الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

هل الغرض من استصدار إذن المجلس بالتدخل العسكري هو: لإسقاط نظام بشار أم هو ضد المسلمين الذين يعملون لإسقاطه؟ "مترجم"


إن الهجوم الذي استهدف مقاطعة "أقجي قلعة" التابعة لمدينة "شانلي أورفا" يوم الأربعاء 3/10/2012 من الجانب السوري والذي أدى إلى مقتل خمسة من أبناء المسلمين هو من مخططات نظام البعث والكفار القذرة. إن قيام شبيحة بشار بأعمال التدمير في سوريا منذ ما يقرب من عشرين شهرا دون أن يؤثروا في إصرار أهل الشام على إسقاط نظام الطاغية، ثم ما ظهر من عدم قدرة أمريكا ودول المنطقة حتى الآن على إيجاد البديل لمرحلة ما بعد بشار، كل هذا دفع أمريكا وعملاءها إلى التفكير بمخططات جديدة بسبب دوار العجز الذي أصابهم.


إن الحكومة التركية التي اكتفت فقط بإطلاق تصريحات الشجب والاستنكار لأعمال القتل التي يرتكبها نظام بشار منذ بداية الثورة وإلى يومنا هذا، حتى إنها لما أُحرجت من الناس بالرد، فهي لم تردَّ بشكل مؤثر يهز الطاغية، بل صارت تردّ على استحياء... هذه الحكومة قد أصبحت ذيلا للمجتمع الدولي وتابعا للسياسة الأمريكية المتعلقة بسوريا، تمضي قدما لتكون الآلة المنفذة في هذه المخططات القذرة. وقد دل على ذلك استصدار الإذن من البرلمان بالتدخل بعد الحادثة وبصورة مستعجلة، والادعاء بأن استصدار الإذن بالتدخل هو رسالة للنظام السوري... هكذا في ظاهر الأمر، إلا أن الواقع على حقيقته ليس كذلك، بل الحقيقة الظاهرة للعيان هي أن الحكومة التركية التي تهدد وتتوعد لا يمكنها أن تقدم على أي هجوم مخطط له فعلياً ضد النظام السوري دون موافقة حلف الأطلسي أو الولايات المتحدة الأمريكية على الأخص حتى ولو قُتل من مواطنيها مهما قتل! وحادثة إسقاط الطائرة دليل على ذلك... إذنْ ما هو المغزى من هذه التطورات، وما هو الهدف من استصدار إذن بالتدخل العسكري؟


إن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لم يعثرا بعدُ على حل لإيجاد البديل المناسب في سوريا عن حكم بشار الذي هو في حكم المنتهي سياسيا. في مقابل ذلك فإن مجموعات المقاومة المؤلفة من قيادات عسكرية تهزّ أركان نظام البعث ومَن وراءه، وذلك لمطالبة هذه المجموعات بدولة إسلامية، والكفار وعملاؤهم يتحسبون فعلاً من قيام دولة إسلامية في سوريا، حيث إن ذلك يشكل ضربة قاتلة للولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وروسيا، وإيران، والأنظمة العربية وتركيا...، فجميعها تبذل الوسع في عدم قيام دولة إسلامية في سوريا... وإذا قامت فقد يفكرون، وبخاصة أمريكا، بهجوم عسكري تبدؤه تركيا، وهكذا تحشد تركيا على الحدود، وهو حشد في ظاهره ضد نظام بشار، ولكنه لأقرب لأن يكون ضد أي نظام إسلامي صحيح يقوم في سوريا خارج عن نفوذ أمريكا... هذا فضلاً عما تكسبه الحكومة التركية من تأييد الرأي العام لخطواتها التي تحاول الحكومة إظهارها كأنها انتقام من قتلة أبناء المسلمين في مقاطعة "أقجي قلعة"!


إن إجراء المناورات العسكرية في الآونة الاخيرة على الأراضي التركية والحشود العسكرية وإنشاء "آلية العمليات" بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وقيام مسؤولين رفيعي المستوى من الدول الكافرة ودول المنطقة بزيارات مكثفة إلى تركيا... كل ذلك يؤشر إلى استعدادات عسكرية... فلمن يا تُرى هذه الاستعدادات العسكرية: أهي ضد نظام بشار المجرم وشبيحته، أم ضد المسلمين الذين هم على وشك الإطاحة به؟


إنه لا يُتصور أن يقف أحد من المسلمين ضد هذا التدخل العسكري لو كان حقيقة لصالح إيقاف الظلم في سوريا وإسقاط نظام بشار، لكن الوقائع الجارية تدل على أن الدولة التركية لا تعمل على إسقاط نظام الطاغية إلى أن تقرر أمريكا ذلك بعد أن تكون وجدت العميل الجديد الذي يخلف العميل الحالي، أو صنعته إن تأخر وجوده، وخشيت أن يملأ الفراغ غيرها... إن أمريكا مشغولة حالياً بهذا الأمر، ولم تصل بعد إلى نهايته، وهكذا فلا تحرك الحكومة التركية جيشاً بشكل فاعل لإسقاط بشار بالرغم من سفك دماء المسلمين في سوريا كل يوم ومنذ ما يقارب العامين، وبالرغم من انتهاك حرمات حرائر المسلمين، وبالرغم من صور التعذيب التي فاقت كل التصورات!


لقد كنا نتمنى، والرأي العام مهيأ على هذا النحو، أن تهب حكومة حزب العدالة والتنمية بالإضافة إلى القوات المسلحة التركية، كما كان يفعل أجدادنا في عهد الدولة العثمانية لنجدة المسلمين الذين يستصرخون، ونصرتهم برفع الظلم عنهم، لا أن تمتنع الحكومة التركية كما نراها اليوم عن نصرة الأهل في سوريا بإزالة الظلم عنهم...!


لكن المتدبر لتصرف الحكومة التركية والإذن الأخير الذي صدر من المجلس بالتدخل العسكري، ثم تصريحات المسئولين بأن هذا الإذن مجرد رسالة... يتبين أن تركيا غير جادة بالتصرف من نفسها، بل تنتظر أمراً من أمريكا خدمة منها لمخططاتها القذرة التي تستهدف المسلمين ومطلبهم في إقامة حكم إسلامي، وسيبقى رد فعلها العسكري على اختراقات نظام بشار محدوداً، بل أقل من المحدود، إلى أن تقرر أمريكا والحلف! إن الحكام في بلاد المسلمين المجاورة، لسوريا، وبخاصة الحكومة التركية، الذين لا يحركون الجيوش لإنقاذ المسلمين في هذه الظروف والأوضاع، هؤلاء الحكام لا يؤمَن شرُّهم تجاه الإسلام والمسلمين، وبخاصة عندما تقوم دولة الخلافة الراشدة بإذن الله في أرض الشام...


إن عدم تحريك الحكام الجيوش لنصرة المسلمين وانقاذهم من ظلم طاغية الشام والقضاء عليه لهو إثم عظيم يُغضب الله، وهو عار لن يغيب عن أنظار الأمة الإسلامية. قال تعالى: ((وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا)) [النساء: 75]

التاريخ الهجري :20 من ذي القعدة 1433هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 06 تشرين الأول/أكتوبر 2012م

حزب التحرير
ولاية تركيا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع