيله وتجاهل دوره، وهو أحدث وأكبر عملية ازدراء ترتكبها الحكومة حقاً لكل من الديمقراطية وشؤون الشعب. كشفت قضية البريكسيت عن حقيقة الديمقراطية، بأنها حكم النخبة للنخبة ولصالح النخبة.


إن صنم الديمقراطية الزائف، الذي تمت عبادته لفترة طويلة ملقىً الآن على الأرض محطّماً. يقول الله تعالى: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾. [الإسراء: 81].


إن النظام السياسي الإسلامي خالٍ من مثل هذه التناقضات، حيث لا يكون الحاكم أبداً فوق القانون، فالسياسة لا تسيّر بالنفعية، ومحاسبة الحاكم هي مهمة يومية لا مرة واحدة كل أربع سنوات. والمسلمون مستعدون وجاهزون لمناقشة صحة النظام الإسلامي على خلاف النظام الديمقراطي الفاشل وغير المنتج.


هناك العديد من الأمثلة على أن الرسول e لم يكن حاكماً لأي جماعة معينة من النخبة. فعلى سبيل المثال، عندما سرقت المرأة المخزومية وحاولت قريش التماس العفو لها من رسول الله e، فقال e: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمِ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمِ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَد، وَأيْمُ اللهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا».


هذا مثال للعدل والمبدأ الذي أتى به، الذي يجب أن نلفت انتباه الناس إليه، خاصة أثناء صحوهم من السمّ الذي يتناولونه، ليروا أن الديمقراطية المخدّرة كانت دائماً سماً، تأكلهم من الداخل وهم أحياء. يقول الله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ، وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.

 

 

يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
بريطانيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 07074192400
www.hizb.org.uk
E-Mail: press@hizb.org.uk

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع