الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
أفغانستان

التاريخ الهجري    2 من صـفر الخير 1446هـ رقم الإصدار: أفغ – 1446 / 03
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 07 آب/أغسطس 2024 م

 

بيان صحفي

 

جنوب آسيا تقف عند مفترق طرق تاريخي؛

بين التحرّك نحو الخلافة الراشدة الثانية أو استمرار الأنظمة السابقة بوجوه جديدة

 

(مترجم)

 

أجبر مسلمو بنغلادش الشجعان، من خلال موجة من الاحتجاجات، الشيخة حسينة، رئيسة وزراء البلاد، على الفرار بشكل مهين بعد فترة طويلة من الحكم القمعي والاستعماري، ما أدى إلى نهاية حكمها المظلم.

 

نهنئ المسلمين في بنغلادش على هذه اللحظة التاريخية، ونرى فيها فرصة عظيمة وبداية صحوة ليس فقط في بنغلادش بل في جميع أنحاء جنوب آسيا. من دون أدنى شكّ التطورات السياسية في السنوات الثلاث الماضية في جنوب آسيا يمكن مقارنتها بـ"الربيع العربي". لقد وضع الانسحاب المخزي للولايات المتحدة من أفغانستان، والوضع السياسي والأمني ​​الهش في باكستان، والآن التغييرات في بنغلادش، وضعت المنطقة أمام اختبار تاريخي. في هذه اللحظة الحرجة، نرى أن النقاط والدروس التالية جديرة بالملاحظة:

 

تحاول القوى الاستعمارية الغربية عرقلة هذه الفرصة العظيمة للتغيير، وهي رغبة قديمة لشعب بنغلادش وجنوب آسيا بالكامل، من خلال تغيير الوجوه. تكمن المشكلة الرئيسية في نظام الحكم للدول القومية على الأراضي الإسلامية، وتغيير الوجوه لن يحلّ المشكلة.

 

وكما حدث مع بداية الربيع العربي، عندما فرّ بن علي من تونس ولم يحدث أي تحسن لأن النظام ظلّ على حاله، كما أطيح بحسني مبارك في مصر لكن الظروف ساءت لأنّ النظام نفسه جلب فرداً أكثر قمعاً وخيانةً مثل السيسي إلى السلطة. وفي باكستان أيضاً حدثت تغييرات في القيادة المدنية والعسكرية، ولكن بما أن النظام الاستعماري الفاسد ظلّ على حاله، فقد ساءت الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية. وقد تكرّرت تجربة تغيير الوجوه بأشكال مختلفة في أفغانستان أيضاً. لذلك، يجب على الشعب المسلم في بنغلادش أن يتعلم من مثل هذه الأخطاء التاريخية ولا يسمح لهذا التعطش للتغيير بأن يروى باستبدال عدد قليل من الوجوه. فالقوى الاستعمارية تحاول بمختلف الحيل المحافظة على نفوذها في بنغلادش من خلال جلب وجوه جديدة دون تغيير النظام.

 

إنّ الدرس المستفاد من مثل هذه الأحداث هو أن جذور السلطة يجب أن تكمن عميقاً داخل المجتمع؛ وإلاّ فلن تستمر مثل هذه الحكومات.

 

ولهذا السبب، يعتبر الإسلام أن المصدر الشرعي الوحيد للسلطة هو البيعة. ولكن الحكومة البنغالية عملت على أساس سياسة الحزب الواحد والاستبداد، معتمدة بشكل كبير على العلاقات مع القوى الأجنبية. وهناك درس آخر وهو أن السياسة "الموجهة نحو الاقتصاد" التي انتهجتها الحكومة البنغالية، تظهر أنّ المجتمع لا يمكن أن يتقدم من خلال الاقتصاد وحده، خاصةً الاقتصاد الرأسمالي، لأن الناس لا يحتاجون فقط إلى القيم المادية ولكن أيضاً إلى القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية. وبسبب عدم التوافق بين سياسات الحكومة وقيم الناس، أدى الحكم إلى الفساد.

 

إنّ النقطة الحاسمة هي أنه إذا لم تكن الانتفاضات الشعبية مبنية على مبدأ وفكر أساسيين، فإنها ستنحرف ولن تثمر.

 

لقد أظهرت التجارب التاريخية أنّ المسلمين نجحوا دائماً في هزيمة المحتلين والإطاحة بالأنظمة الاستبدادية لكنهم فشلوا في مرحلة بناء النظام والحكم. لذلك، فإن رغبة غالبية المسلمين في بنغلادش وجميع المسلمين في جنوب آسيا هي إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة والحكم على أساس الإسلام. لا ينبغي للمسلمين في بنغلادش أن يتركوا الفرصة التي تحققت لهم بعد سنوات من النضال والتضحيات التي لا تعدُّ ولا تُحصى، تفلت من أيديهم تحت شعارات ديمقراطية خادعة وبدون تغييرات جذرية في طبيعة النظام. لذا، ينبغي لأهل القوة في المنطقة أن يتحدّوا هذه الفرصة ويستغلوها لوضع أسس الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، لأن أي نظام آخر غير الخلافة سيؤدي إلى استمرار الاحتلال والاستعمار والأزمات والدكتاتورية.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية أفغانستان

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أفغانستان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
E-Mail: hizbuttahrir.af@gmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع