بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الثامن والعشرين من رجب، يوم سقوط دولة الخلافة الخلافة في متناول أيديكم أيها المسلمون، فالوقت وقتكم "مترجم"
في يوم الثامن والعشرين من رجب لهذا العام يكون قد مر تسعة وثمانون عاماً هجرياً على سقوط دولة الخلافة، التي غاب بسقوطها الحكم بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن وجه الأرض، ومنذ ذلك الحين ومشاكل المسلمين في ازدياد، بل وفي تفاقمٍ كبير.
أ
عداء المسلمين الذين كانوا يرتعدون خوفاً من مجرد التفكير في مواجهة المسلمين الذين يقودهم الخليفة المظفر، باتوا يتجرؤون على تدنيس مقدسات المسلمين والإساءة لأشرف الخلق، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشكلٍ وقح ومتكرر، وتحت سمع وبصر حكام المسلمين الذين لم يحركوا ساكناً بالرغم من امتلاكهم لمقدرات أضخم أمة في العالم، أمه عندها أضخم جيش في العالم، أمة هي الأغنى بين الأمم، وتمتلك السلاح النووي في باكستان. فحتى يهود وهم من أخس وأجبن الناس تخطوا جميع الخطوط الحُمر في اعتدائهم واقترافهم الجرائم الوحشية ضد المسلمين بعد أن كانوا ذميين خاضعين لسلطان دولة الخلافة.
وبدلاً من أن يقود جيوشَ المسلمين خليفةٌ يحرر البلدان الإسلامية المحتلة، ويمُدَّ سلطانَ المسلمين إلى بلدان أخرى بالفتح والعدل، بدلاً من ذلك، قاد المسلمين في باكستان قادةٌ عملاء للأمريكان الجبناء، تولوا يوم الزحف ليقاتلوا إلى جانب الصليبين الأمريكان في احتلال أفغانستان والمناطق القبلية في باكستان، محاولين تغطية الحقائق بغربال بتكرارهم لأكذوبة "أنّ هذه الحرب حربكم"!
إنّ حكم البلدان الإسلامية بالإسلام إبان كان لهم خلافة جعل منها بلداناً مزدهرة اقتصادياً، إلى درجة أسالت لعاب الغرب وحسده. فمثلا شبه القارة الهندية جحظت أعين الغرب عليها، وخصوصاً الانجليز، حيث كانت قبل احتلالهم لها ووضعها تحت وصاية العرش البريطاني، كانت جوهرة متميزة في وضعها الاقتصادي أما بعد تحول البلدان الإسلامية عن الحكم بالإسلام إلى الحكم بالرأسمالية، المبدأ الذي ركز امتلاك الثروة بين أيدي حفنة قليلة من الناس، غرق العالم في أزمات اقتصادية متعاقبة حتى وصل إلى الانهيار أو كاد. و كذا الأمر في أفريقيا، حيث كانت الخلافة تجمع منها الزكاة، الزكاة التي لا تُجمع إلا من غني، بات حالها غير ذلك الحال، فقد عصفت بإفريقيا المجاعات والفقر تحت حكم الرأسمالية. والخلافة التي أرسلت يوما سفناً مثقلة بالطعام لإنقاذ نصارى ايرلندا من المجاعة لم تعد موجودة الآن. فبعد غياب الخلافة أصبح المسلمون بالكاد يقدرون على إطعام أنفسهم بالرغم من امتلاكهم للأنهار الوفيرة والأراضي الزراعية الخصبة.
منذ سقوط دولة الخلافة عام 1924م على أيدي الغرب وبمعونة عملاء العرب والعجم، أدرك الكافر الصليبي بأنّ الخلافة هي مصدر قوة المسلمين وما زالوا مدركين لهذه الحقيقة لغاية الآن. فبعد سقوط الخلافة قال وزير الخارجية اللورد البريطاني "كيرزن" :" إنّ فكرة تدمير تركيا وضمان عدم نهضتها مرة ثانية أمرٌ محتوم لأننا دمرنا قوتها الروحية وهي الخلافة والإسلام". وفي 14/5/2010 جاء على لسان قائد القوات البريطانية السابق الجنرال رتشارد دينيت أنّ "هناك مخططاً إسلامياً إن لم نتصد له ونواجهه في جنوب أفغانستان أو في أفغانستان أو في جنوب آسيا، فإنّه سيكبر ويتعاظم شأنه، هذه نقطة مهمة فنحن نشاهد امتداد هذا المخطط من جنوب آسيا إلى الشرق الأوسط إلى أفريقيا حتى يتحول إلى دولة خلافة كما كانت في القرن الرابع عشر والخامس عشر".
لقد مر تسعة وثمانون عاماً أيها المسلمون، وكل الذي يحصل لكم ومن حولكم، في أرضكم وخارجها، يذكركم ويذكر أعداءكم بالخلافة، الجُنَّة.
أيها المسلمون في باكستان،
اعلموا بأنّ شمس الخلافة تلوح في الأفق، فبإذن الله سيشعر العالم المثقل بشرور القوانين البشرية بالانفراج بالإسلام قريبا. فحزب التحرير في مراحله الأخيرة لإقامة دولة الخلافة، متبعاً خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم، طالباً النصرة من المخلصين من أهل القوة والمنعة لإقامة الدين والحكم به. وحزب التحرير يعمل الآن في أكثر من أربعين بلداً، وقد عقد مؤتمراً ضم أكثر من مائة ألف مشارك للمطالبة بعودتها في اندونيسيا عام 2007، كما عقد مؤتمراً للعلماء حضره الآلاف منهم من جميع أنحاء العالم الإسلامي عام 2009، وها هو الحزب يعقد مؤتمراً لأبرز السياسيين والإعلاميين في العالم الإسلامي في بيروت، بلاد الشام، في الثامن عشر من تموز 2010، لعرض موقف حزب التحرير وسياسته تجاه قضايا المسلمين المهمة، من مثل قضية فلسطين وكشمير والأزمة الاقتصادية العالمية.
أيها المسلمون في باكستان،
إنّ الخلافة والحكم بالإسلام ليست نعمة من الله فحسب، بل هي غاية يجب العمل على تحقيقها، وسنحاسب يوم القيامة على ذلك إن لم نفعل، حيث فرض الله سبحانه وتعالى علينا الحكم بالإسلام، ولا شيء غيره، حيث قال سبحانه ((... فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ...)) المائدة (48)، وقد فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين أن يكون في أعناقهم بيعة، ووصف من مات ولم يكن في عنقه بيعة لخليفة بأقبح الميتات، وكأنه مات في زمن الجاهلية قبل نزول الإسلام، حيث قال ((مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)) رواه مسلم.
أيها المسلمون في باكستان،
والخلافة الآن ليست مجرد فرض يقوم به البعض، ويقصر فيه آخرون، بل هو وعدٌ من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين بأنّهم لا محال منتصرون على الحكام الحاليين، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد بشر بهلاك الحكام الظالمين والقضاء على الحكم بالكفر على أيدي الخلافة، فالله سبحانه وتعالى يقول ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)) النور (55). ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((ثمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ)).
أيها المسلمون في باكستان،
إن الثامن والعشرين من رجب لهذا العام يبشر بدنو قيام الخلافة بإذن الله سبحانه وتعالى، فسارعوا للعمل مع شباب حزب التحرير لإقامتها على منهاج النبوة، متبعين طريقة رسول الله. فاعملوا معنا لحشد النّاس في المساجد والأسواق والشوارع والبيوت لإيجاد حركة عارمة للمطالبة بالخلافة. وهلم بنا ندعو آباءنا وإخواننا وأبناءنا وأعمامنا وأزواجنا من القوات المسلحة الباكستانية للقيام بواجبهم الذي فرضه عليهم سبحانه وتعالى، وهو إعطاء النصرة لـحزب التحريرلإقامة دولة الخلافة، التي ستنهي حكم الظالمين، وتفتح صفحة جديدة للبشرية ملؤها السلام والعدل والرخاء.
التاريخ الهجري :1 من رجب 1431هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 13 حزيران/يونيو 2010م
حزب التحرير
ولاية باكستان