الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

زيادة أسعار المحروقات  خطوة أخرى لسحق البسطاء من الناس وصناعة المزيد من الفقراء

 

 

 

لم يكفِ حكامَ السودان حالةُ الفقر والجوع، والغلاء الطاحن؛ التي أوصلوا إليها الناس، حتى خرجوا علينا؛ وهم العاطلون عن مفاهيم رعاية الشؤون، بقرارات زيادة أسعار المحروقات تحت مسمى رفع الدعم، بزيادة سعر جالون البنزين بنسبة 66%، وسعر جالون الجازولين بنسبة 73%، واسطوانة غاز الطبخ بنسبة 67%، وذلك بمبررات؛ مثل أن هذا الدعم يذهب للأغنياء بدلاً عن الفقراء، وأن المحروقات يتم تهريبها لدول الجوار...!


إننا في حزب التحرير/ ولاية السودان نوضح لأهلنا في السودان الحقائق الآتية:


أولاً: إن زيادة أسعار المحروقات إنما هي انصياع كامل لقرارات صندوق النقد الدولي؛ التي أملاها على وزير المالية في اللقاء الذي تم في مايو 2013م، حيث أمر صندوق النقد الدولي برفع الدعم عن الوقود بشكل متدرّج وصولاً إلى مرحلة التحرير الكامل؛ علماً بأن وزير المالية كان قد صرّح في يوم 03/12/2012م بأن (ميزانية العام 2013م لن تشهد أي رفع للدعم عن المنتوجات البترولية أو فرض ضرائب أو جمارك جديدة) (سودان تريبيون)، ولكن ماذا تفعل حكومة السودان؛ العبد المنصاع للغرب الكافر؟!


ثانياً: إن الحكومة هي المسئولة عن وجود عجز في موازنتها، وليس المواطن البسيط الذي تحمّله الحكومة وزر سوءاتها؛ فقد فصلت الجنوب لمصلحة الغرب الكافر، مما أفقد الناس 75% من البترول والثروات التي ذهبت جنوباً.


ثالثاً: إن البترول شرعاً يعتبر من الملكيات العامة، وليس من ملكيات الدولة حتى تبيعه للرعية بالسعر العالمي، روى الترمذي عن أبيض بن حَمّال المازني «أنه وفَدَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقطعه الملح فقطع له، فلمّا أن ولّى قال رجل من المجلس: أتدري ما قطعت له؟ إنما قطعت له الماء العدّ. قال: فانتزعه منه». فكون رسول الله صلى الله عليه وسلم استرجع من أبيض بن حمال ما أقطعه إياه من ملح، بعد أن عرف أنه كثير لا ينقطع، دليل على أن المعدن العِدّ، الذي لا ينقطع، لا يجوز أن يملك لأفراد؛ لأنّه ملك لعامة المسلمين. لذلك فإن الواجب على الدولة أن توزع هذه المحروقات من (بنزين وجازولين وغاز)، وغيرها من مشتقات البترول على أفراد الرعية، إما عيناً أو خدمات بعد خصم التكاليف.


رابعاً: إن السودان ينتج (130) ألف برميل يومياً، ويستهلك حوالي (100) ألف برميل، قال وزير المالية: (إن إنتاج البلد من البترول (130) ألف برميل يومياً، ولأن له شركاء أصبح نصيبه في السنة (26) مليون برميل) الصحافة 9/9/2013م. وحسب الأرقام التي اعترف بها الوزير، فإن نصيب السودان خالصاً هو (71) ألف برميل في اليوم، هي ملك خالص لرعايا الدولة وليس للحكومة، علماً بأن عقود البترول مع الشركات الأجنبية، قد وقعتها هذه الحكومة؛ وهي عقود باطلة شرعاً، مكّنت هذه الشركات من نهب حوالي (60) ألف برميل يومياً من مال الأمة، وإلا لكان إنتاج (130) ألف برميل يومياً يكفي حاجة البلاد ويزيد، وهذه جريمة أخرى اقترفتها الحكومة، وتريد من البسطاء أن يدفعوا ثمنها!!


خامساً: إن الحكومة تمارس الغش والغدر، ومن ذلك تعتيمها على عقود استخراج البترول وتسويقه، قال وزير المالية: "من المتوقع أن يصل إنتاج البترول (150) ألف برميل يومياً، بإيرادات قيمتها (300) مليون دولاراً" الصحافة 04/12/2012م، بل إن الحكومة عندما كانت تسوّق لانفصال الجنوب ذكرت أن إنتاجها (118) ألف برميل يومياً، وأن استهلاكها (100) ألف برميل يومياً، لذلك لن يتأثر السودان من انفصال الجنوب، وإنا لنتساءل، أين ذهبت رسوم تصدير بترول الجنوب - خارج الموازنة - البالغة (236) مليون دولاراً خلال حوالي ثلاثة أشهر، روي عن معقل بن يسار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرَّم الله عليه الجنة». قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة».


سادساً: إن حديث الحكومة عن أن الدعم يذهب للأغنياء بدلاً عن الفقراء هو قول ساقط متهافت، لأن الترحيل يدخل على أسعار السلع التي يستهلكها الغني والفقير، بل إن النظام الرأسمالي الذي تطبقه الحكومة هو نظام يسحق البسطاء، ويصنع الفقر والفقراء، فكل الضرائب والجمارك والجبايات التي تفرض على السلع والخدمات، إنما يدفعها الفقراء، ويتحصّلها الأغنياء لصالح الحكومة، لذلك لا ينبغي لمن يطبق النظام الرأسمالي الجشع أن يتحدث عن الفقر والفقراء!!


أيها الأهل في السودان: إن سكوتنا عن تطبيق أنظمة الظلم الرأسمالية هو الذي جرأ علينا حكامنا، حتى صاروا يستفزوننا، بل ويحتقروننا، ثم لا يبالون بالتضييق علينا في عيشنا. فإن أردنا الطمأنينة في عيشنا، والسلامة في ديننا، والنجاة في آخرتنا، فلنرجع إلى الله، ولْننبذ هذه الأنظمة الظالمة، ونُقِمْ مكانها نظام الإسلام؛ في ظل الخلافة الراشدة؛ التي تنثر القمح على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.

 

 

التاريخ الهجري :18 من ذي القعدة 1434هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 24 أيلول/سبتمبر 2013م

حزب التحرير
ولاية السودان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع